قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الخميس 11 تموز/ يوليو: إنّ إدارة السجون "الإسرائيلية" تواصل استخدام سياسة الإهمال الطبي وارتكاب الجرائم الطبية بحق الأسرى الفلسطينيين وسط معاناة الآلاف منهم من أمراض مزمنة وخطيرة، منها إصابات ناتجة عن جروح سابقة برصاص الاحتلال ما يمثل مخاطر حقيقية على حياتهم.
وكشفت هيئة الأسرى نقلاً عن فريقها القانوني الذي أجرى زيارة للأسرى في سجن عوفر أن إدارة السجون تتجاهل تماماً حالة اثنين من الأسرى المرضى وهما: المريضان بهاء دراج (٣٣ عاماً) من بلدة خربثا المصباح غرب محافظة رام الله والبيرة، ومحمد شماسنة (٢٦ عاماً) من بلدة قطنة شمال غرب القدس، والذين حرما من تلقي العلاج اللازم لحالتيهما فضلاً عن الأدوية التي يحتاجانها.
وأوضحت هيئة الأسرى أن الأسير "دراج" تعرض لكسر في الحوض قبل الاعتقال، وكان يخضع لبرنامج علاجي في مجمع فلسطين الطبي في رام الله، ولديه "بلاتين" في ساقه اليمنى، كما كُسر أصبع قدمه جراء الضرب والتعذيب، ولم يتم علاجه حتى اللحظة.
وجدير بالذكر أن الأسير قد طلب الحصول على العلاج من خلال محامي الهيئة في جلسة المحكمة، وكانت النتيجة أن قدم له طبيب العيادة حبة مسكن للآلم (أكامول)، في حين أن الأسير "شماسنة" تعرض لكسر بالأنف وأضلاع الصدر وفك بالكتف جراء الاعتداء عليه من قبل الجنود والسجانين "الإسرائيليين"، كما يعاني من إصابة بعيار ناري قبل الاعتقال، ولا يقدم له شيء من الرعاية الصحية أو العلاج.
ووفق الزيارة التي أجراها الطاقم القانوني للهيئة، فإن المزيد من الأسرى يعانون إلى جانب هذين الأٍسيرين وهم: محمد خطيب، سيف أبو نعيم، يحيى رمانة، ميراس بساتين، صالح سليمان، يعقوب حسين، حيث أجمعوا أن الأوضاع لا زالت صعبة ومعقدة، والطعام ازداد سوءاً في الفترة الأخيرة كماً ونوعاً، في إطار ظروف عامة مؤلمة وموجعة.
ويوم أمس الأول الثلاثاء، أفرج الاحتلال "الإسرائيلي" عن المعتقل معزز خليل عبيات (37 عاما) من بيت لحم وهو لاعب كمال أجسام، بعد أن أمضى 9 أشهر رهن الاعتقال الإداريّ، وقد بدا لحظة الإفراج عنه بحالة صحية صعبة وصادمة، وجسد هزيل، وإصابات في يده وقدمه نتيجة التعذيب.
وذكر نادي الأسير، في بيان له، أنه تمّ الإفراج عن عبيات من سجن "النقب" الذي شكل ولا يزال عنواناً بارزاً لجرائم التعذيب والتنكيل بحق المعتقلين منذ بدء حرب الإبادة على غزة، مضيفاً أنّ المعتقل عبيات تعرض للضرب المبرح أثناء عملية اعتقاله في أواخر شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وتحديداً على قدميه، ولاحقاً واجه سلسلة من الاعتداءات بالضرب المبرح، إلى جانب جريمة التعذيب، "وتعكس هيئته التي خرج عليها اليوم شهادة كافية لما تعرض له على مدار فترة اعتقاله، إلى جانب جريمة التجويع، والجرائم الطبية التي شكلت أسبابا مركزية لاستشهاد معتقلين بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر".
ولفت نادي الأسير إلى أنّ الكلمات الأولى للمعتقل عبيات بعد الإفراج عنه كانت أنه "تعرض لمحاولة قتل" أكثر من مرة.
وأشار النادي إلى أن عبيات تعرض للاعتقال مرّتين قبل اعتقاله الحالي، وهو متزوج وأب لخمسة من الأبناء، ولم يكن يعاني من أي مشاكل صحيّة قبل اعتقاله، علما أن آلاف المعتقلين يواجهون الموت في سجون الاحتلال ويتصاعد ذلك مع مرور الوقت وباستمرار عمليات التعذيب الراهنة وغير المسبوقة بمستواها وكثافتها.
مؤلم جداً
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) July 10, 2024
9 شهور من التعذيب قضاها لاعب كمال الأجسام الفلسطيني معزز عبيات في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" .. وهذه حاله عندما خرج أمس من السجن تشير إلى تصاعد الجرائم المرتكبة بحق #الأسرى_الفلسطينيين
#الأسرى_الفلسطينيون #الأسرى_في_خطر pic.twitter.com/yWLU9H5KVZ
وبحسب بيانات مؤسسات الأسرى، بلغت حالات الاعتقال بين الفلسطينيين منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أكثر من 9 آلاف معتقل، بينهم 670 طفلاً، و320 امرأة، حيث أبقى الاحتلال على اعتقال 74 سيدة منهن داخل السجون، في حين بلغت أوامر الاعتقال الإداري في نفس المدة أكثر من 7 آلاف أمر.
وصعد الاحتلال "الإسرائيلي" هجماته على مدن ومخيمات الضفة الغربية بالتزامن مع حرب الإبادة "الإسرائيلية" التي يشنها على قطاع غزة، إلى جانب الاعتداءات التي يشنها المستوطنون على منازل وممتلكات الفلسطينيين والتي بلغت 1334 اعتداء خلال النصف الأول من العام الحالي.