مع استمرار المعارك البرية في قطاع غزة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال "الإسرائيلي" لليوم الـ74 على التوالي، تواصل المقاومة الفلسطينية تكبيد الاحتلال خسائر في العتاد والأرواح، فيما لا يزال الأخير يعلن أعداداً للقتلى والجرحى من جنوده تبدو أقل مما يُعلن عن حجم الخسائر التي يتكبدها من جانب المقاومة.
ومع تكثيف قصف الاحتلال الجوي والمدفعي على كافة مناطق القطاع، لا سيما المنطقة الوسطى ومخيماتها وأيضاً خان يونس ورفح في الجنوب، تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية التصدي للقوات "الإسرائيلية المقتحمة"، عبر استهداف جنود وآليات الاحتلال المتوغلة برا ً، وإطلاق رشقات صاروخية تستهدف مستوطنات "غلاف غزة" والبلدات المحتلة في الجنوب ووسط فلسطين وعلى الساحل الفلسطيني.
ودوت صافرات الإنذار اليوم الاثنين في تل أبيب فيما شهدت سماؤها رشقات صاروخية كثيفة، كما استهدفت صواريخ المقاومة الفلسطينية مستوطنات "سديروت" و"نيرعام" و"آفيف" في محيط قطاع غزة.
وقالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها قصفت مستوطتني "سديروت" و"نيرعام" ومستوطنات غلاف غزة بعدة رشقات صاروخية
كما أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس الاثنين، أنها قصفت تل أبيب برشقة صاروخية رداً على المجازر "الإسرائيلية" بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقالت "كتائب القسام" في بيان: "كتائب القسام تقصف تل أبيب برشقة صاروخية، رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين".
وقالت وسائل إعلام عبرية، إن صافرات الإنذار دوت في "الرملة"، و"ريشون لتسيون"، و"نس تسيونا"، و"سيتريا"، و"بئر يعقوب"، و"ياشريش"، و"تل أبيب"، و"حولون"، و"اللد، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق صواريخ من غزة تجاه وسط فلسطين المحتلة، منذ ليلة رأس السنة، بحسب ما قال إعلام الاحتلال.
من جانبها، تحدثت إذاعة جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عن إطلاق 8 صواريخ من جنوب القطاع تجاه وسط فلسطين المحتلة ، وقالت: إنه تم اعتراض 3 منها بمنظومة "القبة الحديدية"، وسقط 4 في منطقة مفتوحة، ولم يتم بعد تحديد مصير صاروخ آخر.
برياً، تكبد جيش الاحتلال "الإسرائيلي" اليوم الاثنين مزيداً من الخسائر في جنوده وآلياته على محاور القتال المختلفة في قطاع غزة، خاصة في المنطقة الوسطى وخانيونس.
وفي بيانات منفصلة، أعلنت كتائب القسام عن عمليات عدة نفذتها في محاور القتال، وقالت: إنها أفشلت محاولة "إسرائيلية" لتحرير أحد أسرى الاحتلال في مخيم البريج وسط قطاع غزة، مشيرة إلى أنه بعد تسلل قوة خاصة لمكان اعتقد جيش الاحتلال وجود أحد الأسرى بداخله وتم التصدي للقوة وإفشال مهمتها والاشتباك معها وإيقاعهم بين قتيل وجريح وتم التحفظ على بعض مقتنيات القوة الخاصة.
وفي بيان آخر، أعلنت الكتائب أن مقاتليها - وبعد عودتهم بسلام - أكدوا استهدافهم لناقلة جند "إسرائيلية" من نوع "بوما" تابعة لسلاح الهندسة بقذيفة "الياسين 105" والإجهاز على جنديين كانا بجوارها في منطقة الكرامة شمال غرب مدينة غزة.
وفي وقت سابق، أكدت الكتائب أن مقاتليها قنصوا جندياً "إسرائيلياً، موضحة أنه تم قتله ببندقية من طراز "الغول" الخاصة بها شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.
من جهتها، أعلنت سرايا القدس في وقت متأخر من مساء الاثنين، استهدافها قوة "إسرائيلية" متحصنة في أحد المنازل في محاور التقدم بخان يونس بالأسلحة الرشاشة وقذيفة الـ"TBG" المضادة للتحصينات مما أدى إلى إيقاع القوة بين قتيل وجريح.
وفي وقت سابق، قالت السرايا: إنه منذ فجر اليوم يخوض مقاتلو السرايا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال بالأسلحة الرشاشة وقذائف الـ (RPG) في محاور التقدم شمال وشرق ووسط خان يونس.
وفي ذات السياق، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال "الإسرائيلي" "دانييل هغاري": إن جيشه يخوض معارك معقدة وصعبة في وسط وجنوب قطاع غزة، مضيفاً: "القتال سيتواصل خلال العام بطريقة أخرى"
وبثت سرايا القدس مقطعاً مصوراً لاستهدافها تحشدات جيش الاحتلال "الإسرائيلي" بقذائف الهاون في محاور الاشتباكات بخان يونس جنوبي قطاع غزة.
من جهتها، قالت كتائب أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إنها استهدفت 3 آليات "إسرائيلية" في حي التفاح شرق مدينة غزة، ودمرتها بشكل جزئي أو كلي، كما خاضت اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال المتوغلة في المنطقة.
من جهة ثانية بثت سرايا القدس مقطعاً مصوراً للأسير "الإسرائيلي" لديها "إلعاد كاتسير"
وقال الأسير "الإسرائيلي": أنا هنا منذ 3 شهور "بيبي نتننياهو" لقد تركتموني في الأسر منذ 3 شهور واليوم تتركوني لوحدي لا تقولوا لعائلتي أنكم فعلتم كل شيء من أجلي فهذا غير صحيح، في كل يوم تستمر فيه حرب الإبادة يموت المزيد من الجنود وكذلك الأسرى .. أوقفوا الحرب وأعيدوا الأسرى
مقتل 510 ضابطاً وجندياً "إسرائيلياً" في غزة
في المقابل، قالت وسائل إعلام "إسرائيلية": إن 9 ضباط وجنود قتلوا وأصيب آخرون في هجومين منفصلين خلال معارك قطاع غزة في الـ 24 ساعة الماضية.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إصابة 103 جنود في المعارك خلال الـ 24 ساعة الماضية، مشيراً إلى أن "اثنين منهم في حالة حرجة".
ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، مساء الاثنين، عن الجيش الإسرائيلي قوله: إن 19 من الجرحى أصيبوا خلال المعارك في قطاع غزة، بينهم إصابة خطيرة جداً.
واستناداً إلى معطيات جيش الاحتلال المنشورة على موقعه، الإثنين، وصل عدد الجنود والضباط الجرحى بالمعارك البرية التي بدأت في 27 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي إلى 1042 جندياً.
وأشار الجيش إلى أن "228 من هؤلاء الجنود بحالة خطيرة، و374 متوسطة، و440 طفيفة". وأضاف أن "453 جندياً وضابطاً (ممن أصيبوا منذ بدء التوغل البري في القطاع) ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفيات".
ووفقاً لاعترافات جيش الاحتلال، فإن 243 جندياً أصيبوا منذ بداية الحرب في غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بينهم 375 يعانون من جروح خطيرة، و647 متوسطة، و1416 طفيفة.
وفي السياق، أعلن جيش الاحتلال أنه منذ بداية الحرب، قتل 510 من الضباط والجنود، بينهم 176 منذ بدء التوغل البري في قطاع غزة.
وفي سياق متصل، قالت وزارة الصحة في كيان الاحتلال: إنه منذ بداية الحرب على قطاع غزة عالج النظام الصحي 13 ألف جريح من بينهم 2500 جندي.
تزامن ذلك، مع إعلان الهيئة الطبية في جيش الاحتلال "الإسرائيلي" أن 9 آلاف جندي تلقوا علاجاً نفسياً منذ بداية الحرب، وأن نحو ربع هؤلاء الجنود لم يعودوا إلى القتال في قطاع غزة.
وبحسب بيانات الهيئة الطبية، فإن عدد الجنود الذي نقلوا للعلاج في المشافي بلغ 2335 جندياً من بينهم 155 جندياً تعرضوا لإصابات في العيون و298 جندياً تعرضوا لإصابات سمعية.
وتظهر المعطيات أن نحو 275 جندياً يتلقون العلاج حالياً في مركز تأهيل نفسي داخلي، يُحال إليه الجنود الذين يواجهون تعقيدات كبيرة من حيث حالتهم النفسية.
وأشارت التقارير إلى مخاوف في أوساط الجهات الطبية التابعة لجيش الاحتلال من "استمرار الحرب على المدى الطويل وإمكانية اتساعها لتشمل الجبهة الشمالية"، وذلك نظراً لمساحة المنطقة الحدودية مع لبنان والتعقيدات الجغرافية فيها، الأمر الذي قد يجعل من مهمة علاج الجرحى وإجلائهم أكثر تعقيداً، بحسب أطباء جيش الاحتلال.