نقلت مصادر طبية وصحفية في قطاع غزّة، أنّ نحو 100 شهيد فلسطيني استقبلتهم مستشفيات رفح والمنطقة الوسطى في قطاع غزّة، جراء سلسلة مجازر ارتكبها الاحتلال في مدينة رفح جنوبي القطاع وكذلك في دير البلح وسط القطاع، فضلاً عن عشرات الجرحى في موجة غارات عنيفة طالت منازل الفلسطينيين منتصف ليل أمس الأحد/ فجر اليوم الاثنين 12 شباط/ فبراير.
وقالت وزارة الصحة في غزّة صباح اليوم، إنّ الاحتلال ارتكب 19 مجزرة في القطاع راح ضحيتها 164 شهيدا و200 مصاب خلال 24 ساعة الماضية، وهو ما رفع عدد ضحايا حرب الإبادة “الإسرائيلية" إلى 28340 شهيدا و67984 مصابا منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 الفائت.
وفي اليوم 129 لحرب الإبادة، شنّ جيش الاحتلال سلسلة غارات عنيفة استهدفت مدينة رفح المكتظّة بأكثر من مليون و400 ألف نازح فلسطيني، تركز على مناطق شمال المدينة جواً وبحراً عبر الزوارق الحربية، وطالبت مخيم الشابورة ومخيم يبنا ودمّرت بكل كامل أكثر من 14 منزلاً ومسجدين.
واستطاعت الفرق الطبيّة والاسعافية في رفح، انتشال 67 شهيدا نقلوا للمستشفيات بينهم اعداد كبيرة من الأطفال، بعد مجزرة الاحتلال في مدينة رفح حسبما أفادت وزارة الصحة في القطاع صباح اليوم، فيما تزال عملية انتشال الشهداء والجرحى متواصلة، ما يرجح ارتفاع عدد الشهداء.
واستقبل مستشفى الكويت في رفح، أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحى، عدا عن مئات الأسر التي لجأت إلى ساحات المستشفى هرباً من القصف " الإسرائيلي" الذي جرى بأسلحة حارقة ومحرمة دولياً حسبما أشار الأطباء.
وأشار مدير مستشفى الكويت، صهيب الهمص إلى أنّ "قوات الاحتلال استخدمت في غاراتها على رفح صواريخ حارقة ومحرمة دوليا." وأضاف أنّ الإصابات تتضمن أعداداً كبيرة من المصابين ببتر للأطراف، وتهتك في الدماغ وحروق".
وتواصل الفرق الاسعافية، انتشال المزيد من الضحايا والمصابين من تحت ركام المنازل التي استهدفها الاحتلال، ومن ضمنها مسجدي الهدى في مخيم يبنى، ومسجد الرحمة في مخيم الشابورة، وقصف محيطهما الذي يغصّ بالعائلات النازحة.
وزارة الصحة الفلسطينية في غزّة، أكدّت أنّ الوضع الصحي في رفح كارثي، وأنّ طاقة المستشفيات لا تستوعب حجم الإصابات التي وقعت في المجازر التي ارتكبها الاحتلال فجراً.
وقال المتحدث باسم الوزارة الدكتور أشرف القدرة، إنّ الأطباء في رفح يفترشون الأرض لعلاج الجرحى، جراء ضعف البنى التحتية الصحية في رفح، في ظل استهداف الاحتلال للمنازل المأهولة والمساجد ما أدّى إلى وقوع اعداد كبيرة من الشهداء والاصابات.
وقال إن الأطباء يفترشون الأرض لعلاج الجرحى بسبب ضعف البنية التحتية الصحية، وإن القصف الإسرائيلي استهدف منازل ومساجد ما تسبب في ارتفاع أعداد الضحايا.
ونقل شهود عيان، أنّ القصف "الإسرائيلي" أدّى إلى تناثر أشلاء المدنيين، نظراً لاكتظاظ المنازل المستهدفة بالسكان النازحين، واستشهد أفراد من عائلات المغير والمصري وأبو جزر وأبو الحصين وأبو رزق وآخرين في مناطق يبنا وخربة العدس والشابورة وتل السلطان وميراج ومنطقة مصبح ومخيم بدر، جراء استهداف منازلهم بشكل مباشر.
ورجّحت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في جنوب غزّة، أنّ عدد شهداء مجزرة رفح مرشح للارتفاع، لوجود مفقودين تحت أنقاض المنازل التي قُصفت على ساكنيها، فيما تتم عملية انتشال الشهداء بطرق بدائية لعدم وجود عدد كاف من المركبات والمعدلات.
وفي دير البلح وسط قطاع غزّة، استشهد 15 فلسطينياً بقصف "إسرائيلي" على منزل في شارع البركة وسط المدينة، استقبل مستشفى شهداء الأقصى 10 شهداء منهم بحسب مصادر طبيّة، فيما تتواصل عمليات انتشال المزيد من الضحايا والمصابين، في ظل صعوبات لوجستية كبيرة جراء نقص المعدات.
يأتي ذلك، في وقت تواصلت التحذيرات الدولية من مغبّة شن هجوم على منطقة رفح التي تشكل ملاذاً أخيراً لأكثر من مليون و400 ألف نازح فلسطيني عن المناطق الشمالية والوسطى من القطاع.
وأكدت منظمة أطباء بلا حدود الاثنين، أنّ الهجوم المعلن من "إسرائيل" على رفح سيكون كارثيا ودعت إلى وقفه الفوري، نظراً لعدم وجود مكان آمن، وازدياد الاحتياجات، حيث يتطلب الوضع استجابة إنسانية على نطاق أوسع بكثير في قطاع غزة.