دعا الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" اليوم الإثنين 22 نيسان/ إبريل، إلى "الدعم الفعال" لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" مشيراً إلى أنّه قَبِلَ نتائج لجنة التحقيق الدولية بالمزاعم "الإسرائيلية" حول مشاركة موظفين في الوكالة بعملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
جاء ذلك، عقب استلام "غوتيريش"، تقرير لجنة المراجعة التي شكلتها الأمم المتحدة، وهدفت إلى تقييم عمل الوكالة ومدى التزامها بـ "الحيادية" بعد المزاعم "الإسرائيلية"، وخلص التقرير إلى أنّ "إسرائيل" لم تقدم أدلّة داعمة لادعائها حول مشاركة موظفين في الوكالة بـ "أعمال إرهابية".
وقدمت لجنة المراجعة المستقلة توصيات التقرير المؤقت إلى الأمين العام للأمم المتحدة قبل أربعة أسابيع، وخلصت إلى أنّ وكالة "أونروا" لديها "عدد كبير من الآليات والإجراءات لضمان الامتثال لمبدأ الحياد الإنساني" على عكس الادعاءات "الإسرائيلية".
وصدر التقرير الكامل، اليوم الاثنين 22 نيسان/ أبريل، تحت عنوان "مراجعة مستقلة للآليات والإجراءات لضمان التزام الأونروا بمبدأ الحياد الإنساني" ومن المقرر أن تدلي وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة "كاثرين كولونا" بمضمون التقرير في مؤتمر صحفي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
مزاعم دون أدلة
وجاء في التقرير الذي اطلعت عليه وكالة "رويترز" ونقلت ما جاء فيه، "أن إسرائيل قدمت ادعاءات علنية، استناداً إلى قائمة أسماء في آذار/ مارس الماضي، بأن عدداً كبيراً من موظفي "أونروا" هم أعضاء في منظمات إرهابية، ولكنها لم تقدم بعد أدلة داعمة لهذه الادعاءات".
كما نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرًا عن المراجعة المستقلة بخصوص الادعاءات "الإسرائيلية" تجاه "أونروا"، والتي أكدت أن "إسرائيل" لم تقدم بعد أي أدلة داعمة لادعاءاتها بشأن موظفي وكالة "أونروا".
وأضافت: إن "الأونروا كانت تزود إسرائيل بشكل منتظم بقوائم بأسماء موظفيها للتدقيق" وأن "الحكومة "الإسرائيلية لم تبلغ الوكالة بأي مخاوف تتعلق بأي من موظفيها بناءً على قوائم الموظفين منذ عام 2011".
وحول المزاعم "الإسرائيلية" التي طالت المناهج التعليمية الفلسطينية المعتمدة في مدارس الوكالة و"انتهاكها مبدأ الحيادية" وتضمنه محتوى "معاد للسامية"، خلص تقرير التحقيق الدولي ووفقاً لما نشرت "رويترز" إلى أنه "لم يجد إلا إشارات محدودة جداً على تلك الادعاءات".
وأشار التقرير إلى تقديم ثلاثة تقييمات دولية في السنوات الأخيرة، للكتب المدرسية التي تعتمدها السلطة الفلسطينية، وحدد اثنان منها بأن فيهما ما وصفه بـ "محتوى عدائي"، وقال: إن دليلاً لم يُقدم وجود ما يشير إلى ما يسمى "معادة السامية" فيهما.
يذكر أنّ لجنة المراجعة المستقلة التي شكلتها الأمم المتحدة، تعمل مع منظمات بحثية كبرى مثل معهد "راؤول والنبرغ" ومركز حقوق الإنسان، كما سينضم كلّ من معهد "ميشيلسن" والمعهد الدنماركي لحقوق الإنسان في وضع توصيات ملموسة وواقعية لتعزيز الوكالة وتحسينها.
ومنذ 26 كانون الثاني/ يناير الماضي، علقت نحو 18 دولة تمويلها للوكالة الأممية قبل أن تتراجع عدة دول عن قراراها بوقف تمويل "أونروا"، على خلفية مزاعم "إسرائيلية" بمشاركة عدد من موظفي الوكالة في عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على مستوطنات غلاف القطاع في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت.
ويأتي ذلك، في وقت تشن فيه حكومة الاحتلال حرباً بكافة الوسائل لإنهاء عمل وكالة "أونروا" في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلّة، سواء عبر محاولات تجفيف مواردها المالية من قبل الدول المانحة عبر فبركة ادعاءات بخصوص انتماءات موظفيها، أو من خلال الاستهداف المباشر لمقرات ومنشآت الوكالة الصحية والتعليمية، ومستودعاتها اللوجستية، ومكاتبها الإدارية، حيث تعرضت 158 منشأة لأضرار جسيمة، جراء القصف أو التعرض لها بعمليات عسكرية مباشرة، وأعمال نسف ممنهجة خلال الاجتياح البري لقطاع غزة.
هيئات بحثية أوروبية تقدم تقييمها
وفي وقتٍ سابق أكد وزراء بريطانيون أنهم ينتظرون تقرير "كولونا" لاتخاذ قرار بشأن استئناف التمويل، في الوقت الذي تم حظر الدعم الأمريكي لـ "أونروا" بشكل دائم حتى عام 2025 من قبل الكونجرس بناءً على هذه المزاعم.
وتؤكد مراجعة كولونا أنه لا يمكن الاستغناء عن وكالة "أونروا" وتصف الوكالة بأنها بمثابة شريان حياة إنساني واقتصادي بالنسبة للفلسطينيين، موضحة أن "الأونروا تمارس العديد من الآليات والإجراءات لضمان الامتثال للمبادئ الإنسانية، وتعتبر الأفضل بين معظم المؤسسات المماثلة الأخرى".
وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية فإنه إلى جانب تقرير "كولونا" تم إرسال تقييم أكثر تفصيلًا إلى الأمم المتحدة من قبل هيئات بحثية حقوقية في السويد والنرويج والدنمارك، يؤكد أن "إسرائيل" حتى الآن لم تقدم أي أدلة داعمة.
وقال: إن "إسرائيل" لم ترد على رسائل "أونروا" خلال الشهرين الجاري والماضي، والتي طلبت فيها أسماء وأدلة تمكّن الوكالة من فتح تحقيقها.
وفي انتظار ما ستؤول إليه الأمور، بعد تقرير لجنة "كولونا" أكد المستشار الإعلامي لوكالة ا"أونروا" لفي غزة عدنان أبو حسنة أن الوكالة ستواجه أزمة تمويل في شهر تموز/ يوليو المقبل إن لم تحصل على التمويل المطلوب، مشيراً إلى أن أهم دولتين وهما الولايات المتحدة وبريطانيا توقفان تمويلهما حتى اللحظة..
وأضاف أبو حسنة في تصريح صحفي: أن "الوكالة تبذل جهودًا كثيرة في مختلف المناطق لضمان حيادية عملها وأنها أكثر منظمة ملتزمة بقوانين الأمم المتحدة" بحسب قوله.