يواصل جيش الاحتلال " الإسرائيلي" قصفه للمدنيين في قطاع غزّة لليوم الـ 98 على التوالي، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، وتحول مدارس النازحين شمال القطاع إلى مراكز للموت البطيء، وسط عزلة عن العالم وغياب كامل للمنظمات الاغاثية والإنسانية وانهيار كافة القطاعات البلدية والمدنية.

واستهدف طيران الاحتلال اليوم الجمعة 12 كانون الثاني/ نوفمبر حي المشاغلة في دير البلح وسط قطاع غزّة، ما أدى الى ارتقاء 5 شهداء وعدد من الجرحى.

واستشهد بعد ظهر اليوم، 6 فلسطينيين وأصيب آخرون بجروح في قصف "إسرائيلي" استهدف منزلا بدير البلح وسط قطاع غزة، فيما قالت مصادر أنّ 30 فلسطينياً وقعوا بين شهيد وجريح.

وكثّف الاحتلال عدوانه على دير البلح ومناطق جنوب قطاع غزّة، واستهدف مجدداً منزلاً بالقرب من إحدى بوابات مستشف شهداء الأقصى في دير البلح، ما أدى الى ارتقاء شهيد على الأقل وعدد من الجرحى.

كما كثّف جيش الاحتلال، استهدافه المدفعي لمحيط المستشفى، واستهدف شارع شهداء الأقصى الذي يقع فيه المستشفى، علماً أنّه يجع بالمارّة والمدنيين، نظراً لكونه أحد الطرق التي يمر عبرها النازحون في دير البلح.

ويصعّّد الاحتلال استهدافه لمستشفى شهداء الاقصى في دير البلح وهو واحد من عدد من المستشفيات القليلة التي ما تزال تعمل في المنطقة الوسطى والجنوبية، لغرض دفع أهالي البلدة والنازحين فيها للخروج والتوجه باتجاه المناطق الجنوبية.

وكان جيش الاحتلال قد استهدف منزلاً يؤوي نازحين عند البوابة الغربية للمستشفى الأربعاء الفائت، ما أدى الى ارتقاء 12 شهيداً بينهم الزميل الصحفي أحمد بدير.

وعند شارع صلاح الدين وتحديداً بالقرب من مدخل دير البلح، استهدف الاحتلال مجموعة من الفلسطينيين المارّة، ما أدّى الى استشهاد شاب واصابة اخرين حسبما اكدت مصادر محليّة.

كما أصيب عدد من الفلسطينيين الجمعة، في استهداف منزلاً مأهولاً في خان يونس جنوب قطاع غزّة، كما استهدف الاحتلال حي الصبرة بمدينة غزّة بعدّة غارات جوية أدت إلى وقوع إصابات.

وفي آخر تحديث لوزارة الصحة صباح اليوم، بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين، 23708 شهداء و60005 جرحى، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت.

موت بطيء يعيشه نازحو شمال القطاع

في شمال قطاع غزّة، يعاني الاف النازحين في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أوضاعاً مزرية، تذهب بهم تدريجياً نحو الموت البطيء، جراء شحّ الغذاء والماء النظيف، ووسائل التدفئة، وتحولها الى مستنقعات جراء الشتاء، وتهتك بنيتها بسبب القصف "الإسرائيلي" الذي تعرضت له في أوقات سابقة، ما يجعلها أماكن غير صالحة للإيواء، حسبما نقلت مصادر محلية شمال القطاع.

في مدرسة الفاخورة بمنطقة تل الزعتر في جباليا شمال القطاع، تقطن عشرت العائلات في ظل تهميش تام وشامل، في ظل مخاطر جراء استمرار استهداف دبابات الاحتلال وطائراته الشوارع المؤدية الى منطقة المدارس.

مصادر صحفية نقلت، أنّ النازحين في مدارس شمال القطاع، معرضون للموت برداً وخصوصاً الأطفال وكبار السن، جراء غياب وسائل التدفئة ونقص الخدمات اللوجستية، كالفراش والبطانيات، إضافة إلى فقدان شبه تام للمستلزمات الاغاثية والمياه النظيفة.

وتعرضت مدارس النازحين في جباليا، لعمليات قصف واستهداف متعمد في أوقات سابقة، أحدث مجازر مروعة، وخلّف اضراراً على بنية المدارس، وأحدث تهتكات في أسقفها وجدرانها، ما جعلها غير صالحة للإيواء.

ونقلت وكالة "الأناضول" عن أحد النازحين، إنّ الأهالي والأطفال يعيشون أوضاع مزرية جراء البرد الشديد، وعدم صلاحية المرسة للإيواء، نتيجة تهتك الجدران والنوافذ، وتسرب مياه الامطار والبرد الشديد.

5b072fde-357d-4a7f-a7df-9e13cfa505b5 - Copy.jpg
مدرسة تؤوي نازحين في جباليا 

ويضطر النازحون في المدرسة، لإغلاق النوافذ بالنايلون، وثغرات الجدران التي أحدثها الاستهداف الإسرائيلي، بقطع من القماش وسواها، للحؤول دون تسرب الهواء ومياه الأمطار".

وفي بيت حانون شمالي القطاع، تعيش مئات العائلات في مدرسة "غازي الشوا" ظروفاً مشابهة، في ظل انعدام مقومات العيش، وغرق المدرسة المتكرر بمياه الأمطار، حسبما نقل نازحون لوكالة "أناضول."

ولفتت النازحة آمنة الحويحي (67 عاما)، في حديث للوكالة، إلى الأوضاع المزرية التي يعيشها النازحون في المدرسة، نتيجة المنخفضات الجوية وغرق المدرسة بمياه الأمطار،

وقالت النازحة الحويجي إنّها تعيش في غرفة مع عدد من أفراد أسرتها حيث لا متسع للتنفس، ولا أغطية ولا ملابس تقينا برد الشتاء، علماً أنها مصابة بمرض في الغضاريف.

ويعرقل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" وصول المساعدات الإنسانية والطبية لمناطق شمال غزّة التي ما تزال تضم عشرات الالاف من العائلات الفلسطينية سواء في مراكز النزوح ام في مخيم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون.

وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة "أوتشا" قد أكّد في وقت سابق، أنّ الاحتلال رفض طلبات ادخال مساعدات طبية واغاثية لمناطق شمال غزة خمس مرات منذ 26 من شهر كانون الأول/ ديسمبر 2023 الفائت.

وأكّد أنّ الاحتلال يستمر برفض توصيل الوقود إلى مرافق المياه والصرف الصحي ما يترك عشرات الآلاف من الأشخاص دون إمكانية الحصول على المياه النظيفة، ويزيد خطر فيضان مياه الصرف الصحي، مما يزيد بشكل كبير من خطر انتشار الأمراض المعدية".

 

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد