فلسطين المحتلة - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، انطلقت حملة "كوني وعد الشمس" بالشراكة بين مؤسسة جفرا للإغاثة والتنمية الشبابية، وملتقى الفتاة التقدميّة في قطاع غزة، و ترمي الحملة لتمكين المرأة الفلسطينية وتعزيز دورها وحقها في مشاركة الرجل على كافة الأصعدة السياسية والثقافية والاجتماعية والنضالية.
وزّع المشرفون على الحملة، بوسترات في شوارع قطاع غزة، وعلقوها أيضاً على الجدران في المخيّمات والمدن، وعلى أبواب مؤسسات ومدارس ومنها التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وداخل المطاعم.
شملت الحملة أيضاً مواقع التواصل الاجتماعي، عبر إطلاق وسم يحمل عنوان الحملة #كوني_وعد_الشمس، تناول الكثيرون من خلاله، الحديث حول قضايا المرأة وشاركوا تسجيلات مصورة ومعايدات لنساء فلسطين، تقديراً لهنّ في يومهنّ من خلال "فيس بوك، تويتر، انستجرام، سنابشات."
تقول فداء حنيدق، منسقة الملتقى لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إنّ الحملة عملت على ترك بصمة بصرية، تجذب انتباه أكبر عدد ممكن، مُضيفةً أنّ الحملة ستتوّج بعمل جماهيري يتناسب مع نجاحها، في إحدى مناطق القطاع.
حول فكرة التسجيل المصوّر الذي عملت عليه الحملة، تقول حنيدق إنّ الفكرة جاءت من منطلق التعريف برائدات فلسطينيات متفوقات في مجالهن من كافة المناطق، داخل فلسطين ومخيّمات اللجوء الفلسطينية، والمدن في قطاع غزة والمناطق المحتلة وخارج فلسطين، ليُعبّرن عن التفاؤل والأمل، بأنّ المرأة قادرة على أن تكون ما تريد، متحديةً الاحتلال والحصار والظروف المجتمعية.
تضمّنت التسجيلات تنوّعاً في اختيار السيدات، إذ اشتملت على اختيار المناضلة ليلى خالد التي قامت بعملية فدائية باختطاف طائرة أمريكية عام 1969، والأسيرة المحررة خالدة جرار النائبة في المجلس التشريعي، والمدربة الرياضية كناريا الزعانين لتمثّل السيدة الرياضية، والسيدة الحقوقية هالة القيشاوي العاملة بمؤسسة الضمير لحقوق الإنسان، وأخرى مصابة بالسرطان عن جمعية العون والأمل لمرضى السرطان، والناشطة الحقوقية صمود سعدات.
شملت التسجيلات كذلك، المناضلة أم الأسرى أم جبر وشاح، التي قضى نجلها جبر سنوات في سجون الاحتلال، ولم تكن أمه وحده في فترة سجنه، بل كانت تزور كل أسير لا تتمكّن عائلته من زيارته، بالإضافة لأول صيادة في فلسطين المحتلة مادلين كُلّاب، وهي أصغر صيادة في العالم، وغادة منسي التي فازت بجائزة في تخصصها الهندسة الصناعية.
والفنانة الفلسطينية ريم تلحمي من الأراضي المحتلة، وأخريات خارج قطاع غزة، وكان من الصعب الوصول إليهن لضمّهن للتسجيل بحكم البعد الجغرافي وعدم القدرة على الانتقال، فاعتمد الفريق القائم على الحملة، على العلاقات والاتصال الإلكتروني للتمكّن من إنجاح مشاركتهن في التسجيل المصوّر.
يُعتبر دور المرأة الفلسطينية، معقداً بشكل أكبر من المجتمعات الأخرى، كونها تُعايش الاحتلال بشكلٍ يومي، فلا يقتصر الاضطهاد المُعرّضة له على مجتمعها فقط، بل يمتد لانتهاك الاحتلال لحقوقها يومياً كبقيّة الشعب الفلسطيني، فالتحقت المرأة الفلسطينية في صفوف النضال منذ بدء الاحتلال للأرض الفلسطينية، وشكّلت حماية في كثير من الأحيان لأبنائها وزوجها أو أشقائها وغيرهم، من بطش الاحتلال، وكانت ولا تزال المرأة الفلسطينية داعماً لأسرتها، إن كان اجتماعياً أو اقتصادياً أو ثقافياً أو غير ذلك، ولطالما شكّلت جزءاً أساسياً من المجتمعات الزراعية في فلسطين المحتلة، وعلى طيلة سنوات النضال الفلسطيني، كانت الشهيدة والأسيرة وانخرطت في العمل السياسي والمشاركة في الأحزاب السياسية، ونفّذت العمليات الفدائية، واستطاعت الحفاظ على الهوية الفلسطينية.
يُشار إلى أنّ مؤسسة جفرا المشاركة في الحملة، هي مؤسسة للإغاثة والتنمية الشبابية تعمل على تخفيف المعاناة الإنسانية في حالات الطوارئ والكوارث، وتُساهم في رفع مستوى المعيشة داخل مخيمات اللجوء الفلسطينية في سورية، وتقوم على تفعيل شرائح المجتمع المختلفة من خلال مشاريع وأنشطة هادفة.
أما ملتقى الفتاة التقدميّة، هو ملتقىً ديمقراطي يهتم بقضايا الفتيات، لتحريرهن من القيود الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والعمل على بناء شخصيتهن.
يُذكر أن يوم المرأة العالمي جاء عقب عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في باريس عام 1945، والذي يتكون من المنظمات الرديفة للأحزاب الشيوعية، والمؤتمر عُقد في ذكرى تظاهرات و اضرابات النساء العاملات، التي حدثت في الولايات المتحدة، حين خرجت آلاف النساء في شوارع مدينة نيويورك الأمريكية احتجاجاً على الظروف اللاإنسانية، التي كُنّ يُجبرن على العمل فيها، وتدخّلت الشرطة بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات.
#كوني_وعد_الشمس