احتشدت عائلات فلسطينية مهجّرة من سوريا إلى لبنان الخميس 22 شباط/ فبراير، أمام مقر مفوضية الاتحاد الأوروبي في العاصمة اللبنانية بيروت، احتجاجاً على تعليق الاتحاد الأوروبي ودول عدة تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وللمطالبة بتوفير تمويل بديل يسد النقص الناجم عن هذا التعليق، نظرا لما له من آثار كارثية على اللاجئين الفلسطينيين عموماً والمهجرين من سوريا بشكل خاص.

الاعتصام الذي دعت إليه رابطة الفلسطينيين المهجرين من سوريا إلى لبنان، شاركت فيه عشرات العائلات الفلسطينية المهجرة من سوريا إلى لبنان، من مختلف مناطق إقامتها، سواء في مدينة صيدا والجنوب اللبناني، أومناطق الشمال والبقاع، إضافة إلى منطقة بيروت.

وندد المعتصمون، بسياسات الدول المانحة التي علّقت تمويلها للوكالة، على خلفية مزاعم قدمها الاحتلال "الإسرائيلي" حول مشاركة بعض موظفي "أونروا" بعملية طوفان الأقصى يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، واعتبر المعتصمون ذلك، عقاباً جماعيا ومساندة للاحتلال الذي يمارس حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني.

وحّذر المعتصمون، من التداعيات الكارثية لقرار وقف التمويل على اللاجئين الفلسطينيين في كافة مناطق عمل الوكالة، وخصوصاً في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة، واللاجئين المهجرين من سوريا، والذين يعتمدون اعتماداً شبه كلّي على معونات الوكالة في تأمين الغذاء والمأوى.

اقرأ/ي أيضاً      قلق يستحوذ على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من احتمال توقف خدمات "أونروا"

وسلّم رئيس رابطة الفلسطينيين المهجرين من سوريا إلى لبنان طالب حسن، رسالة إلى المفوضية الأوروبية، حثّت الدول الأوروبية على زيادة التمويل لتعويض النقص الناتج عن وقف دول عدّة على رأسها الولايات المتحدة مساهماتها للوكالة، إضافة إلى إعادة تفعيل صندوق "مدد" المدعوم من الاتحاد الأوروبي لدعم المعونة المالية لفلسطينيي سوريا المهجرين في لبنان.

وجاء في الرسالة: "نودُّ عبر وقفتنا هذه أن نتوجه بالشكر للدول الأوروبية التي واصلت تمويلها للأونروا، واستحدثت مِنحاً طارئة تلبيةً للحاجات المتفاقمة بعد تعليق التمويل من قِبل بعض الجهات المانحة".

وتابعت: "جئنا اليوم لحث جميع الدول والجهات المانحة بالعالم على العدول عن قرارها بتعليق تمويل وكالة الأونروا، بصفته شكلاً من أشكال العقاب الجماعي، ونطالب دول الاتحاد الأوروبي بتمويل النقص الناتج عن هذا التعليق في صندوق مساعدتنا ألا وهو الصندوق الخاص بالفلسطينيين المهجرين من سوريا في لبنان بشكل خاص، كما كان الأمر عليه قبل عامين، ونقصد هنا استئناف تمويل صندوق مدد".
وذكّرت رسالة المعتصمين المفوضية الأوروبية، بأنّ فلسطينيي سوريا المهجرين قسراً من سوريا إلى لبنان، ينظرون إلى هذه الحلول الإغاثية كحلول مؤقتة، "لذلك ندعوكم إلى التعاون مع وكالة الأونروا لإيجاد حل نهائي لمعاناتنا المستمرة منذ 13 عاما"، بحسب رسالة الرابطة.

وجاء هذا التحرك، عقب تحذيرات أطلقتها وكالة "أونروا" بأنها قد تضطر إلى وقف عملياتها في حلول نهاية شهر شباط/ فبراير الجاري، في حال استمر تعليق 18 دولة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية تمويلها للوكالة ما أثار حالة من القلق الشديد في أوساط اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من سوريا إلى لبنان.

وأشار مسؤول الرابطة طالب حسن، في تصريح لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، إلى أنّ تأخر صرف المعونة المالية من قبل الوكالة عن شهري كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير، أثار حالة من الذعر في أوساط اللاجئين، وخصوصاً أنّ العديد من أصحاب المنازل، أوصلوا رسائل للمستأجرين، بأنّ يسددوا ما تراكم من إيجارات ويغادروا، في حين يعتمد اللاجئون المهجرون على المعونة لدفع متطلبات الإيواء.

وتصرف وكالة "أونروا" مبلغ 25 دولاراً أميركياً للشخص الواحد عن كل شهر و60 دولاراً أميركياً لكل عائلة شهرياً، ويشكل هذا المبلغ على قلّته، عامل إسناد معيشي أساسي، في ظل الانهيار الاقتصادي اللبناني وانتشار البطالة، ونسب فقر تجاوزت 90% في صفوف فلسطينيي سوريا في لبنان، والفلسطينيين اللاجئين في لبنان على حدّ سواء.

اقرأ/ي أيضاً  مخاوف فلسطينية في سوريا من أثر وقف دول تمويل "أونروا" على المساعدات الإنسانية

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد