صادقت الهيئة العامة لما يسمى "الكنيست الإسرائيلي"، اليوم الاثنين 22 تموز/ يوليو، بالقراءة الأولى، على "مشروع قانون" يقضي بتصنيف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بوصفها "منظمة إرهابية".
وحظي مشروع القانون بتأييد 50 عضو "كنيست"، في مقابل اعتراض 10 أعضاء، وتأتي هذه المصادقة عقب موافقة الكنيست على المشروع بقراءة تمهيدية في 29 أيار/ مايو الماضي.
وجاء المشروع، مبادرة من عضو "الكنيست" "يوليا ميلينوفسكي"، عن حزب "إسرائيل بيتنا"، والذي ينص أيضاً على إلغاء الحصانة والامتيازات الممنوحة لموظفي الوكالة، وتصنيفها كـ "منظمة إرهابية".
وينص مشروع القانون على أن "قانون محاربة الإرهاب" سيُطبق على الوكالة الدولية، ما يعني وقف جميع الاتصالات والعلاقات بين "إسرائيل" وما يسمى مواطنيها وبين الوكالة، إضافة إلى إغلاق مكاتب "أونروا" في "إسرائيل"، كما ستُطبق بنود ما يسمى "قانون العقوبات المخصصة للمنظمات الإرهابية" على الوكالة الأممية.
ويقضي "مشروع القانون" أيضاً بأن لوائح مرسوم حصانة وامتيازات الأمم المتحدة لعام 1947 لن تسري على الوكالة أو موظفيها، كما يتيح المشروع لما يسمى وزير الخارجية في كيان الاحتلال إلغاء الأمر القانوني الذي يوفر الحصانة للوكالة، والذي يشمل حماية الموظفين الأمميين من المحاكمة، وحصانة الأرشيفات والمكاتب، والإعفاءات الضريبية.
موضوع ذو صلة: نحو 70 % من مدارس وكالة "أونروا" في قطاع غزة دمرها القصف "الإسرائيلي"
وانتقد المفوض العام للوكالة "فيليب لازاريني" المزاعم "الإسرائيلية" ضد الوكالة، مؤكداً أن هذه الاتهامات تعرض الموظفين الأمميين والطواقم الإنسانية لخطر كبير، مشيراً إلى أن السلطات "الإسرائيلية" لا تهدد فقط عمل موظفي الأونروا، بل تقوم أيضًا بنزع الشرعية عن الوكالة نفسها.
من جهته، أعرب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة "ستيفان دوجاريك" عن قلقه إزاء هذا "القرار"، مشيراً إلى عدم وجود بديل للوكالة في توفير الخدمات الأساسية للفلسطينيين.
وأكد "لازاريني" أنه إذا توقفت "أونروا" عن العمل في غزة أو الضفة الغربية، فإن "إسرائيل"، باعتبارها القوة المحتلة، ستتحمل المسؤولية عن تلك العمليات.
موضوع ذو صلة: جيش الاحتلال يدعو موظفيين دوليين بالابتعاد عن مرافق "أونروا" في قطاع غزة
يأتي هذا التطور في سياق هجمة "إسرائيلية" متصاعدة ضد "أونروا"، ارتفعت وتيرتها بالتوازي مع حرب الإبادة "الإسرائيلية" ضد قطاع غزة، وقد تعرضت الوكالة لحملات تحريض وهجمات ممنهجة على مقراتها وموظفيها في قطاع غزة، وأيضاً هجمات من قبل المستوطنين، الذين أضرموا النار في مقر الوكالة بالقدس المحتلة ثلاث مرات خلال أيار/مايو.
وكالة #أونروا تنشر صوراً لمقرها الرئيسي في مدينة #غزة بعد شهور من استمرار الهجمات "الإسرائيلية"، وتقول: هذا ما تبقى من مقرنا في غزة الذي اضطر زملاؤنا إلى إخلائه في تشرين الأول/ أكتوبر. pic.twitter.com/DGlx20CEMm
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) July 22, 2024
وفي وقت سابق، كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية أن كيان الاحتلال "الإسرائيلي" يدرس بدائل محتملة لـ"أونروا" وشكّل الاحتلال فريقاً متخصصاً للنظر في البدائل الممكنة.
ومن بين الخيارات المطروحة، برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إضافة إلى جهات أخرى يمكن أن تقدم الخدمات الإنسانية والصحية والتعليمية، بحسب المخطط "الإسرائيلي"
وفي اخر فصول الاستهداف، تعرضت أمس الأحد 21 تموز/ يوليو، قافلة تابعة لوكالة "أونروا" لإطلاق نار من قبل جيش الاحتلال، أثناء توجهها إلى مدينة غزة.
وأشار المفوض العام لوكالة "أونروا" أنّه " رغم عدم وقوع إصابات، اضطر فرق الأمم المتحدة للاختباء وأخذ الحيطة، فيما كانت الفرق تستقل سيارات مدرعة تابعة للأمم المتحدة وترتدي سترات تحمل شارة الأمم المتحدة".
وأضاف: "تلقت أحد المركبات خمس رصاصات على الأقل أثناء انتظارها أمام نقطة تفتيش للقوات الإسرائيلية جنوب وادي غزة، ما ألحق بها أضراراً جسيمة وتركت خلف القافلة، أعادت الفرق تنظيم صفوفها ووصلت أخيراً إلى مدينة غزة".
شاهد/ي أيضاً: