يغلق شبان فلسطينيون في مخيم قلنديا شمال مدينة القدس المحتلة، منذ اللية الماضية وحتى اليوم الثلاثاء 25 حزيران / يونيو، الشارع الرئيسي أمام المركبات احتجاجًا على انقطاع المياه من فترة طويلة، في أزمة مياه متجددة يعاني منها الأهالي داخل المخيم منذ أعوام.
ويعاني مخيم قلنديا الذي يتمركز شمال مدينة القدس، ذو الأزقة الضيقة والحارات الممتلئة بالمنازل المتلاصقة من ظروف حياتية صعبة تترافق مع اقتحامات الاحتلال "الإسرائيلي" شبة اليومية التي تقلب المخيم رأساً على عقب ويتحول إلى ساحة للاشتباكات مع المقاومين الفلسطينيين الذين يتصدوا لاعتداءات الاحتلال.
ومخيم قلنديا إحدى المخيمات التي تأسست للاجئين الفلسطينيين في عام 1949 بالقرب من شمال مدينة القدس، ويمر الطريق الرئيسي الواصل بين القدس ورام الله في المخيم، وتعود أصول اللاجئين في المخيم إلى 52 قرية تابعة لمناطق اللد والرملة وحيفا والقدس والخليل، إلا أنه لا يمتلك مقومات الحياة التي تلائم اللاجئين الفلسطينيين.
وتعد أزمة المياه مشكلة قديمة جديدة، نظراً لهيمنة سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" على مصادر المياه الفلسطينية حيث تقوم مصلحة مياه محافظة القدس بشراء المياه من شركة "إسرائيلية" حيث لا تكفي كميات المياه المتاحة لسكان المخيم.
ويسيطر الاحتلال "الإسرائيلي" على نحو 88 % من مصادر المياه الفلسطينية في الضفة الغربية، ويسمح للمستوطنين غير الشرعيين بالوصول الحر دون عوائق لمصادر المياه والانتفاع بها سواء لأغراض الشرب والاستخدامات المنزلية ام لأغراض المشاريع الزراعية والصناعية في المستوطنات.
ووفقاً لتقرير صدر بالأمس عن "المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان"، يأتي تقليص كميات المياه تنفيذا لسياسة تفاقمت تأثيراتها في ظل الحكومة "الإسرائيلية" الجديدة وهي امتداد لسياسة التعطيش التي تمارسها دولة الاحتلال مع الفلسطينيين في إطار سياسة التمييز العنصري.
وترتبط كافة المساكن في مخيم قلنديا بالبنية التحتية لشبكة المياه العامة والكهرباء، إلا أن معظم المنازل متصلة بنظام الصرف الصحي الذي تم تصميمه في الأصل لتصريف النفايات السائلة فقط، كما أن الفلسطينيين يقومون بأنفسهم بوصل عقاراتهم بنظام الصرف الصحي.
وقد قامت شركة مياه القدس، سنة 2007 باستبدال الشبكة من دون أن تعمل على التنسيق مع وكالة الأونروا، ما تسبب في إتلاف الطرق المعبدة والعمل على زيادة الوضع السيئ في المخيم بدرجة أكبر.