كشفت إذاعة "كان ريشت بيت" العبرية، اليوم الأربعاء 17 كانون الثاني/ يناير رفض جنود في جيش الاحتلال "الإسرائيلي" يشكلون قوام نصف كتيبة في قوات الاحتياط، الدخول إلى قطاع غزّة، بعد أن جرى استدعاؤهم لتشكيل لواء جديد باسم " هشومير" يُعنى بالدفاع عن مستوطنات غلاف غزة والضفة الغربية، ليتبين لهم لاحقاً عزم قيادتهم، الدفع بهم إلى مهام قتالية داخل القطاع.

وبحسب الإذاعة العبرية التي وثّقت ما جاءت به، على لسان جنود رفضوا الالتحاق بالمهمّة، أنّه جرى استدعاء الجنود نهاية شهر كانون الأول/ ديسمبر الفائت، وجرى تدريبهم لغرض إقامة اللواء المذكور، إلّا أنّهم وجهوا انتقادات كبيرة ولاذعة بشأن التدريب ونقص الموارد البشرية، والنقص في العتاد، ما دفع بعضهم إلى ترك التدريبات.

وجاءت عمليات الانسحاب الكبرى للجنود والتي شملت نصف الكتيبة، بعد أن فاجأت القيادة جنودها، بأنّه عليهم الدخول إلى قطاع غزّة، وقيامهم بعمليات تطهير للمنازل والبحث عن فتحات الأنفاق الخاصة بكتائب القسّام، ما خلق بلبلة في أوساط الجنود، نظراً لكونهم غير مؤهلين للقيام بمثل هكذا عمليات.

وقالت الإذاعة، أنّ قائد الكتيبة دخل برفقة عدد من الضباط، وفوجئ بعدد القوات الصغير، حين دخل إلى قطاع غزة من أجل التصديق على خطط معينة مع قائد اللواء الذي ستنضم إليه كتيبة الاحتياط المذكورة، إلّا أنّ ذلك لم يمنعه من المصادقة على الخطّة.

أسبوع من التدريبات التي تمّت بطريقة مروّعة، وبدون ذخيرة، ولا ضباط، قيل لنا فجأة إن هناك أمراً بأن الجيش الإسرائيلي يحتاجنا لدخول القطاع لتطهير المنازل

وتابعت الإذاعة، أنّ قائد الكتيبة جمع الجنود المتواجدين، وأبلغهم بأنهم سيدخلون إلى قطاع غزة للقيام بمهمات تتعلق بـ "تطهير المنازل والبحث عن الأنفاق" وهو ما واجهه الجنود بتعبيرهم عن عدم الاستعداد لذلك، ما دفع قائد الكتيبة للطلب من الجنود غير المستعدين للقيام بالمهمة، المغادرة، ما أدّى إلى مغادرة نصف الجنود بموافقة الضباط.

ووثقت الإذاعة ما ذهبت إليه بعرض شهادة لأحد الجنود قال فيها "تلقينا أمر التجنيد واستجبنا لذلك، أخبرونا بأن تخصّصنا سيكون حماية البلدات، وبعد نحو أسبوع من التدريبات التي تمّت بطريقة مروّعة، وبدون ذخيرة، ولا ضباط، قيل لنا فجأة إن هناك أمراً بأن الجيش الإسرائيلي يحتاجنا لدخول القطاع لتطهير المنازل".

وتابع الجندي: "لقد صُدمنا جميعنا، أنا شخصياً كنت في لواء ناحل، وباقي الجنود من ألوية مشاة سابقة، لكننا لم نقم منذ سنوات بمهام في الاحتياط، حصلنا على سلاح إم 16، تفكك بين أيدينا، ولم تكن هناك ذخيرة للتدريبات، لقد جمعنا الرصاص عن الأرض لكي يكون لدينا ما نستطيع إطلاقه".

أمّا جندي آخر، فقال في شهادته أنّ "هناك أشخاص تدرّبوا بدون زي عسكري. وهناك جنود لم يحصلوا في البداية على قمصان أو نعال، الوسائل التي كانت متوفرة لم تكن وسائل مناسبة للتدريبات، اللواء الذي كان يُفترض أن يضم أربع كتائب بالكاد وصل إلى كتيبة ونصف. ليس مفهوماً كيف أرادوا إدخال قوة كهذه غير مؤهلة بتاتاً إلى قطاع غزة".

يأتي ذلك، في وقت يواصل جيش الاحتلال مجازره بحق المدنيين في قطاع غزّة لليوم 103 على التوالي، بالتزامن مع تقليص عديد قواته المقاتلة في قطاع غزّة، حيث سحب أوّل أمس الاثنين 15 يناير الجاري، فرقة كاملة له وهي الفرقة "36" من ضمنها لواء "غولاني" من القتال في قطاع غزة وأبقى على ثلاث فرق عسكرية للاستمرار في الهجوم البري على القطاع.

وزعم جيش الاحتلال إنه نقل عناصر الفرقة "36" إلى "فترة من الانتعاش بالإضافة إلى تدريبات تهدف لزيادة الكفاءة على أن يتم لاحقا تحديد القطاع الذي سيتم نشر قوات الفرقة فيه".

وكانت جيش الاحتلال قد دفع بالفرقة التي تضم لواء "غولاني"، لتنفيذ عمليات عسكرية في محاور التوغل شمالي ووسط قطاع غزة؛ في الشيخ عجلين والرمال والزيتون والشجاعية ومخيم الشاطئ، بالإضافة إلى مخيمي النصيرات والبريج وسط قطاع غزة.

وتواصل المقاومة الفلسطينية، تصديها لعمليات جيش الاحتلال البرية التي تركزت على مناطق جنوب القطاع في خان يونس ومناطق وسط القطاع في البريج والمغازي، وتكبده خسائر فادحة بالآليات والمعدات والأفراد.

ودمرت كتائب القسام على مدار 100 يوم من القتال، أكثر من ألف آلية عسكرية "إسرائيلية" فضلاً عن إيقاع آلاف الجنود بين قتيل وجريح، وكشفت مصادر إعلامية للاحتلال تعرض 4 آلاف جندي لإعاقات دائمة، وسط تكتم رسمي حول الأعداد الحقيقية للقتلى والجرحى، فيما يعترف الجيش بمقتل نحو 190 ضابطاً وجندياً منذ بدء الغزو البري في 27 أكتوبر 2023 الفائت.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين-وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد