حذّرت الأمم المتحدة في تقرير اليوم الجمعة 28 حزيران/ يونيو، بأن أكثر من 557 ألف امرأة في قطاع غزة يعانين من انعدام حاد في الأمن الغذائي، ما يثير قلقاً متزايداً بشأن خطر المجاعة في القطاع.

وجاء تحذير الأمم المتحدة، بناء على تقرير جديد صادر عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، والذي أشار إلى أن استمرار الصراع وتقييد وصول المساعدات الإنسانية يزيدان من تفاقم الأزمة.

أوضح التقرير أن انعدام الأمن الغذائي يؤثر بشكل كبير على النساء، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة للمرأة إلى أنهن يعانين من نقاط ضعف متزايدة بسبب النوع الاجتماعي، مشيراً أنّ النساء في القطاع وخاصة الأمهات منهن، غالباً ما يقدمن على إطعام أفراد عائلاتهن قبل أنفسهن، مما يدفعهن إلى تخطي وجبات الطعام وتقليل استهلاكهن من الغذاء لضمان بقاء أطفالهن.

وتواجه النساء في غزة أعباء متزايدة بسبب هذا الوضع، حيث يساهم النزاع في زيادة مسؤولياتهن في تقديم الرعاية المنزلية وفي مواجهة صعوبات أكبر في الوصول إلى الطعام.

ولفت التقرير إلى نتائج استطلاع أجرته هيئة الأمم المتحدة، أن النساء يتحملن بشكل كبير مسؤوليات رعاية الأطفال والحفاظ على سلامتهم البدنية والعقلية، حتى في الظروف الصعبة مثل العيش في خيام أو بيوت مكتظة.

وأبرز التقرير عدّة نقاط، حول وضع المرأة في قطاع غزّة في ظل حرب الإبادة "الإسرائيلية" المتواصلة من 266 يوماً، مشيراً إلى أنّ النساء تتحمل مسؤوليات إضافية في رعاية الأطفال والتغذية، حيث أفاد 77% من المشاركين في الاستطلاع أن هذه المسؤولية تقع بالأساس على عاتق الأمهات.

كما تعاني 7 من كل 10 نساء من فقدان الوزن خلال شهر أيار/ مايو الماضي، وأكثر من نصفهن يعانين من الدوخة المتكررة نتيجة انعدام الأمن الغذائي، فيما يعتمد أكثر من 80% من النساء على المساعدات الغذائية كمصدر رئيسي للغذاء، لكن 87.3% منهن يشعرن أن هذه المساعدات لا توزع بشكل عادل بناءً على حجم الأسرة، مما يضطر الأمهات إلى تخطي وجباتهن لإطعام أطفالهن.

وتواجه النساء الحوامل والمرضعات مخاطر صحية متزايدة بسبب نقص الرعاية الطبية والتغذية الكافية، حيث أبلغت 76% من النساء الحوامل عن معاناتهن من فقر الدم، ويعاني 99% منهن من صعوبات في الوصول إلى الغذاء والمكملات الضرورية، بحسب التقرير.

وبيّن التقرير، أنّ فقط ثلث المشاركين يستطيعون الوصول إلى مطبخ لطهي وجباتهم، ويعتمد 69% منهم على طرق طهي غير آمنة، مما يعرض النساء لمخاطر صحية نتيجة التعامل مع الملوثات الضارة.

ونقل التقرير عن فتاة تبلغ من العمر 16 عاماً، ممن شملتهم الدراسة قولها: "عندما كنا نعيش في مدينة غزة، فقدنا طعام فجأة بسبب الحرب، ولم تكن هناك خضروات في السوق ولا طعام على الإطلاق.، واضطررنا إلى أكل أسوأ الأشياء، حتى أننا خلطنا دقيق القمح مع علف الحيوانات لتناول الطعام."

وقدّم التقرير عدّة توصيات بضرورة تنفيذ إجراءات ضرورية وفورية، على رأسها ضمان وصول المساعدات إلى جميع السكان في غزة دون عوائق، وتوفير مساعدات غذائية وصحية ملائمة لجميع المحتاجين، إضافة إلى تقديم العلاج المناسب لسوء التغذية وتعزيز الرضاعة الطبيعية، وإعادة تأهيل البنية التحتية للسوق والمخابز، وتقديم التدخلات النقدية واستعادة نظم الإنتاج الغذائي.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد