بدأت كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة "سيغريد كاغ" مهامها رسمياً، بعد إعلان الأمم المتحدة تعيينها رسمياً من قبل الأمين العام "أنطونيو غوتيرتش" اعتباراً من يوم امس الإثنين.
وقالت نائبة المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة "فلورنسيا سوتو نينو" في مؤتمر صحفي: إن كاغ من خلال منصبها الجديد، ستعمل على تسهيل ومراقبة والتحقق من شحنات الإغاثة الإنسانية إلى غزة، مشيرة إلى أنه تم تكليفها أيضاً بمهمة إنشاء آلية تابعة للأمم المتحدة، لتسريع المساعدات المرسلة "من قبل المجموعات التي ليست طرفاً في الصراع".
وذكرت نائبة المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن كاغ ستجتمع مع الأمين العام للأمم المتحدة، في نيويورك ثم تتوجه إلى واشنطن قبل أن تنتقل إلى المنطقة ، موضحة أنها ستبدأ مهامها أولاً في الأردن ثم تنتقل بعد ذلك إلى مصر وفلسطين.
وبعد أقل من 24 ساعة من تعيين "كاغ" بحث وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" الثلاثاء، هاتفياً معها مسألة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة.
وقال المتحدث وزارة الخارجية الأمريكية "ماثيو ميللر"، في بيان صدر عنه، إن بلينكن وكاغ، أكدا خلال الاتصال "أهمية تعزيز آلية التنسيق التي تقدم المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة، وتسهيل المساعدات لشمال القطاع لضمان وصول المساعدات الإنسانية وعودة النازحين" بحسب قوله.
وأشار ميللر إلى أن بلينكن وكاغ "أكدا أيضاً على الالتزام المشترك بالوصول إلى الأشخاص غير المحميين، بما في ذلك تسهيل دخول المساعدات والسلع التجارية بسرعة إلى غزة، وزيادة استخدام المساعدات المحلية لتلبية الاحتياجات العاجلة، وزيادة التمويل للمساعدات الإنسانية".
وفي 26 كانون الأول/ ديسمبر 2023 أعلن غوتيريش، عن تعيينه سيغريد كاغ في منصب كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار من أجل "تنظيم المساعدات الإنسانية إلى غزة وتسهيلها والإشراف عليها" بموجب القرار 2720 المعتمد من قبل مجلس الأمن الدولي.
الصحة العالمية: احتجاز 66 من العاملين بالمجال الصحي في غزة
من ناحية ثانية، نقلت وكالة الأنباء "رويترز" عن مسؤول رفيع بمنظمة الصحة العالمية، تصريحه: إن المنظمة تشعر بقلق بالغ إزاء اعتقال الاحتلال "الإسرائيلي" 66 من العاملين بالمجال الصحي في غزة، وأكدت المنظمة أن النظام الصحي ينهار بوتيرة سريعة للغاية في غزة.
وذكرت المنظمة العالمية أنه يجري في غزة إجراء عمليات جراحية غير ضرورية لبتر الأطراف على الرغم من إمكانية إنقاذ هذه الأطراف.
وقال كل من مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية "ريك بيبركورن" ومنسق فريق الطوارئ الطبي التابع للمنظمة "شون كيسي" الثلاثاء: إن هناك أسباباً عديدة لذلك.
وتحدث كلاهما إلى الصحافيين في جنيف، عبر رابط فيديو من مدينة القدس في رام الله ومدينة رفح بجنوب قطاع غزة.
وقال "بيبركورن": لم أر قط هذا العدد الكبير من مبتوري الأطراف في حياتي، ومن الأطفال أيضاً.
وقال كيسي: إنه لا يتاح للمصابين الوصول إلى المستشفيات في وقت مبكر بسبب القتال الدائر. كما أن هناك نقصاً في المتخصصين، مثل جراحي الأوعية الدموية..
وأفاد كيسي من مدينة رفح بأن الأشخاص الذين بترت أطرافهم كانوا في الآونة الأخيرة يتسولون وأن عمليات إيصال المساعدات غير كافية من أجل أن يحصل عليها الجميع، خاصة في المنطقة الشمالية. وأضاف "الجميع يقول إنهم جائعون".
ووفق مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية "ريك بيبركورن" فإن 15 من أصل 36 مستشفى تعمل حالياً بشكل جزئي. كما توجد ثلاثة مستشفيات ميدانية.
وكرر ممثلو منظمة الصحة العالمية مطالبتهم بوقف إطلاق النار، الأمر الذي يطالبون به منذ أسابيع، لتوفير الرعاية الإنسانية للسكان.
"أطباء بلا حدود" تدين استهداف ملجأ للنازحين في خان يونس
من جهتها، أدانت منظمة "أطباء بلا حدود"، الثلاثاء، استهداف ملجأ يتبع المنظمة في خان يونس جنوبي قطاع غزة، بقذيفة أدت إلى إصابة 4 من كوادرها، وطفلة تبلغ من العمر 5 سنوات حالتها حرجة.
وأشارت المنظمة عبر حسابها على منصة "إكس"، إلى أن استهداف منزل للاجئين يؤكد أنه لا يوجد أي شخص أو أي مكان في غزة آمن، معلنة نقل موظفيها وعائلاتهم إلى منزل آخر.
#غزة: صباح الأمس، اخترقت قذيفةٌ جدارَ مأوى تابع لمنظمة أطباء بلا حدود يضم أكثر من 100 موظف وعائلاتهم في خان يونس.
— منظمة أطباء بلا حدود (@msf_arabic) January 9, 2024
أصيب أربعة أشخاص، من ضمنهم ابنة أحد موظفي أطباء بلا حدود تبلغ من العمر 5 سنوات وهي في حالة حرجة. وقد انتقل الموظفون وعائلاتهم إلى موقع آخر.
وشدّدت المنظمة على عدم تلقيها أي تحذير بإخلاء المنزل الذي يؤوي أكثر من 100 موظف تابع لها وعائلاتهم، رغم أنها سبق أن أبلغت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" بأن المنزل يضم لاجئين.
ويواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" استهداف الطواقم والمنشآت الطبية في قطاع غزة، ما أجبر عدداً من المنظمات الطبية الدولية على الانسحاب إلى جنوب القطاع، إذ أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" سحب موظفيها من "المنطقة الوسطى، التي تضمّ مستشفى شهداء الأقصى، وهو ما تكرر مع جمعية "العون الطبي للفلسطينيين" وفريق الطوارئ الطبي التابع لـ "لجنة الإنقاذ الدولية".
وتواجه تلك المنظمات أيضاً صعوبات في إجلاء موظفيها وحمايتهم من القصف المتواصل.
منظمة "آكشن إيد": عمليات جراحية في مستشفى العودة تجرى بمصابيح الرأس
وفي السياق، قالت منظمة "آكشن إيد" الدولية: إن العمليات الجراحية في مستشفى العودة شمال قطاع غزة تجرى على ضوء مصابيح الرأس في ظل انقطاع الكهرباء، بعد استئناف الأطباء عملهم في التوليد وإنقاذ الأرواح وسط ظروف صعبة للغاية بعد انتهاء الحصار الذي فرضه الاحتلال عليه.
وبحسب المنظمة الدولية، لم يتمكن أحد من الدخول الى مستشفى العودة أو الخروج منه بسبب محاصرته من قبل القناصة لمدة تزيد عن 20 يوماً خلال شهر كانون الأول من العام المنصرم.
ونقلت منظمة "آكشن إيد" عن رئيس قسم أمراض النساء والولادة في مستشفى العودة، أنه "تم قتل ستة أفراد من الكوادر الطبية في الأيام الأخيرة من حصار المستشفى، بينما قتلت نساء حوامل أثناء محاولتهن الوصول إليه".
كما تم قتل ثلاثة أطباء وممرضة واثنين من العاملين داخل المستشفى من قبل القناصة في الأيام الأخيرة لحصار المستشفى، الذي استمر بشكل محكم لمدة تزيد عن 20 يوماً، وفق المصدر نفسه.