نظمت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، ظهر الجمعة نيسان/ أبريل، اعتصاماً حاشدًا شارك فيه مئات اللاجئين الفلسطينيين، بمشاركة أحزاب وقوى لبنانية، أمام مقر الوكالة في بلدة تعلبايا بالبقاع اللبناني الغربي، دعماً لأهالي قطاع غزة وتأكيداً على ضرورة وحدة الصف الفلسطيني، والتمسك بالوكالة كشاهد أممي على قضية اللجوء حتى العودة وتقرير المصير، ورفضاً لتقليص الخدمات، وتأكيداً على حماية الموظفين.
وفي كلمة ألقاها باسم فصائل منظمة التحرير، أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية عبد الله كامل على وحدة الأرض والشعب والحقوق للشعب الفلسطيني في مواجهة سياسات الأسرلة والتهويد ومحو الذاكرة والهوية الوطنية. وشدد على استمرار الشعب الفلسطيني في مواجهة إجراءات التمييز العنصري ونهب الأراضي في مختلف المناطق.
واعتبر عبد الله أنّ القرار الأمريكي بوقف تمويل وكالة "أونروا"، وبناء مرفأ عائم في بحر غزة باعتبارها، بمثابة خطوة استعمارية مشبوهة تسعى لنهب ثروات الشعب الفلسطيني، وتساهم في محاولات فرض مشاريع التهجير.
وأكد المعتصمون، أنّه لا بديل عن فتح المعابر البرية مع قطاع غزّة، ووقف إطلاق النار، ودعوا إلى إجبار الاحتلال على الانصياع لقرار مجلس الأمن الدولي الأخير الصادر في 25 آذار/ مارس الفائت.
كما أكد المشاركون على الحاجة الملحة لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة، وتنفيذ قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار وإدخال المواد الغذائية، وإطلاق سراح المعتقلين، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة.
من جهته، دعا أمين سر اللجان الشعبية الفلسطينية في البقاع خالد عثمان في كلمة له، إلى مواصلة التحركات الداعمة للشعب الفلسطيني في كل مكان بالعالم، وإنهاء الانقسام الفلسطيني.
وقال عثمان، إنّ "هناك نية صادقة لدى جميع الفصائل بطي صفحة الانقسام، ويجب أن يترجم ذلك باستراتيجية موحدة وبإطار قيادي وبمرجعية منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وضرورة الاستثمار السياسي الجيد للانتصارات الكبرى التي حققتها المقاومة لصالح الكل الفلسطيني."
ويأتي هذا التحرك، في وقت يواصل كيان الاحتلال "الإسرائيلي" تحركاته الرامية إلى تقويض وكالة "أونروا" إن كان عبر الاستهداف الميداني المباشر لها ومنعها من أداء مهامها ولا سيما في شمال قطاع غزّة، والاستمرار في كيل الاتهامات غير الموثقة حول مشاركة موظفين فيها بعملية طوفان الأقصى، وتقديم المقترحات لإنهائها واستبدالها.
وفي وقت كشفت فيه صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، في تقرير لها يوم 31 آذار/ مارس، أن "إسرائيل" قدمت مقترحًا للأمم المتحدة، يقضي بتفكيك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ونقل موظفيها إلى وكالة أخرى تهتم بضمان توزيع المساعدات والمواد الغذائية في قطاع غزة.
اقرأ/ي الخبر: الاحتلال يواصل مساعي إنهاء عمل "أونروا".. مقترح جديد لتفكيك الوكالة
وفي سياق متصل بالوكالة، ولكن ضمن التحركات النقابية والأهلية الرافضة لسياساتها تجاه الموظفين، والتي تمثلت بتوقيف رئيس اتحاد المعلمين في الوكالة في لبنان الأستاذ فتح شريف، واصلت فصائل "تحالف القوى الفلسطينية" والحراكات الشعبية في المخيمات، إغلاق مكاتب الوكالة، والمطالبة برحيل المديرة العامة في لبنان دوروثي كلاوس.
وأغلق نشطاء، مكتب الوكالة في منطقة البقاع لليوم الثالث على التوالي، وكذلك مكاتب "أونروا" في منطقة صيدا، فضلاً عن مكتب بيروت الرئيسي، وذلك في إطار تنفيذ برنامج التحركات التصعيدية الذي أعلنت عنه قوى التحالف الاثنين الفائت.
كما أعلنت اللجنة الأهلية في مخيم البص، استمرار الإضراب في مدارس مخيم البص غدا السبت "حتى إشعار آخر لحين تراجع إدارة الأونروا في لبنان عن قراراتها الظالمة"، بحسب تصريح صادر عن اللجان الأهلية.
ويتصاعد الاحتجاج الشعبي والنقابي الفلسطيني في المخيمات، تجاه إدارة وكالة "أونروا" منذ مطلع شهر آذار/مارس الفائت، على خلفية توقيف مدير ثانوية دير ياسين في مخيم البص فتح الشريف، وشهدت المخيمات إضرابات ومسيرات شعبية عدة، فيما أعلن اتحاد المعلمين في الوكالة بوقت سابق، مقاطعة الإدارة المركزية في لبنان، وإدارة التّربية والتّعليم في مكتب الوكالة، ومع إدارات المناطق جميعِها ومع مديري التّعليم في المناطق التّربويّة.
اقرأ/ي أيضاً: اتحاد المعلمين في "أونروا" في لبنان يعلن مقاطعة إدارة الوكالة