طالب نادي الأسير الفلسطيني اليوم الاثنين 20 آيار / مايو الاحتلال "الإسرائيلي" بالإفراج عن اثنتين من الأسيرات الفلسطينيات الحوامل، والمعتقلات في ظروف مأساوية وصعبة داخل سجن الدامون دون تقديم الرعاية الصحية لهما وسط مطالبات بالإفراج عنهما.
وقال نادي الأسير الفلسطيني في بيان: إن الأسيرتين عائشة هلال غيظان (34 عامًا) الحامل في شهرها السابع، وجهاد محمود غوانمة (33 عامًا) الحامل في شهرها الرابع، قد اعتقلتا من قبل قوات الاحتلال من منزليهما في محافظة رام الله الشهر الماضي بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
والمعتقلة غيظان هي شقيقة الشهيد أحمد غيظان، واعتقلت في 4 نيسان/ إبريل الماضي، وفي اليوم نفسه تم اعتقال شقيقتها عيناء غيظان بتهمة "التحريض"، وأفرج عنها بشروط مع استمرار المحاكمة.
وأضاف نادي الأسير في بيانه: إن الأسيرتين محتجزتان في سجن الدامون في ظروف مأساوية وصعبة دون توفير أدنى شروط الرعاية الصحية اللازمة لهما، وهما من بين ما لا يقل عن 80 أسيرة في سجون الاحتلال، غالبيتهن محتجزات في سجن الدامون.
وأوضح النادي أنه على الرغم من الجهود التي بذلت في المطالبة بإطلاق سراح الأسيرتين، يصر الاحتلال على اعتقالهما بتهمة "التحريض" وهو الادعاء الذي تحول منذ بداية حرب الإبادة "الإسرائيلية" على غزة إلى ذريعة يمكن للاحتلال من خلالها اعتقال المجتمع الفلسطيني بأكمله، كما هو الحال في استخدام سياسة الاعتقال الإداري، بحسب بيان النادي
وأكد البيان أن عدد المعتقلات في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" تضاعف بشكل غير مسبوق بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إذ بلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف النساء 292، وهذا المعطى لا يشمل حالات اعتقال النساء التي تمت من غزة، والذي يقدر عددهن بالعشرات.
وبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى بداية الشهر الجاري بلغ أكثر من 9300، من بينهم أكثر من 3400 معتقل إداري، وفقًا لبيانات نادي الأسير.
الأسير مروان البرغوثي في خطر
وفي ذات السياق كشفت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية عن معاناة الأسير القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي بسبب أشكال عدة من الانتهاكات التي ترقى إلى حد التعذيب داخل سجون الاحتلال "الإسرائيلي" منذ اندلاع حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة.
وتحدثت الصحيفة البريطانية في تقرير لها عن حالة العزل التي يعيشها البرغوثي بسبب منع الاحتلال الكتب والصحف والتلفزيونات التي كان يستطيع الوصول إليها منذ أكتوبر الماضي، فضلاً عن معاناته التي تتضاعف بسبب حرمانه من النوم عبر إشعال الأضواء التي تومض في زنزانته كل مساء.
وأضافت: "عقليًّا، هو شخص قوي جدًّا، لكن حالته البدنية تتدهور، يمكنك رؤية ذلك"، فيما قال محاميه "إيغال دوتان" الذي زاره في سجن "مجدّو" "الإسرائيلي" قبل شهرين: "إنه يكافح من أجل الرؤية بعينه اليمنى، نتيجة لإحد الاعتداءات، لقد فقد وزنه ولا يبدو بحالة جيدة، لن تتعرف عليه إذا قارنت مظهره الحالي بالصور الشهيرة له".
ونقلت الصحيفة عن محامي البرغوثي خلال زيارته لسجن "مجدّو" في آذار/ مارس الماضي، إنه "في وقت سابق من ذلك الشهر تم جره إلى منطقة في السجن لا توجد فيها كاميرات أمنية وتم الاعتداء عليه، ويتذكر أنه كان ينزف من أنفه عندما تم جره على الأرض من أصفاد يديه، قبل أن يتعرض للضرب حتى يفقد وعيه".
وبحسب "ذا غارديان"، تعرض البرغوثي للضرب عدة مرات وتشير كدمات ثلاث في مناطق مختلفة من جسده أنه من المحتمل أن يكون مصابًا بخلع في الكتف بسبب الاعتداء ويعاني ألمًا مستمرًّا، لكن مسؤولي السجن رفضوا إجراء فحص طبي كامل لإصاباته.
كما تم نقله إلى ثلاثة مرافق احتجاز مختلفة منذ أكتوبر/تشرين الأول، حيث احتُجز في كل مرة في الحبس الانفرادي.
وقال "دوتان" للصحيفة: إن البرغوثي تعرض في سجن أيالون في كانون الأول/ ديسمبر الماضي للضرب عدة مرات، "بما في ذلك حادثة شتمه فيها الحراس بينما كانوا يجرونه على الأرض عاريًا أمام سجناء آخرين".
وكان سلطات الاحتلال قد اعتقلت البرغوثي عام 2002، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة (5 مؤبدات و40 عاما) بتهمة "المسؤولية عن عمليات، نفذتها كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح، وأدت إلى مقتل وإصابة :إسرائيليين"، ويحظى البرغوثي بحضور بارز على الساحة السياسية الفلسطينية من خلف جدران السجن.