وافق مجلس حكومة جامعة برشلونة في إقليم "كاتالونيا" شرق إسبانيا، في جلسة استثنائية عقدت أمس الأربعاء 22 أيار/ مايو، على مجموعة من الإجراءات الجديدة المتعلقة بالتعاون مع المؤسسات "الإسرائيلية" وذلك على خلفية حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزّة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأعلنت الجامعة عن قرارات عقابية للمؤسسات "الإسرائيلية" بأغلبية 28 صوتاً مقابل 5 معارضين وامتناع 3 عن التصويت، وشددت القرارات على أن الجامعة لن تبرم أي اتفاقيات جديدة مع المؤسسات "الإسرائيلية" حتى يتم ضمان السلام التام واحترام حقوق الإنسان في غزة.
وتم خلال الاجتماع، اتخاذ قرار فوري بإلغاء الاتفاقية الإطارية مع جامعة "تل أبيب" في كيان الاحتلال فوراً وبشكل نهائي.
كما قررت الجامعة تعليق الاتفاقيات جميعها مع الشركات المرتبطة بالحرب على غزة، حتى يتم التحقق منها بشكل دقيق، وفي هذا السياق، سيشكَّل فريق عمل من الخبراء لتحسين الشفافية والمبادئ الأخلاقية في التعاون الدولي، على أن يقدم مقترحاته قبل نهاية حزيران/ يونيو المقبل.
إضافةً إلى ذلك، ستنشئ الجامعة بوابة إلكترونية لتحسين الشفافية ومتابعة التعاون الدولي، مستوحاة من نماذج مثل جامعة جنيف، حسبما أوضحت في بيانها، كما ستطلب الجامعة الامتثال للالتزامات الدولية وقطع العلاقات مع الجهات التي تنتهك هذه الالتزامات، بالإضافة إلى طلب تعليق أي تعاون عسكري مع "إسرائيل".
من جانب آخر، ستطالب جامعة برشلونة الحكومة بتطبيق العدالة الدولية في جرائم الحرب والإبادة الجماعية، كما ستطلب من الاتحاد الأوروبي حظر مشاركة المؤسسات "الإسرائيلية" في المشاريع الممولة من الاتحاد.
وأكدت الجامعة أنها لن تشارك في أي فعاليات أكاديمية أو مؤسسية تشارك فيها مؤسسات "إسرائيلية" حتى يتم ضمان احترام حقوق الإنسان.
وجددت جامعة برشلونة التزامها الثابت بالقانون الدولي والدفاع عن حقوق الإنسان، وأكدت استمرار موقفها حتى يتم إنهاء الدمار والمعاناة في فلسطين.
ويأتي قرار جامعة برشلونة، بعد قرارات مماثلة اتخذتها جامعات غرناطة، وجَيَّان، ونافار في إسبانيا، بالمقاطعة التامة لكل الكيانات "الإسرائيلية" وعدم توقيع أي اتفاق في المستقبل.
وكان مجلس الجامعات الإسباني "كرو"، قد أعلن عن دعمه لاحتجاجات طلبة الجامعات الإسبانية المطالبة بوقف حرب الإبادة " الإسرائيلية" على قطاع غزّة، وأكّد في وقت سابق، إمكانية تعليق التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية "الإسرائيلية" التي لا تلتزم بالسلام واحترام القانون الدولي.
ويضم مجلس الجامعات في إسبانيا الذي تأسس عام 1994 ما مجموعه 76 جامعة إسبانية، 50 منها جامعات عامة و26 خاصة.
وكانت الاحتجاجات قد بدأت في الجامعات الإسبانية ضد الحرب، منذ 29 أبريل/ نيسان، وانطلقت من جامعة فالنسيا في شرق البلاد، حيث نصب الطلاب حوالي عشرين خيمة للمطالبة بإنهاء الإبادة الجماعية في غزة.
وامتدت الاحتجاجات الطلابية، إلى جامعة برشلونة وكذلك جامعات العاصمة مدريد وإقليم الباسك شمالاً، وأليكانتي شرقاً، ومنطقة الأندلس جنوباً، حيث أقام الطلبة مخيمات اعتصام أسوة بطلاب الجامعات الأمريكية وطلبة جامعات عدة دول في أوروبا.