حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من أيّ عملية أو هجوم عسكري على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، مؤكدة: "لم يعد هناك مكان آخر يرحل إليه الناس".
وقالت المتحدثة باسم الوكالة تمارا الرفاعي في بيان، اليوم الأحد: إن أي عملية عسكرية في رفح ستؤدي إلى نفس العواقب التي شهدناها من قبل، ما يعني قتل وترحيل المزيد من الناس.
وأوضحت الرفاعي بأنه لا يسمح اليوم للناس بأن يعودوا إلى بيوتهم في شمال قطاع غزة، وأيضًا معظم الوحدات السكنية في الشمال باتت مدمرة، مشيرة إلى أن شمال القطاع يوجد فيه الكثير من الآثار غير المتفجرة والآيلة للانفجار، والتي خلفتها الحرب".
وتابعت: "لذلك من غير المنطقي أن يتم التفكير بعودة أي أحد لمناطق لا تزال فيها الكثير من العبوات التي قد تنفجر، والخطر الآن يلوح بانتقال القتال العنيف إلى رفح حيث يتكدس النازحون".
اقرأ/ي أيضاً: الاحتلال يتحضر لاجتياح رفح وسط تحذيرات من كارثة ومجزرة عالمية
وفي وقت سابق أشارت الوكالة الدولية التي تواجه محاولات "إسرائيلية" حثيثة لاجتثاثها من قطاع غزة إلى أن أكثر من مليون وأربعمئة فلسطيني يتكدسون في رفح وحدها، أي خمسة أضعاف سكانها الأصليين، بعد ما نزح معظم سكان شمالي القطاع ومدينة خان يونس إلى المحافظة الواقعة جنوبي القطاع والملاصقة للحدود الفلسطينية مع مصر.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قد أشار سابقاً إلى أن أكثر من نصف سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، أصبحوا متكدسين حالياً في مدينة رفح والمناطق المحيطة بها وسط ظروف إنسانية بائسة، والتي هي آخر ملاذ للفلسطينيين في جنوبي القطاع.
"نتنياهو" يتوعد
وكان رئيس حكومة الحرب "الإسرائيلية" "بنيامين نتنياهو" قد أوعز لجيشه بالتخطيط لإجلاء مئات الآلاف من سكان رفح قبل الاجتياح البري المرتقب للمدينة التي تحولت إلى ملاذ آخير لجميع سكان قطاع غزة بعد القصف والدمار الذي طال كافة أنحائه، رغم أنها لا تعد آمنة إذ ما تزال تتعرض لقصف واستهدافات عسكرية متكررة.
وفي مقابلة أجرتها معه قناة "إيه بي سي نيوز" تُبثّ اليوم الأحد ونُشرت مقتطفات منها مساء أمس السبت، هدد "نتنياهو" بالسيطرة على رفح التي ادعى أنها "المعقل الأخير" للمقاومة الفلسطينية في إشارة إلى كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
وردّ نتنياهو على الانتقادات والتحذيرات القلقة بشأن مصير مئات الآلاف من النازحين المدنيين إذا شنّ جيشه هجوماً بريا على رفح، قال: "أولئك الذين يقولون إنّنا يجب ألّا ندخل رفح مُطلقا، يقولون لنا في الواقع إننا يجب أن نخسر الحرب، ونترك حماس هناك".
ورمى جيش الاحتلال "الإسرائيلي" أمس السبت آلاف المنشورات على السكان والنازحين في رفح يأمرهم فيها بالنزوح مجدداً، فيما كانت عملياً مدينة رفح ومحيطها هي الملاذ الأخير للفلسطينيين بعدما تهجروا مرات عدة من امناطق شمال قطاع غزة وصولاً حتى الجنوب في خان يونس.
جيش الاحتلال "الإسرائيلي" يرمي آلاف المنشورات على النازحين في #رفح جنوبي قطاع #غزة يأمرهم فيها بالنزوح تمهيداً لتنفيذ مخططه باجتياح المحافظة
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) February 10, 2024
هل من مكان آمن في #قطاع_غزة ؟#غزة_تحت_القصف #غزة_تُباد #غزة_الآن #GazaUnderAttack #GazaGenocide pic.twitter.com/nqRvRSz7Gw
تحذيرات دولية وعربية
وحذّر مسؤول السياسة الخارجيّة بالاتحاد الأوروبي "جوزيب بوريل" أمس السبت من الاجتياح "الإسرائيلي" المرتقب لرفح، وقال إنّه سيخلف "كارثة إنسانيّة لا توصف"
من جهته حذر وزير الخارجية المصري سامح شكري بأن زيادة رقعة العملية العسكرية "الإسرائيلية" ستكون لها نتائج وخيمة، محذراً من أي تصعيد إضافي. وأضاف، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته البلغارية "ماريا غابرييل" بالعاصمة المصرية، أن الوضع الإنساني في غزة لا يحتمل مزيداً من التدمير والضحايا.
ونقلت وسائل إعلام بأن مصر أرسلت تعزيزات عسكرية إلى الحدود مع قطاع غزة بالتزامن مع إعلان الاحتلال "الإسرائيلي" نواياه اقتحام رفح، فيما تحدثت هيئة البث "الإسرائيلية" الرسمية بأن مصر هددت "إسرائيل" بتعليق العمل بمعاهدةالتطبيع بين الجانبين، إذا تحرك جيشها برياً في رفح.
وحذرت سلطنة عمان اليوم الأحد من التداعيات الخطيرة لاستمرار الاحتلال في عدوانه على قطاع غزة وتوجهه نحو اقتحام رفح، وقالت الخارجية العمانية في بيان "نناشد المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات ملموسة لدفع إسرائيل لوقف إطلاق النار وفتح المعابر في قطاع غزة".
كما حذرت الخارجية السعودية في بيان أمس السبت "من التداعيات البالغة الخطورة لاقتحام واستهداف مدينة رفح". واعتبرت أن "هذا الإمعان في انتهاك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي يؤكد ضرورة انعقاد مجلس الأمن الدولي عاجلاً لمنع إسرائيل من التسبب بكارثة إنسانية وشيكة يتحمل مسؤوليتها كل من يدعم العدوان".
من جهتها، حذرت الخارجيّة الأميركية هذا الأسبوع من أن "تنفيذ عملية في رفح، بلا تخطيط وبقليل من التفكير، في منطقة يسكنها مليون شخص سيكون كارثة".
وقال وزير الخارجية البريطاني "ديفيد كاميرون" في منشور عبر منصة إكس "نشعر بالقلق العميق إزاء احتمال شن هجوم عسكري على رفح"، كما قالت وزيرة الخارجية الهولندية إن "الوضع في منطقة رفح مقلق للغاية، ولا نرى أي نتيجة للعمليات فيها من دون كارثة إنسانية أكبر".