يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة، مستهدفا منازل المدنيين الفلسطينيين بكافة مناطق القطاع في اليوم 136 من الحرب، واستمرت قوات الاحتلال اليوم الاثنين 19 شباط/ فبراير باستهداف مستشفيات خان يونس جنوب القطاع، حيث شددت حصارها على مستشفى الأمل، وقطعت الكهرباء والوقود عنه بشكل كلي، بينما حولت مجمع ناصر الطبي إلى ثكنة عسكرية عقب اقتحامه.
يأتي ذلك، فيما ارتفعت أعداد شهداء حرب الإبادة "الإسرائيلية" على القطاع المتواصل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، إلى 29092 شهيداً و 69028 إصابة، حيث ارتكب جيش الاحتلال 9 مجازر خلال الـ 24 ساعة الماضية راح ضحيتها 107 شهداء و 145 إصابة وفقاً لبيان وزارة الصحة صباح اليوم.
واستهدف الاحتلال صباح اليوم، منزلاً شرق مدينة دير البلح وسط القطاع، ما أدّى إلى ارتقاء شهداء ووقوع إصابات، حسبما أفادت مصادر صحفية، فيما دكّت المدفعية عدة أماكن في المدينة.
وشنّ طيران الاحتلال، عدّة غارات على أحياء مدينة غزّة، طالت منازل في حي الزيتون ما أدّى إلى ارتقاء عدد من الشهداء، كما أغار الاحتلال على منزل في حي الرمال ما أدى إلى وقوع 6 جرحى نقلوا إلى مستشفى الشفاء لتلقي العلاج.
كما استشهد 10 فلسطينيين في قصف الاحتلال لمنزلين في مخيمي المغازي والنصيرات وسط قطاع غزة، إضافة إلى استهداف منازل في مخيم البريج ومنطقة الزوايدة.
وكذلك أغارت طائرات الاحتلال على عدّة مناطق في محافظة رفح جنوبي القطاع، واستهدف الطيران منزلين في مخيم الشابورة وسط المدينة، كما طال القصف أطراف مخيمات النازحين غرب المدينة، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بحسب مصادر صحفية.
وفي خان يونس جنوب القطاع، واصل الاحتلال حربه على المستشفيات، حيث شدد حصاره على مستشفى الأمل التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي يحاصره لليوم 28 على التوالي.
وحذرت جمعية الهلال الأحمر، من خطورة الأوضاع داخل المستشفى، وسط استهدافات الاحتلال المتكررة واعتقال عدد من الطواقم الطبية والإدارية، وتناقص الوقود المخصص لتوليد الكهرباء لمستويات خطيرة وقرب نفاذ الطعام بما يهدد حياة العشرات من المرضى والجرحى والطواقم العاملة.
وعمد جيش الاحتلال، على استهداف غرفة الصيانة التابعة للمستشفى وتدميرها بشكل تام، إضافة إلى إطلاق النار على مخازن الوقود، ما أدّى إلى انقطاع كامل للكهرباء عن المستشفى.
وفي مجمع ناصر الطبي، واصل جيش الاحتلال عملياته العسكرية من داخل المستشفى، بعد أن اقتحمه السبت الفائت، وحوله إلى ثكنة عسكرية، حيث يتمركز جنود الاحتلال في أروقته، وعلى سطحه وفي محيطه.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، قد حذرت من مصير مجهول يواجه 150 مريضا، قالت إنهم يتكدسون في غرف وممرات مبنى المجمع، دون فرصة للحصول على رعاية طبية.
وكان الاحتلال، قد اعتقل يوم أمس الأحد 70 شخصاً من الكوادر الإدارية والطبية للمستشفى، وأخرجه بالكامل عن الخدمة، وسط رفضه إخلاء المرضى إلى مستشفيات أخرى لتقلي العلاج.
وأكدت وزارة الصحة في بيانها أنّ الاحتلال يرفض إخلاء المرضى لتلقي العلاج في مستشفيات أخرى، مما يعرض حياتهم للخطر، ومن بينهم، مرضى عناية مركزة، ومرضى بحاجة إلى الغسيل الكلوي، وأطفالا في الحاضنات، بالإضافة إلى حالات الحروق والبتر والشلل الرباعي.
وأشارت إلى أن منظمة الصحة العالمية نقلت 14 مريضًا من مجمع ناصر الطبي إلى مستشفيات جنوب قطاع غزة، بينهم 5 مرضى غسيل كلى و3 حالات عناية مركزة، فيما تتواصل الجهود للضغط على الاحتلال السماح بإخلاء كافة المرضى من أجل إنقاذ حياتهم.