تجاوزت أعداد ضحايا حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزّة 26 ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال، وفق آخر إحصائية أعلنتها وزارة الصحة الفلسطينية، صباح اليوم الجمعة 26 كانون الثاني/ يناير، في وقت يواصل الاحتلال "الإسرائيلي" مجازره لليوم 112 على التوالي مخلفاً عشرات الشهداء والجرحى منذ ساعات الفجر.
يأتي ذلك في وقت يترقب العالم، قرارات محكمة العدل الدولية في لاهاي حول التدابير المؤقتة المتخذة حيال الاحتلال بناء على الدعوى التي رفعتها جمهورية جنوب أفريقيا ضد "إسرائيل" بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غّزّة.
وقالت وزارة الصحة في غزة، أنها وثّقت استشهاد 26 ألفاً و83 شهيداً، فيما أصيب 64 ألفاً و487 فلسطينيا منذ بدء حرب الإبادة يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 الفائت؛ وجاء تحديث الوزرة بعد ارتكاب الاحتلال 19 مجزرة خلال الساعات الـ 24 الفائتة، راح ضحيتها 183 شهيدا و377 مصابا خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وبحسب مصادر صحفية وطبيّة، فإنّ غالبية شهداء الساعات الفائتة، ارتقوا في منطقة خان يونس جنوب القطاع، والتي تتعرض لقصف مركّز، فضلاً عن محاولات توغل مستمرة يرافقها قصف مدفعي يطال المربعات السكنية، ما أدّى إلى ارتقاء 70 فلسطينياً خلال الساعات الـ 24 الفائتة.
وبعد منتصف ليل أمس الخميس/ فجر اليوم الجمعة، استشهد 14 فلسطينياً غالبيتهم من النساء والأطفال، في قصف "إسرائيلي" استهدف مناطق وسط قطاع غزّة، حيث ارتقى 3 فلسطينيين بينهم طفلة في قصف على منطقة الزوايدة، فيما استشهد 11 فلسطينياً في استهداف مبان سكنية غربي مخيم النصيرات.
تأتي مجازر الاحتلال، في وقت يواصل الاحتلال هجماته للقضاء على القطاع الصحّي في مناطق جنوب غزّة، باستمرار محاصرة مجمع ناصر الطبّي، وهو أحد آخر مستشفيين عاملين في جنوب غزّة، ويقدّم خدماته بالحد الأدنى.
وأدى حصار الاحتلال "الإسرائيلي" للمجمع إلى نفاد تام للطعام وأدوية التخدير والمسكنات نتيجة الحصارالمطبق عليه لليوم الخامس، حسبما أكد الناطق باسم وزارة الصحة الدكتور أشرف القدرة.
وقال القدرة في تصريح صحفي، إنّ المجمّع يضم 150 كادرا صحيا و350 مريضا ومئات الأسر النازحة، يرزحون تحت ظروف كارثية قوامها التجويع والاستهداف وعدم توفر العلاجات.
وتأتي تلك الجرائم، في وقت يترقب الشعب الفلسطيني والعالم اليوم، ما سيصدر عن محكمة العدل الدولية في لاهاي بعد ظهر اليوم الجمعة (الساعة 12 بتوقيت جرينيتش/ الثانية بتوقيت القدس المحتلّة) من قرارات تتعلق بالتدابير المؤقتة، والتي سوف تتخذها المحكمة ضد الاحتلال "الإسرائيلي" بناء على الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد كيان الاحتلال، بارتكابه جرائم إبادة جماعية بحق أهالي قطاع غزّة.
وكانت جمهورية جنوب أفريقيا، قد طالبت محكمة العدل الدولية، باتخاذ إجراءات مؤقتة، وممن بينها إصدار حكم بوقف الحرب "الإسرائيلية" على القطاع، وضمان عودة النازحين إلى بيوتهم وإدخال المساعدات الإنسانية.
وخلال الجلسة العلنية التي ستنعقد ظهر الجمعة، لن تتناول المحكمة جوهر الدعوى التي ستتطلب إجراءات النظر فيها مدة طويلة، لكنها ستصدر قرارها بشأن التدابير المؤقتة التي طلبت جنوب أفريقيا بالمسارعة في اتخاذها، وبينها الحكم بوقف العمليات العسكرية فورا وضمان عودة النازحين إلى منازلهم وحصولهم على كل المساعدات الإنسانية.
وبحسب قوانين المحكمة، فإن جلستها اليوم الجمعة، لن تتناول الحكم في القضية، وإنما إجراءات مؤقتة، إلى حين النظر بقضية الاتهام، والتي قد تتخذ إجراءاتها سنوات عديدة، للبت النهائي ما إذا كانت قد وقعت إبادة جماعية، بل سيركز على التدخل العاجل الذي طالبت به جنوب أفريقيا.