ارتكب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" 11 مجزرة في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الفائتة، راح ضحيتها 96 شهيداً، وأصيب 172 آخرون، في مناطق متفرقة من القطاع، في وقت تشهد فيه محاور توغل جيش الاحتلال معارك ضارية تخوضها المقاومة، ولا سيما عند شرقي مدينة غزة وحي الزيتون، وأيضاً خان يونس جنوبي القطاع، وسط استمرار المفاوضات حول صفقة هدنة وتبادل أسرى قبل حلول شهر رمضان، برزت اليوم الثلاثاء بعض المؤشرات لنضوجها، بحسب مصادر متعددة.

وواصل جيش الاحتلال عدوانه لليوم 144 على التوالي، حيث بلغ عدد الشهداء الكلّي نحو 29878 شهيداً، و70215 جريحاً، منذ بدء الاحتلال حرب الإبادة على القطاع في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، حسبما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية صباح اليوم الثلاثاء 27 شباط/ فبراير، وأشارت إلى أنّ عدداً كبيراً من الضحايا مازالوا تحت الركام وفي الطرقات، ويمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.

ومنذ صباح اليوم، قصف الاحتلال بالمدفعية والزوارق الحربية مناطق رفح المكتظّة بالنازحين جنوبي قطاع غزة، وكذلك استهدف أحياء مدينة غزة، ومدينة دير البلح وسط القطاع.

واستشهد 9 فلسطينيين في رفح جراء غارة جوية "إسرائيلية" استهدفت منزلا لعائلة "الزطمة" بالقرب المستشفى الكويتي وسط مدينة رفح.

وأكدت مصادر صحفية استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين، جراء استهداف الاحتلال المنطقة الساحلية الجنوبية للقطاع، فضلاً عن أعداد من الضحايا في أحياء الدرج والزيتون بمدينة غزة جراء غارات "إسرائيلية" عنيفة.

واستقبل مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، جثامين 5 شهداء، ارتقوا في استهداف الاحتلال منزلاً في منطقة القرارة شرق خان يونس جنوبي القطاع.

حديث عن هدنة قبل رمضان

ويأتي استمرار الاحتلال في ارتكاب المجازر، وسط أنباء عن مؤشرات للتوصل إلى اتفاق هدنة قبل حلول شهر رمضان، "تتضمن تبادلاً للأسرى ووقف مؤقت للعمليات العسكرية، وعودة تدريجية للنازحين إلى مناطق الشمال، وإدخال مساعدات وإصلاح المخابز والمستشفيات".

وكان الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، قد صرّح في حديث لشبكة "ان بي سي" الأمريكية، أنّ " إسرائيل" وافقت على عدم القيام بأنشطة عسكرية خلال شهر رمضان، وسط انباء عن تقدم في المفاوضات، حول صفقة تتضمن إطلاق سراح 400 أسير فلسطيني مقابل 40 أسيراً "إسرائيلياً" لدى المقاومة من النساء وكبار السن.

ووفق تسريبات إعلامية نقلتها كل من وكالة "رويترز" وشبكة "الجزيرة" فإنّ كيان الاحتلال "الإسرائيلي" وافق على أن تتضمن قائمة الأسرى الفلسطينيين، الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم بعد الإفراج عنهم بموجب صفقة "جلعاد شاليط" عام 2011.

وبحسب بنود الصفقة المزمعة، فإنّ الاحتلال سيسمح بعودة تدريجية لأهالي شمالي قطاع غزة إلى مناطقهم، باستثناء الذكور الذين هم في سنّ الخدمة العسكرية، كما تشمل الصفقة زيادة دخول المساعدات إلى 500 شاحنة يومياً، وإدخال المنازل المؤقتة المصنعة مسبقاً والمعدات والآليات الثقيلة، وسحب جيش الاحتلال قواته من المناطق المكتظّة، ووقف عمليات الاستطلاع الجوي لمدّة 8 ساعات يومياً، طوال أيام الهدنة التي ستستمر 40 يوماً، وفق التسريبات.

مراوغة "إسرائيلية"

من جانبها، اعتبرت حركة "حماس" أنّ الترويج لمسودة اتفاق في الوقت الحالي، هو "دعاية لا تصل إلى ما نريد" بحسب القيادي في الحركة أسامة حمدان، الذي أوضح في تصريحات لـ "التفزيون العربي" أنّ كيان الاحتلال رفض الاتفاق على المسودة التي تقدمت بها الولايات المتحدة.

وأشار حمدان إلى أنّ مسودة باريس، هي مقترح أمريكي "هدفها إعطاء ننتياهو مزيداً من الوقت للتجهيز لهجوم جديد، وهدفها حفظ ما وجه إسرائيل" بحسب حمدان، الذي أكّد موقف المقاومة الرامي إلى وقف العدوان وانهاء الحصار وإطلاق برامج إعادة الإعمار دون قيود "إسرائيلية".

وأكد حمدان، أنّ الاولوية لوقف العدوان وإنهاء الحصار وإدخال المساعدات، أمّا تبادل الأسرى فيأتي لاحقاً، بحسب قوله، وأضاف أنّ "هناك مراوغة إسرائيلية للخروج من كل الالتزامات".

يأتي ذلك في وقت تشير تصريحات قادة الاحتلال، إلى نويا التصعيد واستمرار التهجير وهو ما ذهب اليه وزير حرب الاحتلال "يوآف غالانت" في تصريح يوم أمس، والذي قال فيه: إنه لن يُسمح للفلسطينيين بالعودة إلى شمالي قطاع غزة "طالما لم يعد المختطفين" في إشارة إلى الأسرى "الإسرائيليين" في القطاع.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد