قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا": إنها تقدر بأن ما لا يقل عن 508 نازحين وأصيب ما لا يقل عن ألف و559 فلسطينياً ارتقوا بينما كانوا يلتجؤون في مدارسها بقطاع غزة منذ بدء الحرب عليه في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وفي تقرير نشرته الأربعاء حول الوضع في قطاع غزة والضفة الغربية خلال الفترة الواقعة بين 20 إلى 24 حزيران/ يونيو 2024 أضافت: إنها لا تزال تتحقق من عدد الإصابات التي وقعت بسبب الحوادث التي أثرت على مرافقها، وأشارت إلى أن هذه الأرقام لا تشمل بعض الإصابات التي تم الإبلاغ عنها حيث لم يتسن تحديد عدد الإصابات.
ووثقت الوكالة في تقريرها أنه في 23 حزيران/ يونيو 2024، استشهد ثمانية فلسطينيين وأصيب 12 آخرون بجراح، عندما تعرض مركز تدريب غزة التابع لها بمدينة غزة لغارة جوية "إسرائيلية" مباشرة على الجانب الشرقي منه، وقد تأثرت غرفة الحراس والبوابة والجدار.
وتابعت: أنه وفقاً للتقارير الأولية، فقد تم تدمير مباني القبول والتسجيل ووحدة الخريجين، موضحة أن مركز تدريب غزة يستخدم حالياً، كمركز لتوزيع المساعدات للنازحين في غزة.
وأشارت "أونروا" إلى أنه تم الإبلاغ عن 446 حادثة أثرت على مباني الوكالة وعلى الأشخاص الموجودين داخلها منذ بدء الحرب (بعضها شهد حوادث متعددة أثرت على نفس الموقع)، بما في ذلك "ما لا يقل عن 72 حادثة استخدام عسكري و/أو تدخل في منشآت الأونروا، وقد تأثرت 188 منشأة مختلفة تابعة للوكالة جراء تلك الحوادث" ويؤكد تقرير الوكالة أن هذا أكثر من نصف عدد إجمالي منشآت "أونروا" في سائر قطاع غزة والبالغ (350 منشأة).
وقبل يومين فقط من نشر تقرير "أونروا" ارتكب جيش الاحتلال مجزرة بحق النازحين إلى مدرسة "أسماء" التابعة للوكالة في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة ما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 11 نازحاَ بينهم 4 أطفال وخمس نساء.
واضطر النازحون إلى دفن شهدائهم في ساحة المدرسة لعدم إمكانية نقلهم إلى مقابر أو مدافن لائقة ولامتلاء المقابر في قطاع غزة بعد أن تجاوز عدد الشهداء الذين تم توثيقهم من قبل وزارة الصحة 37 ألفاً وخمسمائة شهيد.
وتستمر منذ بداية الحرب على غزة المجازر "الإسرائيلية" بحق النازحين الذين يلتجؤون إلى مدارس وكالة "أونروا"، والاستهداف "الإسرائيلي" لكافة مرافق الوكالة الخدمية والتي تقدم المساعدات رغم تأكيد "أونروا" أنها تشارك إحداثيات جميع مرافقها (بما في ذلك المدارس التي يوجد بها مراكز إيواء) مع الجيش "الإسرائيلي" وأطراف النزاع الأخرى.
في هذا السياق، كانت مسؤولة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة "أوتشا" ياسمينة جيراد قد صرّحت الثلاثاء، أن "أكثر من 200 شخص من العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية في فلسطين قتلوا في غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي".
وأضافت جيرادا، أن "الوضع سيء للغاية ولا يمكن قياسه بالأرقام، لدرجة أن قطاع غزة أصبح منطقة غير آمنة لأي شخص".
وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قد قال أمس الثلاثاء: إن "إسرائيل تتبنى سياسة منهجية باستهداف السكان والأفراد المدنيين في قطاع غزة المحميين بموجب القانون الدولي الإنساني"، مشيراً إلى أنه رغم مرور قرابة تسعة أشهر على الهجوم العسكري "الإسرائيلي" على قطاع غزة لم يتوقف فيها جيش الاحتلال عن عمليات قصف المدنيين وممارسة القتل الجماعي للمدنيين واستهداف مراكز اللجوء التابعة للأمم المتحدة.
وأضاف المرصد في تقرير له: إن الاحتلال "الإسرائيلي" حرم الفلسطينيين من أي استقرار ولو مؤقت في مراكز النزوح والإيواء، مشيراً إلى أن جيش الاحتلال يعمل على تكثيف القصف فوق رؤوس النازحين داخلها، واستهداف المناطق المعلنة كمناطق إنسانية، في إصرار على فرض التهجير القسري وتدمير كل مقومات الحياة الأساسية ضمن جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
ووثق المرصد أنه في عصر الجمعة الموافق 21 حزيران/ يونيو الجاري أطلقت الدبابات "الإسرائيلية" المتوغلة في رفح عدة قذائف مدفعية تجاه خيام النازحين في المواصي غرب مدينة رفح، تلا ذلك قصف من طائرات مسيّرة "إسرائيلية"، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها واستشهاد 25 نازحاً، وإصابة 45 آخرين بجروح وحروق مختلفة، وغالبية الضحايا من الأطفال والنساء.
وأشار إلى أن هذه الجرائم تعتبر جرائم حرب دولية قائمة بحد ذاتها ومكتملة الأركان، وأكد وجود سياسة واضحة ترمي إلى نزع الأمان عن كل قطاع غزة وحرمان الفلسطينيين من الإيواء أو الاستقرار ولو لحظيًا، من خلال استمرار القصف على امتداد القطاع والتركيز على استهداف مراكز الإيواء في مدارس "أونروا".