استنفرت الفرق الطبية والإسعافية الفلسطينية واللبنانية بكامل طواقمها إثر سلسلة من الانفجارات التي هزت مناطق جنوبي لبنان وضاحية بيروت الجنوبية، جراء الاختراق اللاسلكي الذي نفذه كيان الاحتلال "الإسرائيلي" وأدى إلى انفجارات متزامنة في أجهزة اتصالات لدى عناصر تابعة لـ "حزب الله" ومؤسسات لبنانية.
وساهمت الفرق الطبية والإسعافية الفلسطينية في إجلاء المصابين، في منطقة الضاحية الجنوبية ومناطق جنوب لبنان وبعلبك وبيروت، وأعلنت وحدة الإسعاف والطوارئ لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني حالة الطوارئ، مؤكدة أنها أرسلت فرقها وسيارات الإسعاف إلى مواقع الانفجار لتقديم الإسعافات الأولية ونقل الجرحى إلى المستشفيات.
وفي مدينة صيدا، استنفر مستشفى الهمشري التابع للهلال الأحمر الفلسطيني كافة طواقمه الطبية، بالتنسيق مع الصليب الأحمر اللبناني لاستقبال الجرحى، وتجاوزت أعداد الإصابات التي استقبلها المستشفى الـ 20 إصابة.
وقد رفعت المستشفى درجة جهوزيتها إلى أقصى مستوى، مستحدثة 20 مكاناً جديداً في قسم الاستقبال، لتضاف إلى القدرة الاستيعابية الحالية للمستشفى، بينما تعمل كافة الأجهزة الطبية بشكل مكثف داخل غرف الطوارئ والعمليات.
كما استقبل مستشفى بلسم في مخيم الرشيدية في صور جنوب لبنان، عدد من الإصابات إلى مشفى بلسم في مخيم الرشيدية جراء انفجار أجهزة "اللاسلكي" في مناطق عدة في لبنان، وسط دعوات في المخيمات الفلسطينية في لبنان لحملة تبرع بالدم للمشافي.
وفي مخيم برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت، شاركت فرق الإسعاف والدفاع المدني في نقل الجرحى إلى المستشفيات بعد تقديم الإسعافات الأولية في موقع الانفجار.
كذلك، قام فريق الإسعاف الأولي التابع لجمعية الشفاء للخدمات الطبية بنقل عشرات الإصابات في مناطق بيروت والجنوب، وفي منطقة البقاع إلى المستشفيات، حيث قدمت الفرق الإسعافات العاجلة للحالات الطارئة في ظل متابعة ميدانية حثيثة.
وأعلن وزير الصحة اللبناني استشهاد 9 أشخاص، بينهم طفلة، وإصابة نحو 2750 آخرين، جراء انفجار أجهزة اتصال لاسلكية كانوا يستخدمونها.
ووجه الوزير نداءً إلى كافة المستشفيات اللبنانية بضرورة استقبال المصابين جميعهم، فيما أشار الدفاع المدني اللبناني إلى أن مستشفيات الجنوب قد تجاوزت قدرتها الاستيعابية، مما استدعى نقل الجرحى إلى خارج المحافظة لتلقي العلاج.
وأصدرت وزارة الصحة العامة بياناً عبر مركز عمليات طوارئ الصحة العامة، أكدت فيه توافد أعداد كبيرة من المصابين إلى المستشفيات اللبنانية.
وكشفت المعلومات الأولية أن الإصابات ناجمة عن تفجير أجهزة اتصال لاسلكية كانت بحوزة المصابين، وطالبت الوزارة جميع المستشفيات، خاصة تلك القريبة من مواقع الأحداث، برفع مستوى استعداداتها لتلبية الاحتياجات الطارئة.
كما ناشدت المواطنين والسكان الابتعاد عن أجهزة الاتصال اللاسلكية التي يمتلكونها حتى تتبين ملابسات ما حدث.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن تفجيراً تم باستخدام تقنية عالية استهدف نظام (pagers) المحمول باليد، مما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات، وتواصل فرق الإسعاف جهودها لنقل المصابين إلى المستشفيات في أسرع وقت ممكن.
من جهتها، دعت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان أبناء الشعب الفلسطيني للتوجه إلى المستشفيات وبنوك الدم للتبرع، وذلك في ظل الحاجة الملحة لإنقاذ الجرحى الذين سقطوا جراء التفجير الذي استهدف أجهزة النداء اللاسلكية.
وفي بيان لها، أدانت الهيئة العملية الجبانة والإجرامية التي نفذها العدو الصهيوني، والتي أدت إلى وقوع عدد كبير من الجرحى والمصابين.
ووصفت الهيئة التفجير بأنه استهداف مباشر للمقاومة والعاملين في المؤسسات الصحية والمدنية، مؤكدة على ضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية.
وطالبت الهيئة جميع المؤسسات التجارية والمدنية والصحية في المخيمات الفلسطينية التي تستخدم هذه الأجهزة بالتوقف عن استعمالها مؤقتاً، والابتعاد بها عن المراكز والمنازل حتى تتضح تفاصيل هذا الهجوم من قبل الجهات الرسمية اللبنانية.