فلسطين المحتلة-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
أعلنت عائلة الشهيد باسل الأعرج (33) عاماً عن نبأ استشهاد نجلها، بعد أن شهدت مدينة البيرة المحتلة اشتباكاً مسلحاً بين الشاب وقوات الاحتلال، فجر الاثنين 6 آذار، في المنزل الذي كان مُحصناً فيه.
الشهيد باسل الأعرج ابن قرية الولجة قرب بيت لحم المحتلة، عَمِل صيدليّاً ونشط في الحلقات التثقيفية وسرد تجارب المقاومة الفلسطينية من خلال جولات ميدانيّة، تعرّض للاعتداء من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية بالضفة المحتلة، خلال مشاركته في تظاهرات، ثم طاردته قوات الاحتلال لاعتقاله بعد أن أفرجت عنه الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، فُقدت آثار باسل وعدد من رفاقه في نهاية آذار عام 2016، اعتقلتهم الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة خلال شهر نيسان من نفس العام.
أعلن باسل ورفاقه الإضراب المفتوح عن الطعام في سجن بيتونيا التابع للسلطة للمطالبة بحريتهم، بسبب مماطلة المحكمة والأجهزة الأمنية في الإفراج عنهم، خلال فترة إضرابه أرسل باسل جملة واحدة عبر محاميه "ألا إن الدعيّ بن الدعيّ قد ركز بين اثنتين، بين السّلة والذلّة.. وهيهات منّا الذلّة."
بعد الإفراج عن باسل ورفاقه من سجون السلطة، اعتقلت قوات الاحتلال بعضهم، وبقي باسل مُطارداً للاحتلال منذ تلك اللحظة، اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلته مراراً وتكراراً بحثاً عنه، وهدّدت عائلته لإجباره على تسليم نفسه، إلا أنه لم يفعل، إلى أن حاصرته قوات الاحتلال فجراً في منزل بمحيط مخيّم قدورة واشتبك معهم لساعتين وأطلقوا على المنزل قذيفة من نوعه "أنيرجا" أدت إلى تدمير أجزاء من المنزل، واقتحموا المنزل ليطلقوا عليه وابلاً من الرصاص عن قرب بعد انتهاء الذخيرة بحوزته.
رفض الاحتلال تسليم جثمان الشهيد، وذكرت مصادر أن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة أبلغت العائلة بأن سلطات الاحتلال تشترط للإفراج عن جثمانه، أن تقوم العائلة بنقل بيت عزائه من مكانه في قرية الولجة حيث تقطن عائلته إلى منطقة أخرى، كون الولجة تقع قرب المستوطنات، وعلّق الأهالي الأعلام الفلسطينية في منطقة بيت عزاء الشهيد في الولجة، رفضاً لما طلبه الاحتلال بمنع رفع الأعلام والرايات.
الضابط الصهيوني تحدّث لوالد الشهيد قائلاً "قبل ما تشوف صورة الجثة عشان تتعرّف عليها لازم تكون فاهم إنها بتختلف حالياً عن صورته دائماً وممكن تكون مشوهة بفعل الرصاص والشظايا"، قال أبو السعيد للضابط بعد المعاينة "الله يرضى عليه، عمري ما شفته أحلى من اليوم."
وصية الشهيد
عثرت عائلة الشهيد على وصيّته في مكان استشهاده، فيما يلي نصّ الوصية
تحية العروبة والوطن والتحرير، أما بعد..
إن كنت تقرأ هذا فهذا يعني أنّي قد مت، وقد صعدت الروح إلى خالقها، وأدعو الله أن ألاقيه بقلبٍ سليم مقبل غير مدبر بإخلاص بلا ذرة رياء.
لكم من الصعب أن تكت وصيتك، ومنذ سنين انقضت وأنا أتأمل كل وصايا الشهداء التي كتبوها، لطالما حيرتني تلك الوصايا، مختصرة سرعية مختزلة فاقدة للبلاغة ولا تشفي غليلنا في البحث عن أسئلة الشهادة.
وأنا الآن أسير إلى حتفي راضياً مقتنعاً وجدت أجوبتي، يا ويلي ما أحمقني وهل هناك أبلغ وأفصح من فعل الشهيد، وكان من المفروض أن أكتب هذا قبل شهور طويلة إلا أن ما أقعدني عن هذا هو أن هذا سؤالكم أنتم الأحياء فلماذا أجيب أنا عنكم فلتبحثوا أنتم أما نحن أهل القبور لا نبحث إلا عن رحمة الله.