قال مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية: إنه شهد ظروف اعتقال قاسية للغاية، برفقة الأسرى القدامى الآخرين الذين يذوقون الأمرين من العذاب النفسي والجسدي، حيث يحرمون من أبسط حقوقهم وأهمها الطعام والدواء والفراش والكثير منهم قد توفوا في أقبية التحقيق.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الاثنين 1 تموز / يوليو، حول خروج عدد من العاملين في القطاع الطبي من المعتقلات "الإسرائيلية"، أبرزهم مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية، الذي اعتقله جيش الاحتلال "الإسرائيلي" منذ أكثر من سبعة أشهر خلال اقتحامه مجمع الشفاء الطبي، وهو من بين 55 أسيراً آخرين قد أطلق سراحهم ظهر اليوم.
وأضاف أبو سلمية: "الكثير من الزملاء الأطباء والممرضين والعاملين في القطاع الصحي تركناهم خلفنا في المعتقلات، توفي من الطواقم الطبية، الطبيبان عدنان البرش وإياد الرنتيسي، الاحتلال يتعامل مع الأسرى وكأنهم جمادات وحتى الطبيب والممرض الإسرائيلي يضرب المعتقلين وهذا مخالف لكل الشرائع الدولية، الطب مهنة إنسانية نقوم فيها بخدمة المرضى والعدو قبل الصديق".
وأوضح أبو سلمية أن الاحتلال في ممارسته البشعة تجاه الأسرى الفلسطينيين قد خرج عن كل القيم الإنسانية، مشيراً إلى أن تعذيب الأسرى يستمر نهاراً وليلاً، ويمنعون طوال الوقت من الغذاء، ما جعلهم يخسرون من أوزانهم أكثر من 30 كيلو غراماً، والمرضى يحرمون من العلاج حيث قاموا ببتر قدم الذين يعانون من أمراض السكر لعدم تقديم العلاج لهم.
وشدد أبو سلمية على أن رسالة الأسرى داخل السجون يجب أن تصل لكل العالم، داعياً المنظمات الحقوقية والإنسانية لزيارة السجون "الإسرائيلية" في أسرع وقت لوقف الشلال النازف من الأسرى، لافتاً إلى أن ملف الأسرى يجب أن يكون داخل أي مفاوضات، لأنهم يتعرضون لقمع الاحتلال الشديد.
وأكد أبو سلمية على أن الجيش "الإسرائيلي" اعتقله بشكل غادر بعد أن خرج برفقة قافلة أممية مكونة من منظمات دولية أبرزها الصيب الأحمر والهلال الأحمر ومنظمة الصحة العالمية في تنسيق مسبق لمرافقة المرضى إلى مستشفى غزة الأوروبي.
وبين أن سلطات الاحتلال لم توجه له أي تهمة خلال مدة اعتقاله حيث عرض على 2 أو 4 محاكمات، ما جعله اعتقالاً سياسياً حتى إشعار آخر، كما وصف ذلك بأنه تسويق للمجتمع "الإسرائيلي" بأنه حكومته حققت إنجازاً باعتقال مدير المجمع الطبي الذي ادعى أنه "قلعة إرهاب".
واعتقل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" محمد أبو سلمية وعدداً من الكوادر الطبية في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بعد اقتحام قوات الاحتلال قسم الطوارئ في المستشفى، وذلك في الشهر الثاني من الحرب على قطاع غزة.
واقتحم الاحتلال مجمع الشفاء الطبي الذي كان يضم أكثر من 7 آلاف مريض ونازح، وارتكب جرائم قتل بصفوف النازحين وقصف المنازل المحيطة بالمستشفى ما خلف مئات الشهداء والجرحى.