حذرت منظمة "أطباء بلا حدود" من توقف مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزّة، بعد تعرضه لقصف مباشر طال قسم الطوارئ فيه أمس الأحد، وهو المستشفى الوحيد القادر على التعامل مع الإصابات الخطيرة. حسبما أكدت المنظمة، فيما ناشدت وزارة الصحة الفلسطينية العمل على إنقاذ مستشفى ناصر الطبي، بعد تدمير الاحتلال مجمع الشفاء بشكل تام وإنهاء إمكانية إعادته إلى العمل.
وقالت "أطباء بلا حدود" في بيان لها الاثنين 1 نيسان/ أبريل، إنّه في ظهر الأحد 31 مارس/آذار 2024، تعرض مجمع مستشفى الأقصى، الذي يلجأ إليه العديد من النازحين، لضربة جوية "إسرائيلية" مروعة، حيث استهدفت الغارة ساحة الطوارئ مباشرة، نتج عن هذا الهجوم مقتل وإصابة عدد من الأشخاص الذين كانوا في المكان.
وأضافت، أنّه فور وقوع الهجوم، اضطر جزء من فريق أطباء بلا حدود إلى تعليق تقديم الرعاية الطبية، حيث تقدم منظمة أطباء بلا حدود خدمات الرعاية الطبية والجراحية في مستشفى الأقصى، الذي يُعَد المرفق الوحيد في المنطقة الوسطى الذي يمتلك القدرة على التعامل مع الإصابات الخطيرة.
وصرح أحد المنسقين في المنظمة قائلاً: "عندما سمع فريقنا صوت انفجار عنيف قرب المستشفى، توقفوا فورا عن عملهم لحماية أنفسهم داخل المبنى، في انتظار انتهاء الهجوم".
وشددت المنظمة، دعوتها إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، مشددة على ضرورة حماية المدنيين والمرافق الطبية والطواقم الطبية.
مناشدات لإنقاذ مستشفى ناصر بخان يونس
وفي سياق استهداف الاحتلال للمستشفيات وسعيه لإخراجها عن الخدمة، ناشدت وزارة الصحة في القطاع، المؤسسات الدولية والأممية لبذل الجهود لإعادة تشغيل مستشفى ناصر في خان يونس وحماية المؤسسات الصحية.
وقالت الوزارة، إن خروج مستشفى ناصر عن الخدمة يعتبر ضربة قاصمة للخدمات الصحية التي تقلصت إلى أدنى مستوياتها، حيث أنّه سيحرم المرضى من الحصول على العلاج، خاصة بعد فقدان الجزء الأكبر من الخدمات الطبية في شمال القطاع.
يأتي ذلك، في وقت تشهد كافة المستشفيات التي ما تزال على قيد ما من العمل، تدهور حاد قد يخرجها عن الخدمة خلال أيام قليلة، ومنها المستشفى الأوروبي في منطقة الفخاري خان يونس، حيث ازداد الضغط على المستشفى بعد تدمير الاحتلال مستشفى الشفاء.
وقال مدير التمريض في مستشفى غزة الأوروبي، فقدان القطاع الصحي في غزة، أكثر من 800 سرير، جراء تدمير مستشفى الشفاء و100 جهاز غسل كلى، إضافة إلى ثلث الخدمة العلاجية في غزة بفقدان مجمع الشفاء.
وكان جيش الاحتلال، قد أنهى اليوم الاثنين تدمير مجمع الشفاء الطبي بعد أسبوعين من حصاره، وحرق وفجر كل المباني التابعة للمستشفى، مما أدى إلى خروجه عن الخدمة تمامًا، حسبما أكدت وزارة الصحة في غزة.
اقرأ/ي أيضا: الاحتلال يواصل ارتكاب المجازر في قطاع غزة وينسحب من مشفى الشفاء بعد تدميره
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري "إسرائيلي" قوله إن مجمع الشفاء الطبي لن يعود إلى العمل؛ نظرا لتضرره بشكل كبير بعد أن تحول لساحة قتال.
ويأتي تدمير مجمع الشفاء واستهداف ما تبقى من مستشفيات، في اليوم 178 لحرب الإبادة "الإسرائيلية" المتواصلة، وارتكب الاحتلال في سياقها أمس الأحد 6 مجازر راح ضحيتها 63 شهيدا و94 مصاباً، ما رفع حصيلة حرب الإبادة إلى 32845 شهيداً و75392 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.