كشفت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، اليوم السبت 7 أيلول/ سبتمبر، أن أكثر من مليون شخص وسط وجنوب قطاع غزة لم يتلقوا مساعدات أو حصص غذائية خلال شهر آب الماضي؛ بسبب النزوح المستمر بفعل أوامر الإخلاء القسري التي تصدرها سلطات الاحتلال بشكل شبه أسبوعي.
وأكدت الوكالة الأممية في تقرير يغطي الفترة الواقعة ما بين 3-5 أيلول 2024، حول الوضع السائد في قطاع غزة والضفة الغربية أن مجموعتي الأمن الغذائي والتغذية تواجهان تحديات في الوصول للنازحين بفعل النزوح المستمر.
وأشارت إلى أن ذلك يؤدي إلى تعطيل الوصول إلى مواقع التغذية ودورات التوزيع، ما يعيق قدرة الشركاء في المجال الإنساني على الحفاظ على تقديم الخدمات بشكل متسق.
69 شاحنة مساعدات غذائية فقط دخلت غزة خلال آب
وذكر تقرير "أونروا" إلى أن التحديات ما زالت تقف في طريق إيصال المساعدات الإنسانية للسكان في قطاع غزة، وأبرزها استمرار الحرب وانعدام الأمن والبنية التحتية المتضررة ونقص الوقود والقيود المفروضة على الوصول الإنساني.
وأكدت الوكالة أنه في الفترة من 1 إلى 31 آب 2024، دخلت 69 شاحنة مساعدات إنسانية يوميًا، موضحة أن هذا الرقم أقل بكثير من المعدل اليومي السابق للأزمة، والذي كان يصل إلى 500 شاحنة.
ووفقا لمجموعة الأمن الغذائي ومجموعة التغذية ومجموعة الصحة ومجموعة المأوى، فإن التحديات المستمرة في إدخال المساعدات إلى غزة تتسبب في نقص كبير في السلع الإنسانية الحيوية مثل الأدوية والأغذية ومستلزمات التغذية.
نجاح حملة التطعيم في الوصول إلى 187 ألف طفل
وسلط التقرير الضوء على نجاح حملة التطعيم في قطاع غزة في الوصول إلى ما يقرب من 187 ألف طفل، بالإشارة إلى تصريحات منظمة الصحة العالمية ومجموعة الصحة حول ذلك.
وقد تجاوزت تغطية التطعيم في المرحلة الأولى الهدف الأولي المقدر بما مجموعه 157 ألف طفل، وذلك بسبب حركة السكان نحو وسط قطاع غزة، وتوسيع التغطية في المناطق الواقعة خارج منطقة الهدنة الإنسانية.
وذكر التقرير أن التطعيم ضد شلل الأطفال سوف يستمر في أربعة مرافق صحية كبيرة في المنطقة الوسطى من غزة خلال الأيام القليلة القادمة حيث تم توريد جرعات اللقاح إلى هذه المواقع لتلبية الاحتياجات الإضافية.
2،1 مليون فلسطيني تعرضوا لصدمات نفسية
وتطرق تقرير الوكالة الأممية إلى تأثير الحرب على الصحة النفسية لأهالي قطاع غزة لافتاً إلى أن 2,1 مليون فلسطيني يعيشون في غزة قد شهدوا أو تعرضوا لعدد غير مسبوق من الأحداث العنيفة والصادمة، بما في ذلك العنف المباشر، والنزوح المتكرر، وفقدان الأحبة والمنازل والممتلكات.
ونوه التقرير إلى أن هذه التجارب أدت إلى زيادة القلق والاكتئاب وغيرها من مشاكل الصحة العقلية والنفسية والاجتماعية مبيناً أن الدمار الشامل الذي لحق بنظام الرعاية الصحية يحول دون توفير العلاج الأساسي لهذه الحالات على المدى القريب والبعيد.
7 آلاف طن من النفايات أزاحتها أونروا" من أماكن النزوح
ومن جانب آخر سلطت الوكالة الأممية الضوء على تراكم مئات الآلاف من أطنان النفايات الصلبة في الشوارع، وبين الخيام في مناطق خيام النازحين وبجانب الأنقاض في الأزقة الخلفية.
وشدد على أن انهيار إدارة النفايات الصلبة منذ بدء الحرب قد ساق إلى تفاقم أزمة الصحة العامة. ففي الفترة ما بين 1-22 آب، حيث جمعت "أونروا" ما مجموعه 7 آلاف طن من النفايات الصلبة، ونقلتها إلى مكبات مؤقتة.
أكثر من 600 ألف طفل لا يزالون خارج المدارس بفعل الحرب
كما ذكر التقرير أن أكثر من 600 ألف طفل لا يزالون خارج المدرسة منذ بداية الحرب، حيث بدأت الوكالة في 1 آب 2024، بتنفيذ المرحلة الأولى من استجابتها للعودة إلى التعلم مع التركيز على أنشطة الصحة النفسية.
وتجري تلك العملية فيما يصل إلى 45 مدرسة تابعة لـ"أونروا" تحولت إلى ملاجئ، وتركز على أنشطة الدعم النفسي الاجتماعي الجارية والتركيز على الفنون والموسيقى والرياضة والتوعية بمخاطر الذخائر المتفجرة.
وفيما يتعلق بتطورات الضفة الغربية بما يشمل مدينة القدس المحتلة عرج تقرير وكالة الأمم المتحدة على الأحداث الواقعة في فترة ما بين 7 تشرين الأول 2023 وحتى 2 أيلول 2024، والتي أدت إلى استشهاد 652 فلسطينياً، بينما استشهد أكثر من 150 طفلاً بفعل العدوان "الإسرائيلي" على الضفة الغربية في ظل العملية العسكرية المستمرة على المخيمات الفلسطينية.