قال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في تقرير له الخميس 7 آذار/ مارس عشية يوم المرأة العالمي: إنّ الفترة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 الفائت حتّى تاريخ اليوم، هي الأكثر دموية على النساء الفلسطينيات، حيث ترتقي 3 شهيدات كل ساعة في قطاع غزة؟

واستعرض التقرير أرقاماً تعكس حجم استهداف الاحتلال للنساء الفلسطينيات، ولا سيما في خضم حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة، التي خلّفت حتى تاريخ اليوم، ما يزيد عن 9,000 شهيدة من إجمالي عدد الشهداء البالغ 30800 شهيد.

وأشار الإحصاء المركزي إلى أنّ ما نسبته 75% من إجمالي عدد الجرحى والبالغ 72156 جريحاً هم من الإناث، فيما يشكّل النساء والأطفال ما نسبته 70% من المفقودين في قطاع غزة والبالغ عددهم الإجمالي 4 آلاف مفقود جراء حرب الإبادة، كما هجّر الاحتلال نحو مليون امرأة من أماكن سكنها في القطاع من أصل 2 مليون مهجّر فلسطيني.

وعرّج التقرير، على حجم الانتهاكات التي ارتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ضد نساء الضفة الغربية، حيث استشهدت 4 نساء من أصل 423 شهيداً ارتقوا في الضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، فيما نالت النساء نصيباً من عمليات التهجير التي طالت 592 فلسطينياً في الضفة بعد هدم منازلهم في المناطق "ج" والقدس بحجة البناء دون ترخيص، معظمهم في مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم للاجئين التي شهدت نحو 95% من حالات التهجير.

أعلى نسبة اعتقالات للنساء آخر 6 أشهر

وأحصى جهاز الإحصاء المركزي، اعتقال الاحتلال نحو 300 فلسطينية في الضفة الغربية المحتلّة، منهنّ 200 أسيرة تم اعتقالهنّ خلال حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، وأشار تقرير الإحصاء إلى أنّ نحو 165 سيدة منهن في مدينة القدس، منهنّ 84 سيدة خلال حرب الإبادة على قطاع غزة.

ولفت جهاز الإحصار المركزي، وكذلك مؤسسات الأسرى، إلى عدم توفر معطيات دقيقة عن النساء اللاتي اعتقلن في قطاع غزة، في ضوء جريمة الإخفاء القسري التي يواصل الاحتلال تنفيذها بحقّ معتقلات غزة.

وبحسب آخر تحديث لبيانات مؤسسات الأسرى، فإنّ عدد المعتقلات الفلسطينيات بلغ 60 معتقلة، بينهن أسيرتان من غزة، وفتاتان قاصرتان، و24 أمّاً، و12 معتقلة إداريّاً.

ومن بين المعتقلات حسبما بينت مؤسسات الأسرى والاحصاء المركزي، محامية، وصحفية، و12 طالبة و11 معتقلة يواجهن أمراضاً ومشاكل صحية، من بينهن معتقلتان جريحتان، إضافة إلى معتقلات هن زوجات لمعتقلين، وأمهات لمعتقلين، وشقيقات لشهداء، إضافة إلى أمّ شهيد واحدة.

وأكدت مؤسسات الأسرى أنّ المعتقلات الفلسطينيات يعانين ظروف اعتقال قاسية في سجن "الدامون" جراء سياسة العزل الجماعية التي ينتهجها الاحتلال بحق المعتقلين والمعتقلات، وشددها بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

ومن بين الانتهاكات، تعريض المعتقلات للعزل الانفرادي، ولاعتداءات على يد قوات القمع، والاستيلاء على كل مقتنياتهن، وحرمانهن من كل حقوقهن، كالتواصل مع عائلاتهن، فضلاً عن سياسة تجويع ممنهجة بحق الأسرى والأسيرات، وحرمان الأسيرات من الحصول على مواد غذائية إضافية من (الكانتينا)، إضافة إلى حرمانهن من العلاج.

كما تعاني الأسيرات، من الاكتظاظ في السجون ونقص اللوازم والفراش، والنقص الحاد في الملابس والأغطية في ظل موجة البرد القاسية، فبعض المعتقلات بقين في ملابسهن التي اعتُقلن بها، ولم يتمكنّ من استبدالها، حسبما أشارت مؤسسات الأسرى.

النساء في قلب المجاعة والمخاطر الصحيّة خصوصاً الحوامل

ونبّه تقرير جهز الإحصاء المركزي من أثر المجاعة التي تتعمق يومياً في قطاع غزة على النساء، حيث "يتعرضّن لخطر نقص التغذية أو سوء التغذية بشكل خاص، وهو ما يجعل النساء الحوامل والمرضعات أكثر عرضة للمخاطر الصحية، مثل تشوهات الولادة أو الوفاة المبكرة للمواليد"، بحسب التقرير.

وأشار تقرير الإحصاء، إلى نتائج التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي(ipc) الذي صدر في الفترة بين كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير، الذي بين أنّ 2.2 مليون فلسطيني في غزة يواجهون مستويات من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وتشكل النساء 1.13 مليون من إجمالي العدد.
وينعكس ذلك، ومجمل الأوضاع الكارثية في القطاع وخصوصاً على المستوى الطبي، على أوضاع النساء، وخصوصاً الحوامل، وعددهنّ 60 ألف امرأة حامل في القطاع، وبمعدل 180 حالة ولادة يومياً.

ورجّح التقرير، أنّ نحو 15% من النساء الحوامل يعانين من مضاعفات في الحمل والولادة يصعب علاجها بسبب نقص الرعاية الطبية، "ما يعني أن هناك احتمالاً كبيراً لزيادة الولادات ضمن ظروف صحية غير آمنة، مما يشكل انتهاكاً خطيراً لحقوق النساء ويعرض حياتهنّ وحياة مواليدهنّ للخطر"، بحسب ما أضاف.

وبيّن التقرير، الصعوبات والأوضاع المأساوية للنسوة الحوامل، خلال فترة الحمل والولادة، "حيث يعانين من صعوبة الوصول إلى المرافق الصحية ومتابعة الحمل بسبب نقص الخدمات الطبية والأدوية الضرورية إذ يتم استخدام سيارات الإسعاف بصعوبة وتعاني المستشفيات من نقص الإمدادات والوقود بالإضافة الى توقف 85 مستشفى ومركزاً صحياً عن تقديم الخدمات الصحية".

وقال التقرير: إن جميع هذه الظروف تزيد من حالات الإجهاض والوفاة خلال الولادة، وأشار إلى تقرير منظمة كير (Care) الذي ذكر أن عدد الولادات المبكرة لدى النساء قد ارتفع بنسبة الثلث تقريباً بسبب عوامل مثل التوتر والصدمات، ومنهن من أجهضن نتيجة الخوف، ما أدى الى ازدياد حالات الإجهاض بنسبة 300%.

كما نبّه التقرير، إلى معاناة النساء الحوامل، من سوء التغذية والجفاف جراء الفقر الغذائي الحاد، حيث يلدن أطفالهنّ وهن ناقصات للوزن ويعانين من مشاكل صحية، كما تعاني الأمهات اللواتي يرضعن أطفالهنّ من نقص إنتاج الحليب نتيجة لسوء التغذية، وسط صعوبات بتوفير الحليب الصناعي لأطفالهنّ جراء شحّه وغلاء سعره، ويدفع ذلك النساء الى اعتماد بدائل غير آمنة لإرضاع اطفالهنّ.

اقرأ/ي أيضاً: ماذا يعني أن تكوني امرأة في ظل ظروف الحرب في غزة؟
وأشار التقرير إلى تردي الوضع الصحي لعموم النساء في قطاع غزة، بسبب نقص مستلزمات النظافة الصحية واللجوء الى خيارات بدائية، إضافة إلى أن العديد من النساء تناولن أدوية حبوب منع الحمل للحفاظ على الصحة الجنسية والإنجابية، كما تعرضت الكثير منهن إلى الالتهابات النسائية بسبب نقص الأدوية وغياب العديد من منتجات النظافة النسائية، وهذا أدى إلى تأثيره السلبي على صحتهن النفسية والجسدية، حسبما بيّن التقرير.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين/ متابعات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد