أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزّة، اليوم الاثنين 26 آب/ أغسطس، أن الاحتلال أنذر المناطق المحيطة بمستشفى " شهداء الأقصى" بالإخلاء، وأعلنها منطقة عمليات عسكرية، ما أدّى إلى نزوح العديد من المرضى.

 وأوضحت وزارة الصحة في غزة أن المستشفى كان يحتوي على حوالي 100 مريض، بينهم 7 في العناية المركزة، مما يزيد تعقيد الوضع الإنساني بشكل كبير، فيما نزح عن المدينة قرابة 250 ألف فلسطيني عن المنطقة، تعرضوا لتهجير قسري من قبل جيش الاحتلال، بينهم الكثير من المرضى في المستشفى.

وأكدت الناطق باسم المستشفى الدكتور خليل الدقران، استمرار المستشفى بتقديم الخدمة، موضحاً أن نزوح عدد من المرضى، جاء خوفاً من تكرار ما حدث سابقا من قتل وتدمير في المستشفيات التي اقتحمها جيش الاحتلال ودمرها. علماً أنّ "شهداء الأقصى" هو المستشفى الحكومي الوحيد الذي تبقى على قيد العمل في القطاع.

كارثة إنسانية وغذائية في المدينة

وحول الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في المدينة المكتظّة بنحو مليون نازح، أعلنت بلدية دير البلح، أنّ الأوامر "الإسرائيلية" أدت إلى خروج 25 مركز إيواء عن الخدمة. كما تسببت مغادرة عدد من مؤسسات الإغاثة الدولية، التي كانت تقدم خدمات حيوية للأهالي، في تفاقم أزمة الغذاء في المنطقة، ما يهدد بكارثة إنسانية كبيرة.

وبالإضافة إلى أزمة الخدمات الصحية والإيواء، تعاني منطقة دير البلح من نقص حاد في المياه. وذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن العمليات العسكرية المستمرة أدت إلى تضرر معظم آبار المياه في المنطقة، حيث لا تعمل سوى ثلاث آبار من أصل 18، مما أدى إلى نقص في المياه بنسبة تصل إلى 85%.


وفي سياق متصل، صرّحت حركة حماس بأن التصعيد الإجرامي والغارات الوحشية التي تشهدها محافظة دير البلح، والتهجير تحت القصف، وإخراج مستشفى "شهداء الأقصى" من الخدمة، تمثل صورة من أبشع صور الإبادة الجماعية في العصر الحديث، تنفذها حكومة الاحتلال النازي.

ودعت الحركة المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظماتها إلى التدخل الفوري لوقف هذه الإبادة الوحشية، وإلزام الاحتلال بوقف جرائمه، والعمل على إعادة تشغيل المستشفى وتزويده بالوقود والمستلزمات الطبية، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم ضد الإنسانية.

وتؤوي منطقة دير البلح وسط قطاع غزّة، قرابة المليون نازح فلسطيني من مناطق الشمال والجنوب، وسط أوضاع إنسانية كارثية، فيما مثّل مستشفى شهداء الأقصى الوجهة شبه الوحيدة للمصابين والمرضى من الغزيين خلال الأشهر الفائتة.

وبدأ الاحتلال باستهداف النازحين وأهالي دير البلح بالتهجير القسري، منذ 21 من آب/ أغسطس الجاري، بعد إصدار جيش الاحتلال "الإسرائيلي" أوامر إخلاء لمناطق شرقي المدينة، باتجاه المناطق التي يزعم بأنّها " آمنة"، وسط تقليص الاحتلال "الإسرائيلي" مساحة تلك المناطق إلى 35 كم مربع فقط، أي ما يعادل 9.5% من إجمالي مساحة القطاع.

اقرأ/ي أيضا: الاحتلال "الإسرائيلي" يقلص "المناطق الإنسانية الآمنة" إلى 35 كم مربع فقط

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد