شهدت مدن الضفة الغربية مسيرات ووقفات حاشدة ، اليوم السبت 3 آب/ أغسطس، في إطار فعاليات اليوم العالمي لنصرة غزة والأسرى الذي أعلنته مؤسسات الأسرى والقوى الوطنية والإسلامية، وكل التشكيلات والأطر الرسمية والشعبية من أجل التضامن مع أهالي قطاع غزة في وجه حرب الإبادة "الإسرائيلية" والمعتقلين في سجون الاحتلال.
وأعلنت مؤسسات الأسرى الفلسطينية مطلع الأسبوع الماضي، أن اليوم السبت الموافق الثالث من آب/أغسطس، سوف يكون يوماً وطنياً وعالمياً نصرة لقطاع غزة والأسرى، داعية إلى انطلاق مسيرات وفعاليات موحدة في المدن الفلسطينية.
وتلبية لهذه الدعوة، شارك مئات الفلسطينيين في مسيرات بمدن الضفة الغربية، يحملون الأعلام الفلسطينية وينددون بحرب الإبادة "الإسرائيلية" المستمرة على قطاع غزة، وسط مطالبات للعمل على إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين يواجهون انتهاكات مروعة داخل سجون الاحتلال والتي بلغت أعدادهم أكثر من 9 آلاف معتقل.
جانب من وقفة في #جنين شمالي #الضفة_الغربية المحتلة استجابة لدعوات التحرك من أجل الأسرى الفلسطينيين وأهالي قطاع غزة الذين يتعرضون يومياً للجرائم "الإسرائيلية" في إطار اليوم العالمي لنصرة #غزة و #الأسرى pic.twitter.com/eVoU33hIi4
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) August 3, 2024
وفي بيان لها، أكدت اللجنة التحضيرية لليوم العالمي لنصرة غزة والأسرى أن فعاليات الشعب الفلسطيني تأتي إسناداً للفلسطينيين الذين يواجهون حرب الإبادة في قطاع غزة، وللمعتقلين في سجون ومعسكرات الاعتقال "الإسرائيلية".
وعبرت بأن المشاركة في الفعاليات هي "انتصار للمقاومة التي لطالما وقفت في مواجهة بطش الاحتلال ومستوطنيه في الضفة والقدس والداخل، وشكّلت لسنوات طويلة رادعًا للمحتل وسياساته الاستيطانية الإجرامية، ولجمت مستوطنيه".
وأشارت إلى ضرورة المشاركة في فعاليات هذا اليوم، لأنه "بمثابة تجسيد الوحدة قولاً وفعلاً، ولاستعادة زمام المبادرة والعمل الجماهيري والشعبي المقاوِم الفاعل" وقالت: إن هذا اليوم هو يوم للضغط بكل الوسائل والسبل في كل أنحاء العالم من أجل وقف شلال الدم ومجازر الإبادة وسياسات الإماتة المتعدّدة والحصار والتجويع والتهجير بحقّ أهالي غزة والمعتقلين في السجون.
وفي مدينة رام الله شارك مئات الفلسطينيين، في الوقفة الجماهيرية التي أقيمت في ميدان المنارة، ضمن فعاليات اليوم العالمي لنصرة غزة والأسرى بحضور جهات وفصائل وطنية وممثلين فاعلين عن المؤسسات المختلفة.
حرب وحشية على الأسرى الفلسطينيين بالتزامن مع حرب الإبادة على غزة
وخلال مشاركته في الوقفة قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس: إن إدارة السجون "الإسرائيلية" تشن بالوقت نفسه الذي تستمر فيه بحرب الإبادة على قطاع غزة حرباً وحشية على الأسرى الفلسطينيين، وتنكل بهم أشد تنكيل، وتنفذ سياسات الإعدام بحقهم يوميا، كما تفرض على الضفة الغربية حربا وحصارا غير مسبوقين، إذ قتلت المئات واعتقلت قرابة 10 آلاف مواطن".
وأكد فارس في كلمة ألقاها نيابة عن الفصائل، والقوى الوطنية، والمؤسسات الشعبية والرسمية، على "ضرورة تجسيد مبدأ وحدة الأرض، والشعب، والقضية عبر الأفعال والتحركات الجماهيرية والشعبية المقاومة"، مشيراً إلى أهمية وحشد كل الطاقات لـ "إعادة الاعتبار للعمل الجماهيري والشعبي المقاوم الفاعل، إسناداً لشعبنا في غزة، وللأسرى في سجون الاحتلال".
كما دعا إلى لضغط بكل الوسائل والسبل من أجل وقف شلال الدم، ومجازر الإبادة، وسياسات الإماتة المتعددة، والحصار والتجويع والتهجير بحق أهالي قطاع غزة.
وخلال الوقفة رفع المشاركون علم فلسطين، وشعارات تضامنية، ورددوا هتافات تنادي دول العالم لكبح جماح مجازر الإبادة "الإسرائيلية" في غزة والضغط من أجل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
وفي مدينة سلفيت، شارك عشرات الفلسطينيين في إحياء اليوم التضامني مع غزة والأسرى في حرم جامعة القدس المفتوحة وسط المدينة، بتنظيم من فصائل العمل الوطني ومؤسسات الأسرى.
وقال مدير نادي الأسير في سلفيت نزار الدقروق: إن قضية الأسرى هي قضية مركزية، حيث تشن إدارة مصلحة السجون حرباً وحشية على الأسيرات والأسرى، وتنكل بهم وتنفذ سياسات الإعدام بحقهم بشكل يومي.
ودعا المجتمع الدولي إلى ضرورة ردع الاحتلال، والسماح بزيارة غرف الزنازين والسجون للوقوف عن كثب لما يتعرض له الأسرى من بطش وتعذيب غير مسبوقين.
وفي بيت لحم، انطلقت المسيرة التضامنية من دوار الشهداء وسط المدينة، وصولاً إلى ساحة المهد منددة باستمرار عدوان الاحتلال على قطاع غزة، ونصرة للأسرى في سجون الاحتلال، بمشاركة قوى وفصائل العمل الوطني.
الحرب على غزة والأسرى امتداد لعقود طويلة من الاستعمار
وعلى هامش المسيرة وجه محافظ بيت لحم محمد طه التحية لأهالي في قطاع غزة، على صبرهم وصمودهم خلال حرب الاحتلال وانتهاكاته المروعة، واصفاً اليوم بأنه "يوم وطني يؤكد على وحدة الشعب الفلسطيني وتلاحمه أمام كل المصاعب"، مشدداً على أن نصرة قطاع غزة والأسرى واجب وطني.
وتحدث رئيس نادي الأسير في بيت لحم عبد الله زغاري، عن جرائم الإبادة الجماعية في غزة، وانتهاكات الاحتلال بحق المعتقلين في سجون الاحتلال في تصعيد غير مسبوق، مشيراً إلى أن أن هذه الوقفة هي رسالة قوية للعالم بأن "الشعب الفلسطيني لن ينسى أسراه وسيظل يناضل من أجل حريتهم".
بدوره، قال رئيس جمعية الأسرى والمحررين في بيت لحم محمد حميدة: إن حرب الإبادة والعدوان الشامل على شعبنا وأرضنا تمثل امتداداً لعقود طويلة من الاستعمار.
أركان الموت اجتمعت في سجون الاحتلال
وفي الخليل، خرجت المسيرة التضامنية مع غزة والأسرى من استاد الحسين الدولي إلى دوار ابن رشد وسط المدينة، بمشاركة ممثلين عن الفصائل الفلسطينية وأهالي الأسرى، والمؤسسات الأهلية والرسمية.
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، ولافتات كتبت عليها عبارات لنصرة الأسرى في وجه الجرائم "الإسرائيلية"، وأخرى منددة بحرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة.
وطالب محافظ الخليل خالد دودين، بتضامن دولي وعالمي من أجل وقف الإبادة الجماعية في غزة، ووقف التعذيب والإجرام في سجون الاحتلال.
بينما أكد الناطق الإعلامي باسم نادي الأسير، عضو اللجنة التحضيرية للجنة العليا لليوم العالمي لنصرة غزة والأسرى أمجد النجار، على أن اليوم يأتي "لاستنهاض الحالة الوطنية في كافة محافظات الوطن من أجل انقاذ أسرانا من الموت المحقق بهم، وتنديدا باستمرار الإبادة في غزة".
وأوضح النجار، أيضاً أن أركان الموت اجتمعت في سجون الاحتلال وهي: الجوع والعطش، والإهمال الطبي، والضرب والتعذيب، التي أنهكت أجساد الأسرى، وأصبحوا لا يستطيعون الوقوف على أقدامهم.
وفي قلقيلية شارك الفلسطينيون في وقفة وسط المدينة تلبية لدعوة اللجنة التحضيرية لليوم العالمي لنصرة غزة والأسرى.
وقال محافظ قلقيلية حسام أبو حمدة خلال الوقفة: إن "حرب الابادة والعدوان الشامل على أرضنا وشعبنا، هي امتداد طويل لعقود من الاستعمار، وان النضال الوطني الفلسطيني مستمر ولن يتوقف مهما بلغت التضحيات".
وأضاف: إن القضية الفلسطينية والمنطقة بأسرها تمر بأيام عصيبة، وهذه الاحداث تتزامن مع حرب الإبادة التي تشنها "إسرائيل" على قطاع غزة، وكذلك مع استمرار التنكيل بالأسرى وإعدامهم داخل المعتقلات.وفي كلمة الفصائل الوطنية، قال مراد شتيوي: إن غزة والأسرى هم الجرح النازف المتواصل الذي لم يتوقف بفعل إجرام الاحتلال واإهابه المنظم، داعيا إلى أن يكون الثالث من آب يوماً شاهداً على المجازر "الإسرائيلية".
وفي مدينة نابلس، لقيت فعاليات يوم التضامن مع غزة والأسرى مشاركة واسعة من الأهالي وقوى العمل الوطني وأكد المحافظ غسان دغلس على أهمية هذا اليوم باعتباره رسالة للعالم من أجل أن ينتفضوا في وجه مجازر الاحتلال نصرة لأهالي غزة والأسرى في السجون "الإسرائيلية".