اقتحمت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" منذ صباح اليوم الأحد 22 أيلول/ سبتمبر، عدداً من البلدات والقرى ومخيمات اللاجئين في أنحاء متفرقة من محافظات الضفة الغربية، واعتقلت 10 فلسطينيين على الأقل، في الوقت الذي أصيب فيه عدد آخر من الفلسطينيين بينهم أطفال برصاص الاحتلال الحي في رام الله ونابلس جراء اندلاع مواجهات محتدمة بين قواته وشبان فلسطينيين، وذلك في وقت واصلت فيه عصابات المستوطنين اعتداءتها على ممتلكات الفلسطينيين ووضع اليد على أراضيهم بقوة السلاح.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير في بيان مشترك أن عمليات الاعتقال داخل بلدات ومخيمات الضفة الغربية تركزت في: قلقيلية، بيت لحم، طولكرم، رام الله، الخليل، وطوباس.
وأكد البيان أن قوات الاحتلال واصلت تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة خلال حملات الاعتقال، واعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل الفلسطينيين.
وفي مدينة نابلس أصيب ثلاثة فلسطينيين بالرصاص الحي بينهم طفلان، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال التي اقتحمت البلدة القديمة بواسطة قوات خاصة "مستعربين" داهموا منطقة المسلماني في البلدة القديمة، وسط إطلاق للقنابل الدخانية والصوت باتجاه الفلسطينيين، ووصول المزيد من التعزيزات من قوات الاحتلال.
ولاحقاً، وقالت وزارة الصحة: إن الطواقم الطبية في مستشفى رفيديا الحكومي تتعامل مع خمس إصابات جراء عدوان الاحتلال على نابلس، جميعها بحالة مستقرة
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا": "إن مواجهات عنيفة اندلعت في المكان، ما أدى لإصابة طفلين (15، و17 عاما) بالرصاص الحي في القدم، وشاب (27 عاما) في الظهر".
وفي مدينة رام الله، أصيب شاب فلسطيني بالرصاص الحي في القدم، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال التي اقتحمت وسط المدينة وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز السام بكثافة على دوار المنارة والشوارع المحيطة بوسط المدينة.
واقتحم جيش الاحتلال "الإسرائيلي" مخيم الجلزون للاجئين الفلسطينيين شمال المدينة وأطلق قنابل الغاز داخل مدرسة تابعة لوكالة "أونروا".
وفي مدينة بيت لحم، أصيب شاب فلسطيني في القدم، الليلة الماضية، برصاص قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، في منطقة واد الحمص شمال شرق المدينة.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن طواقمها نقلت إصابة بالرصاص الحي في القدم في منطقة واد الحمص، إلى المستشفى لتلقي العلاج.
واعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيين اثنين من قرية حوسان غرباً، و من حرملة شرقاً بعد مداهمة منزليهما.
وفي مدينة طولكرم، اقتحمت آليات وقوات الاحتلال، بلدة عنبتا شرق المدينة من جهة حاجز عناب العسكري، وجابت شوارعها وأحياءها، وتمركزت في محيط مدارس البنات، وحارات الدوار والعورتاتي والبستان ومنطقة الحاووز.
قوات الاحتلال داهمت أيضاً عددا من منازل الفلسطينيين وأجرت عملية تفتيش واسعة داخلها وخربت محتوياتها، دون أن يبلغ عن اعتقالات.
وعلاوة على ذلك دهم الاحتلال بلدة حجة شرق قلقيلية وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال بعدة آليات عسكرية اقتحمت حجة، وداهمت محال تجارية.
وفي مدينة الخليل، اعتقل جنود الاحتلال فلسطينياً من بلدة يطا جنوبي المدينة بعد مداهمة منزله، كما فتشت عدة منازل بالبلدة وعبثت بمحتوياتها.
ولا زالت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" تشدد اجراءاتها العسكرية على مداخل المخيمات والتنكيل بالفلسطينيين، وأغلقت البوابات الحديدية، ومداخل البلدات ومدينة الخليل، وأعاقت حركة السكان.
وذكر أن جيش الاحتلال اعتقل من أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني من مدن وبلدات الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، منذ بدء حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة والعدوان الشامل على الفلسطينيين شمالي الضفة.
وواصل مستوطنون لليوم الـ12 على التوالي، أعمال التجريف والتوسعة في الجبل الشامي وجبل الرأس بقرية أم صفا، شمال رام الله.
وقال رئيس مجلس قروي أم صفا، مروان صباح لوكالات الأنباء: إن أعمال الحفر متواصلة، فيما أقام المستوطنون خياماً ومنعوا الاقتراب من المنطقة، ولفت إلى أن الجيش متواجد على مدار الساعة لتوفير الحماية للمستوطنين.
وأشار صباح إلى أن "المنطقة المستهدفة تبلغ مساحتها نحو 500 دونم، وأن المستوطنين قاموا بعمليات التجريف ونصب الخيام تحت حماية الجيش ".
وبيّن أن "سلطات الاحتلال سبق أن صادرت نحو 4 آلاف دونم من أراضي القرية، على مدار عدة سنوات، وبذرائع مختلفة"، لافتاً إلى أن "القرية مصنفة ج حسب تصنيفات اتفاق أوسلو".
وناشد صباح بتدخل دولي لمنع المستوطنين من مصادرة الأراضي والاستيلاء عليها، وتنفيذ مخططهم بإقامة بؤرة استيطانية جديدة.
وأقام عشرات المستوطنين بعد منتصف الليلة الماضية وحتى ساعات الصباح الأولى من اليوم الأحد، حفلاً غنائيا في قرية عرب المليحات في المعرجات شمال غرب أريحا، بعد اقتحامه بحماية مشددة من قبل قوات الاحتلال "الإسرائيلي".