قياديون ولاجئون فلسطينيون في لبنان: اغتيال هنية يزيدنا تمسكاً بالتحرير والعودة

الخميس 01 اغسطس 2024

أثار نبأ استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في عملية اغتيال "إسرائيلية" بالعاصمة الإيرانية "طهران"، غضبًا شعبياً وفصائلياً في المخيمات الفلسطينية بلبنان، وانطلقت مسيرات غضب وتنديد في معظم المخيمات.

القوى السياسية الوطنية والإسلامية أكدت أن الجريمة ستزيد من عزمها على مقاومة الاحتلال "الإسرائيلي"، بالتزامن مع دخول حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة يومها الـ 299.

وفي بيان رسمي، أعلنت حركة حماس اغتيال هنية جراء غارة "إسرائيلية" استهدفت مقر إقامته في طهران، حيث كان موجوداً بعد حضور حفل تنصيب الإيراني الجديد "مسعود بزشكيان" في البرلمان.

اقرأ/ي أيضاً: مظاهرات غاضبة في المخيمات الفلسطينية بلبنان تنديداً باغتيال إسماعيل هنية

عملية الاغتيال جاءت في ذروة توتر إقليمي وبعد ساعات من إعلان جيش الاحتلال استهداف القيادي في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، وبعد شهور على اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس في كانون أول / ديسمبر الماضي.

وأعلنت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان الإضراب العام ودعت إلى تنظيم المسيرات والاعتصامات في المخيمات تنديدا بجريمة اغتيال هنية، وقالت: إن "العدو الصهيوني الغاشم بفعلته الإجرامية هذه - التي تضاف إلى سجله الإجرامي والإرهابي الكبير - يؤكد بأن لا حدود جغرافية لعدوانه ولا حدود وخطوط حمر لإجرامه وإرهابه".

وشهدت المخيمات والتجمعات الفلسطينية على امتداد الأراضي اللبنانية، أمس الأربعاء، مسيرات وفعاليّات تنديداً بعملية الاغتيال، شارك فيها الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين على وقع هتافات داعمة لخيار المقاومة وداعية لـ "الثار لدماء الشهداء".

وفي ختام مسيرة بمخيم البداوي شمالي لبنان، قال رئيس رابطة علماء فلسطين في لبنان الشيخ أبو بكر الصديق: إن "هنية هو مشروع شهادة منذ أن نشأت حركة حماس، وقد عرفناه منذ شبابه مقبلاً على الله، والتقينا به في مرج الزهور وفي مخيمات لبنان، وفي الدوحة واسطنبول وكل ساحات النضال".

وأضاف الصديق: "ما رأينا هنية إلا مقدامًا ومتمسكًا على العهد وكان حاملاً في قلبه عودة اللاجئين إلى أرضهم وبلداتهم".

وقال المسؤول السياسي لحركة حماس في منطقة صور عبد المجيد العوض خلال مسيرة في مخيم البص جنوبي لبنان: إن هنية هو شهيد الشعب الفلسطيني والأمة وأحرار العالم، ارتقى بعد حياةٍ مليئة بالجهاد والعطاء، مضيفاً إن "اغتيال القادة لن يُثنينا عن مواصلة طريق المقاومة، ولن يُفلح في منع هدير طوفان الأقصى من إذلال وكسر جبروت الاحتلال الغاصب".

وأكد العوض أن جريمة الاحتلال هي عمل إرهابي مكتمل الأركان ومحاولة للضغط في استخدام أساليب الترهيب.

والمسؤول السياسي لحركة حماس في مخيم البرج الشمالي محمود طه قال خلال مسيرة في المخيم: إن "العدو إذا ظن أن باغتياله هنية قد يخضع المقاومة ويركع شعبنا فهو واهم، فحركة حماس متماسكة وثابتة، وما زالت المقاومة مستمرة وقوية وتستمد قوتها من الشهداء وتطور قدراتها القتالية".

وفي بعلبك، جابت مسيرة جماهيرية غاضبة شوارع مخيم الجليل، بدعوة من هيئة العمل الفلسطيني المشترك في منطقة البقاع، استنكارًا لاغتيال القيادي اسماعيل هنية، وتحدث المسؤول السياسي لحركة حماس في بعلبك وائل عدوان عن مآثر الشهيد هنية، مؤكدًا أن "الشهادة كانت أمنيته الحقيقية منذ البداية للالتحاق بركب الشهداء القادة، لافتاً إلى أن دماء الشهيد القائد لن تزيد الشعب الفلسطيني إلا إصراراً على الصمود والتحدي.

اغتيال هنية مؤشر جديد لتمسكنا بالمقاومة حتى التحرير والعودة

وفي تجمع وادي الزينة جنوبي لبنان، شارك المئات في مسيرة استنكار وتنديد، وقال مسؤول حركة حماس في التجمع أبو حسن الظريف لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن طريق المقاومة مليء بالشهداء وهنية شهيد بجوار باقي الشهداء أمثال الرنتيسي والياسين وصلاح شحادة والعياش، مؤكداً أن اغتيال هنية هو "مؤشر جديد لتمسكنا بالمقاومة حتى التحرير والعودة"

وأضاف الظريف: إن "هنية ترك خلفه الآلاف من المقاومين الذين لن يتركوا السلاح وجاهزين لإيلام العدو أينما كان".

بدوره، قال المسؤول السياسي لحركة حماس في مخيم البداوي مهدي عساف لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "سأقولها بالفم الملآن كما قالها أبو العبد هنية لن نعترف بإسرائيل... والله يا قائدنا لن نعترف بإسرائيل، ولو قطعت كل رقابنا لن نعترف بإسرائيل، والله إننا لنمشي على هذا العهد الذي تربينا عليه وهو الجهاد في سبيل الله، ولن يثنينا شيء، وإن شاء الله النصر القادم بإذن الله.

أما عضو الهيئة الإدارية ومسؤول الملف الكشفي في مؤسسة بيت المقدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي حسين فريجة قال لموقعنا: "ما قام به العدو الصهيوني اليوم من عملية اغتيال استهدفت أبو العبد هنية في طهران وما قام به مساء أمس باستهداف ضاحية بيروت الجنوبية يأتي في إطار العدوان الإجرامي المستمر بحق الآمنين من أبناء شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية".

وأضاف فريجة أن "هذه الجريمة تعبر عن حجم الحقد لدى الكيان الصهيوني الذي تجاوز بها كافة الخطوط الحمراء، إلا أن شعبنا وأمتنا اعتادت على التضحيات في سبيل نيل حقوقها المشروعة في تحرير مقدساتها، وليس الشهيد هنية أول قائد يستهدف فقد سبقه قافلة طويلة من قيادات شعبنا الفلسطيني، فهذا وسام شرف للشهيد ناله زيادة على كونه والد وجد لكوكبة من أبنائه الشهداء".

ولفت فريجة إلى أن "استشهاد قامة فلسطينية مجاهدة على يد العدو الصهيوني، يزيد فينا الإصرار على مواصلة طريق المقاومة والجهاد حتى تحرير كامل تراب وطننا فلسطين"

وعلى الصعيد ذاته، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أركان بدر: إن عمليات الاغتيالات الأخيرة التي ارتكبها العدو الصهيوني ضد قادة فلسطينيين ولبنانيين وعراقيين "إنما تؤكد عجز هذا العدو عن تنفيذ وتحقيق أهدافه، وهو وقف عاجزًا أمام صمود وبسالة المقاومة في غزة وفي جنوب لبنان، فلجأ إلى عمليات التصفية وعمليات الاغتيال الجبانة ظناً منه أنه سيستطيع تحقيق صورة نصر" مستدركاً: "صورة النصر لن تتحقق لهذا العدو".

استشهاد هنية خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني

وعلى الصعيد الشعبي، أكد اللاجئ الفلسطيني جهاد ديب: إن الاحتلال "الإسرائيلي" يظن باغتياله القائد هنية أنه قادر على إطفاء نار المقاومة في قلوبنا إلا أنه زادنا عزيمة وإرادة وتمسكاً بأرضنا فلسطين وحق العودة.

و قال اللاجئ الفلسطيني سليم السوسي: "استيقظنا اليوم على نبأ استشهاد قائد ورمز وطني كبير، خبر أثر فينا كثيرًا ولكنه دليل على أن القادة يستشهدون، الدم غال ولكنه فداء لوطننا فلسطين".

و قال اللاجئ الفلسطيني فادي أبو نعمة: " هذا الطريق اختاره هنية منذ البداية وكلنا نتمنى طريق المقاومة والشهادة، إلا أن استشهاد هنية يمثل خسارة كبيرة لمحور المقاومة ولكافة الشعب الفلسطيني، كونه قائد بكل ما للكلمة من معنى، مشدداً على أن المقاومة مستمرة لغاية تحرير القدس والأقصى وكافة الأراضي الفلسطينية.

وكانت حركة حماس قد أعلنت عن مراسيم تشييع رئيس المكتب السياسي الشهيد إسماعيل هنية

وشهدت العاصمة الإيرانية طهران اليوم مراسم تشييع رسمي وشعبي ونقل جثمان الشهيد هنية إلى العاصمة القطرية الدوحة عصر اليوم، على أن تقام صلاة الجنازة على روح الشهيد القائد في مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب في الدوحة بعد صلاة الجمعة غداً ٢ آب/ أغسطس، وبعد ذلك سينقل جثمانه إلى مثواه الأخير ليدفن في مقبرة "الإمام المؤسس" في لوسيل.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد