مع دخول حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة يومها الـ 325 على التوالي، وسّع جيش الاحتلال "الإسرائيلي" من هجماته الجوية والبرية على مناطق مختلفة من القطاع من شماله إلى جنوبه، ما أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة عشرات آخرين، وسط موجات نزوح متكررة من خان يونس جنوبي القطاع ودير البلح وسطه في ظل انعدام وجود أي مناطق آمنة في القطاع المحاصر، فيما أكد الدفاع المدني في غزة أن جيش الاحتلال ينفذ بحق الفلسطينيين سياسة النزوح تحت الموت.
وأكد مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة اليوم الثلاثاء 27 آب/ أغسطس أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" يرتكب مجازر في المناطق التي أعلنها "آمنة" وأن الفلسطينيين لا يعرفون أين يذهبون.
وقال لوسائل الإعلام: إن الاحتلال "الإسرائيلي" أخرج المناطق الشمالية وشمال مدينة غزة مما يسميها "المناطق الإنسانية"، مطالباً دول العالم والمجتمع الدولي بالضغط من أجل إدخال المساعدات للقطاع.
ومر فجر والساعات الأولى من نهار الثلاثاء وسط استمرار تكثيف الغارات "الإسرائيلية" على خان يونس جنوبي القطاع، ما أسفر عن ارتقاء أكثر من 20 شهيداً ممن وصلوا إلى مجمع ناصر الطبي منذ الفجر، وفق مصادر طبية.
من بيه هؤلاء الشهداء، ستة فلسطينيين، بينهم 3 أطفال ارتقوا جراء قصف الاحتلال منزلاً لعائلة "زعرب" بمحيط مسجد أبو الفطاير في منطقة بطن السمين وسط خان يونس، فيما أصيب جراء القصف أكثر من عشرين آخرين.
ومن بين الشهداء أيضاً الكاتب والمحلل السياسي عرفات أبو زايد الذي ارتقى جراء القصف على المنزل.
وكان قصف سابق على خان يونس أسفر عن استشهاد 9 فلسطينيين، وسط إطلاق نار كثيف وقصف مدفعي في منطقة الزنة شرقي المدينة.
وقبل ذلك أيضاً، قال الدفاع المدني في غزة: إن طواقمه انتشلت في ساعات الصباح الباكر 4 شهداء وعدد من الإصابات جراء قصف "إسرائيلي" استهدف منزلًا لعائلة زيادة في مخيم خان يونس.
المنطقة الوسطى في قطاع غزة، لا سيما مخيمي النصيرات والمغازي، بالإضافة إلى الاحساء الشرقية والجنوبية من مدينة غزة شهدوا هجمات "إسرائيلية" عنيفة جوية ومدفعية منذ صباح اليوم الثلاثاء ما أسفر عن نسف منازل فوق رؤوس قاطنيها وارتقاء المزيد من الشهداء.
وأحدث هذه الهجمات كانت قصفاً على شقة سكنية في برج الزمالك بمدينة دير البلح ما أسفر عن ارتقاء شهداء وإصابة فلسطينيين، تقول مصادر محلية: إن بعضهم ما يزال في المكان.
وفي وقت سابق، كان قد ارتقى أربعة فلسطينيين وأصيب آخرون جراء قصف "إسرائيلي" على منزل في منطقة أبو عريف بدير البلح.
يأتي هذا فيما شهد مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين يوماً آخر من القصف العنيف الذي أسفر عن وقوع منازل على رؤوس ساكنيها، وأسفر قصف استهدف منزل عائلة "شامية" في المخيم عن شهداء وجرحى، تم نقلهم إلى مستشفى العودة في المخيم.
وقالت مصادر طبية: إن أباً وابنه استُشهدا جراء قصف منزلهما في مخيم البريج.
وفي مدينة غزة، نسف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" مبانٍ سكنية في حي تل الهوى، وفي حي التفاح شرقي المدينة نشر الدفاع المدني مقطعاً مصوراً يظهر انتشال طواقمه 4 شهداء وهم أشلاء، بينهم أطفال إثر قصف شقة لعائلة "زينو"، في وقت متأخر من ليلة أمس.
وفي بيان أحدث له اليوم، قال الدفاع المدني في غزة: إن قوات الاحتلال "الإسرائيلية" تنتهج خلال توغلاتها العسكرية في المناطق السكنية بقطاع غزة سياسة تشريد وإنزاح الفلسطينيين المدنيين تحت نيران أسلحتها وقذائف دباباتها العشوائية، الأمر الذي تسبب في قتل وإصابة مئات الفلسطينيين العزل.
وأضاف: إن سياسة "النزوح بالموت" التي تنفذها قوات الاحتلال في المناطق التي تعاود التوغل فيها قد فاقمت من صعوبات عمل طواقم الدفاع المدني، وحالت دون الوصول إلى الضحايا الذين يحاصرون في هذه المناطق خاصة الذين يصابون ويصل بهم الأمر إلى الموت.
وطالب الدفاع المدني "المجتمع الدولي و الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمات حقوق الطفل بالتدخل لمنع الاحتلال الإسرائيلي من الاستمرار في هذه السياسة"