أبلغت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" الأمم المتحدة أنها لن توافق بعد الآن على إرسال قوافل غذائية تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، اليوم الأحد 24 آذار/مارس، وصرح المفوض العام للوكالة في تغريدة على حسابه الرسمي في منصة "إكس": إنه اعتباراً من اليوم "إسرائيل قطعت شريان الحياة الرئيسي للاجئين الفلسطينيين في شمالي قطاع غزة، وأنها الآن محرومة من إيصال المساعدة المنقذة للحياة إلى شمالي القطاع"
وأضاف "لازاريني": إنه على الرغم من المأساة التي تنكشف أمام أعيننا، أبلغت السلطات "الإسرائيلية" الأمم المتحدة بأنها لن توافق على مرور أي من قوافل "أونروا" الغذائية إلى الشمال بعد الآن ، ووصف هذا الأمر بالشائن وأن المقصود منه عرقلة المساعدة المنقذة للحياة أثناء مجاعة من صنع الإنسان وأنه يجب رفع هذه القيود.
وبين المفوض العام أن "الأونروا" أكبر منظمة تتمتع بأكبر قدر من الوصول إلى مجتمعات النازحين في غزة، ومن خلال منعها فإن الساعة سوف تدق بشكل أسرع نحو مجاعة سيموت بها عدد أكبر بكثير من الجوع والجفاف ونقص المأوى، مضيفَا "بأن هذا لا يمكن أن يحدث، فهو لن يؤدي إلا لتلطيخ إنسانيتنا الجماعية".
📍# Gaza: as of today, @UNRWA, the main lifeline for #Palestine Refugees, is denied from providing lifesaving assistance to northern Gaza.
— Philippe Lazzarini (@UNLazzarini) March 24, 2024
Despite the tragedy unfolding under our watch, the Israeli Authorities informed the UN that they will no longer approve any @UNRWA food… pic.twitter.com/lfp9xRQuh1
وفي وقتٍ سابق من اليوم حذر "لازريني" من التداعيات الخطيرة على اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة ومنطقة الشرق الأوسط، جراء قرار الكونغرس الأمريكي حظر تمويل وكالة "الأونروا" لمدة عام.
من جهتها، دعت منظمة الصحة العالمية إلى التراجع الفوري عن قرار الاحتلال "الإسرائيلي" بمنع وكالة "أونروا" عن تقديم المساعدات شمالي قطاع غزة، واصفةً بأن الاستمرار بهذا القرار سيحرم أشخاصاً من البقاء على قيد الحياة.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيرش" أمس السبت، أن المساعدات الإنسانية يجب أن تدخل إلى قطاع غزة و"لن نستسلم من أجل مساعدة الشعب الفلسطيني"، معتبرًا أن الفلسطينيين يعيشون "كابوساً لا ينتهي".
وأفاد تقرير حول الأمن الغذائي في قطاع غزة بأن المجاعة باتت وشيكة في الجزء الشمالي من القطاع، ومن المتوقع أن تحدث في الفترة بين الوقت الراهن وأيار/مايو في مدينة غزة وشمالي القطاع حيث يوجد نحو 300 ألف مواطن، بحسب تقدير التقرير الصادر عن وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة، وقدّر التقرير أن 70 % من السكان يعانون جوعاً كارثياً.
موضوع ذو صلة: هكذا يمارس الاحتلال "الإسرائيلي" حرب التجويع على قطاع غزة
وصاعد الاحتلال "الإسرائيلي" من هجماته على وكالة "أونروا" في الأشهر الماضية، ومن أبرز مزاعمه ادعاء ضلوع لموظفين في "الأونروا" في عملية طوفات الأقصى 7 أكتوبر، وعلقت الولايات المتحدة ودول أخرى التزاماتها المالية للوكالة بناء على هذه المزاعم، قبل أن تتراجع خمس دول عن ذلك بعد تقرير أثبتت فيه الوكالة أن موظفين فيها تعرضوا للاعتقال والتعذيب من قبل الاحتلال "الإسرائيلي" بهدف أخذ اعترافات "كاذبة" منهم بأنهم على علاقة مع حركة حماس
وذكر "لازريني" في تصريحٍ سابق "أن "إسرائيل" لم تزود الوكالة بأي أدلة بشأن مزاعم تورط الموظفين بها في "هجمات السابع من أكتوبر الماضي".
وكانت قد كشفت وثيقة سرية في وزارة الخارجية في كيان الاحتلال، نشرت بعض تفاصيلها القناة "12 الإسرائيلية" في كانون الأول/ ديسمبر الماضي أنّ الاحتلال يخطط لإخراج وكالة "أونروا" من قطاع غزّة، واستبدالها بمنظمة أخرى توفر خدمات التعليم والرعاية الاجتماعية.
وبحسب الوثيقة، فإنّ خطة الاحتلال لإخراج الوكالة، تقوم على 3 مراحل، المرحلة الأولى تتضمن تقريرا شاملا عن تعاون وكالة "أونروا" المزعوم مع حركة حماس، والعمل على ترويج تلك المزاعم.
والمرحلة الثانية، تستهدف تقليص عمل وكالة "أونروا" إلى الحد الأدنى، والبحث عن منظمة مختلفة لتوفير خدمات التعليم والرعاية الاجتماعية للسكان، أمّا المرحلة الثالثة فسيتم نقل جميع واجبات الوكالة إلى الهيئة التي ستحكم غزة بعد الحرب، بحسب ما جاء في الوثيقة التي نقلتها القناة العبرية.
وفي 13 آذار/ مارس الجاري أعلنت وكالة "أونروا" استشهاد ما لا يقل عن 165 موظفيها جراء القصف "الإسرائيلي" على قطاع غزة، منهم من ارتقى أثناء أداء واجبه المهني جراء الحرب المستمر منذ نحو 6 أشهر.
وأفادت الوكالة في تقرير لها بأن أكثر من 150 منشأة تابعة لها تعرضت للقصف، بعضها دمر بالكامل بما في ذلك مدارس كانت تؤوي نازحين، وبأن أكثر من 400 فلسطيني استشهدوا أثناء بحثهم عن مأوى تحت علم الأمم المتحدة في قطاع غزة.
اقرأ/ي الخبر: "أونروا" تعلن ارتقاء أكثر من 165 من موظفيها خلال الحرب على قطاع غزة