أحيا عشرات الفلسطينيين، مساء الاثنين، الذكرى الـ76 للنكبة، على أرض قرية الدامون المهجّرة في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، بأمسية بعنوان "ليلة العودة إلى الدامون"، اشتملت على فقرات وعروض فنية ووطنية وتراثية للتأكيد على حق العودة.
وتخلّل الأمسية التي افتتحت بالوقف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، معرض كتاب، وبسطات للمنتجات اليدويّة، وعروض فنيّة حاكت قصص أهالي قرية الدامون التي هجر سكانها خلال نكبة العام 1948.
وقال عضو لجنة مهجّري الدامون نضال عثمان، خلال افتتاح الأمسية: "نحن شعب محبّ للحياة في أرضه ووطنه، ونحن لا نساوم على بقائنا في وطننا؛ نحن باقون في الدامون والرويس والبروة"، مضيفاً أنه" لا يمكن إبادة شعبنا الذي يطلب الحياة، ولن تنجح قوات الاحتلال الإسرائيلي في محاولاتها الرامية إلى ارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين.
ومن جهته، قال الأب سيمون خوري في حديث صحفي لموقع عرب 48 حول ذكرياته في بلدة الدامون: "جدّي كان مختار الدامون، ووالد جدتي كان الخوري في الدامون، ومشاركتي بالأمسية تأتي لما يمليه الواجب الدينيّ والوطنيّ".
وأضاف خوري: "يجب أن أعود إلى أرضي التي هُجّرت منها، أنا وأبناء شعبي في ظلّ التآمر الدوليّ على الفلسطينيين، والتواطؤ مع الصهاينة".
وأشار في معرض حديثه عن عام النكبة بالقول: "الأمر أكبر من كونه نكبة، فنحن نشهد إبادة جماعيّة، وقد أُفرغت 571 قرية من أهلها تماما، وهُجّر نصف الشعب الفلسطينيّ إلى مختلف بلدان العالم"، مضيفا أن "ما يحدث اليوم، أقسى بكثير من النكبة"، في إشارة إلى الحرب "الإسرائيلية" المستمرّة على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، والتي أسفرت عن مئات آلاف الشهداء والجرحى والمهجرين.
ومن جهته قال رئيس المجلس المحلي في بلدة كابول، نادر طه: "على الرغم من أنني لست من أبناء الدامون، إلا أن ما يجمعني مع أبناء الدامون هو الألم الواحد، والانتماء للوطن، ونحن نشعر اليوم بأننا لاجئون في منازلنا"، مشيراً إلى وجوب المشاركة في كافة الفعاليات الوطنية، الهادفة لتعزيز التمسّك بالجذور والهوية الفلسطينية، وصولا إلى العودة إلى القرى والمدن المحتلة.
فيما ذكر عضو آخر في لجنة مهجّري الدامون منير بقاعي أن "حقّ العودة سيتحقّق قريبا"، مضيفا: "نحن على يقين بأننا سنعود يوما إلى الدامون، وإن لم يتحقّق هذا في وقتنا الحاليّ، فقد يتحقق على زمن أبنائنا أو أحفادنا، فلا يموت حق وراءه مطالب"، مؤكداً على هدف هذه الفعاليات في نشر الوعي بين أبناء الأجيال التي وُلدت بعد النكبة، بأن يتشبثوا بأرض أجدادهم، ويقوموا بنشاطات مختلفة تعمّق انتماءهم إليها.
الحاجة ريان زيداني من مواليد قرية #الدامون المهجّرة، خلال مشاركتها في إحياء الذكرة السابعة والسبعين للنكبة.
— موقع عرب 48 (@arab48website) May 13, 2024
- تصوير: إيناس مريح - "عرب 48"
للتفاصيل: https://t.co/9xTo7idI4w pic.twitter.com/VyVlhJZBTU
وعلقت أمل بقاعي - كيال، إحدى أعضاء لجنة مهجّري الدامون: "هذه الأمسية تقليد سنويّ ننتظره كل عام بفارغ الصبر، حتى نتمكن من زيارة أرض الدامون، أرض الأجداد والآباء".
وأضافت: "كان والدي وأعمامي يشاركون في هذه الفعالية، وقد أحضرت أطفالي معي للتأكيد على أننا ننقل الانتماء إلى الأجيال القادمة، فهذا الأمر يجب أن ينتقل من جيل إلى جيل، ويجب كذلك المحافظة على جذورنا وهويّتنا".