المستشفيات في غزة تفقد 70% من سعتها السريرية والآلاف بحاجة إلى الإجلاء للعلاج

السبت 22 يونيو 2024
طفلة مصابة بحروق خطيرة جراء قصف "إسرائيلي" وبحاجة للإجلاء من أجل العلاج - دير البلح
طفلة مصابة بحروق خطيرة جراء قصف "إسرائيلي" وبحاجة للإجلاء من أجل العلاج - دير البلح

تصاعدت تحذيرات المنظمات الدولية بشأن الظروف المزرية التي تشهدها المستشفيات والقطاع الصحي عموماً في قطاع غزة في ظل حرب الإبادة "الإسرائيلية" المستمرة منذ 7 أكتوبر / تشرين الأول، واستمرار إغلاق معبر رفح منذ 7 أيار/ مايو، ومنع سلطات الاحتلال من إدخال المساعدات الإنسانية ومنها الإمدادات الطبية الكافية لاستدامة الاستجابة الصحية الهائلة.

ونقل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، عن وزارة الصحة الفلسطينية أن القطاع الصحي في غزة قد فقد 70% من سعته السريرية، ويواجه مجموعة من التحديات، مشيراً إلى أنه في الشمال تبلغ سعة المستشفى الأهلي المعمداني في محافظة غزة 100 سرير، لكنه يكافح من أجل الحفاظ على العمليات، بسبب القوى العاملة المنهكة، وعدم دفع أجورها منذ بدء الحرب وندرة الوقود والخدمات الطبية ونقص الإمدادات الطبية، نقلاً عن منظمة الصحة العالمية.

وبحسب المكتب، في وسط وجنوب قطاع غزة، حيث تم تهجير أكثر من مليون شخص من رفح منذ 7 مايو/أيار ويعيشون في ظروف مزرية، لا تزال 7 مستشفيات فقط تعمل، جميعها جزئياً، بما في ذلك 3 في دير البلح و 4 في خان يونس، إلى جانب 8 مستشفيات ميدانية، بسعة تراكمية تبلغ 630 سريراً.

ولا يزال حجم الإمدادات الطبية التي تدخل قطاع غزة غير كاف لاستدامة الاستجابة الصحية.

ويجدر بالذكر أن خلال الأسبوع الثاني من شهر حزيران/يونيو، قامت منظمة الصحة العالمية بتسليم شحنتها الأولى عبر ميناء أسدود لشحنها إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم

وبحسب تقرير "أوتشا" الذي نشرته على موقعها الرسمي فإن الصحة العالمية أكدت على أن هاتين الحاويتين من المضادات الحيوية تغطيان احتياجات 35 آلف شخص، ولا تمثل سوى جزء صغير مما هو مطلوب للحفاظ على الاستجابة الصحية الهائلة.

وأكد التقرير أنه منذ إغلاق معبر رفح البري على الحدود مع مصر في 7 أيار/ مايو الماضي، لم يتم إجلاء أي مريض في قطاع غزة، حيث لم يتلق أكثر من 2000 شخص الرعاية الطبية الضرورية لإنقاذ حياتهم، وفق تقارير منظمة الصحة العالمية.

إضافة ذلك، وثقت التقارير التي نقلتها "أوتشا" عن الصحة العالمية أن أكثر من 10 آلاف جريح ومريض في قطاع غزة بحاجة إلى الإجلاء للحصول على الرعاية الطبية، بما في ذلك الإصابات المرتبطة بالصدمات والسرطان والقلب والصحة العقلية وغيرها من الحالات.

غزة عالم من الدمار

ومن جهة أخرى، قالت الممثلة الخاصة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الأرض الفلسطينية المحتلة، "ماريس غيموند": إن السكان في غزة حرموا بالكامل تقريباَ من الوسائل والقدرة على ضمان الأمن الغذائي والمأوى والصحة وسبل العيش.

وقالت "غيموند" في المؤتمر الصحفي نصف الأسبوعي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف: "في اللحظة التي تعبر فيها معبر كرم أبو سالم، ويغلَق السياج خلفك، تشعر وكأنك عالق في عالم من الدمار".

وروت "غيموند" في وصف زيارتها الأخيرة لقطاع غزة أنها رأت الناس مكتظين في ملاجئ وخيام ويفتقرون حتى إلى الأساسيات الضرورية.

ولاحظت الممثلة الأممية في إحدى مدارس وكالة إغاثة وتشغيل لاجئ فلسطين "أونروا" التي تحولت إلى مركز للإيواء، أنه لا يوجد سوى 25 مرحاضا لـ 14 ألف شخص يبحثون عن الأمان داخل الملجأ كما يوجد 59 ألف شخص يخيمون خارجه.

وبدوره سلط ممثل منظمة الصحة العالمية في فلسطين "ريك بيبركورن" في نفس المؤتمر الصحفي الضوء على العاملين في المجال الصحي وأطباء التوليد والأطباء في قطاع غزة الذين يعالجون الآن مستويات أعلى بكثير من الأطفال منخفضي الوزن عند الولادة مقارنة بما كان عليه الحال قبل الحرب.

لافتاً إلى العدد المذهل من حالات الإصابات بالرضوح (الصدمات)، وبتر الأطراف، والمرضى الذين يعانون من حالات صحية مزمنة والذين يحتاجون بشكل عاجل إلى الإجلاء من القطاع لتلقي العلاج.

ودعت المنظمة الدولية الى تسهيل عمليات الإجلاء الطبي عبر جميع المعابر الممكنة بما فيها معبرا رفح وكرم أبو سالم للنقل إلى مستشفيات الإحالة في الضفة الغربية والقدس وحتى البلدان الأخرى حال وجود ضرورة لذلك.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد