أوضحت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في تقرير أصدرته أمس الأربعاء 26 أيلول/ سبتمبر، الخطوات التي اتخذتها ضمن إطار الاستجابة الطارئة لأزمة النزوح جراء العدوان "الإسرائيلي" الموسع والمتصاعد على لبنان والمتواصل منذ الاثنين الفائت 23 أيلول/ سبتمبر.
وبيّنت "أونروا" أنّ العديد من الفلسطينيين أجبروا على النزوح من مناطق الجنوب اللبناني، ولا سيما من تجمعات في مناطق عدلون، أنصارية، الزهرية، والنبطية، نحو مدينة صيدا والمخيمات الشمالية.
وقد شهدت مخيمات برج الشمالي، الرشيدية، والبص في منطقة صور، تدفقاً إضافياً للنازحين الفلسطينيين، بينما اتجه آخرون إلى وادي البقاع الذي شهد أيضاً غارات جوية مكثفة بالقرب من بعلبك، بحسب تقرير الوكالة.
وفي إطار استجابتها لتفاقم الأوضاع الإنسانية، أعلنت "أونروا" عن تفعيل خطة الاستجابة الطارئة في 24 أيلول/ سبتمبر، وقامت بفتح ثلاثة ملاجئ طارئة لاستقبال النازحين.
وشملت الملاجئ مركز تدريب سبلين في صيدا الذي يتسع لـ 1,400 شخص، ومدرسة طوباس في مخيم نهر البارد التي تستوعب حتى 774 نازحاً، بالإضافة إلى مدرسة نابلس في صيدا التي افتتحت في 25 أيلول/سبتمبر بالتعاون مع بلدية المدينة.
اقرأ/ي أيضاً: خطة طوارئ ومبادرات في مخيم نهر البارد شمالي لبنان لاستقبال النازحين
وقدمت "أونروا" المساعدات الأساسية، بما في ذلك المراتب، الأطعمة الجاهزة، والمياه، وتسجيل النازحين لتسهيل الإشراف على توزيع المساعدات، حسبما قالت في تقريرها.
وحتى تاريخ 26 ايلول/ سبتمبر، استقبلت ملاجئ "أونروا" مئات العائلات، معظمهم من المواطنين اللبنانيين واللاجئين السوريين، إلى جانب نسبة من الفلسطينيين من لبنان وسوريا، فيما بلغ عدد النازحين المسجلين في الملاجئ حوالي 490 شخصاً، مع استمرار ارتفاع الأعداد بشكل يومي.
البنية التحتية والتحديات الخدمية
وقالت "أونروا": إنّ بعض منشآتها لبنان تعرضت لأضرار نتيجة الغارات الجوية، حيث أصيبت مدرستان تابعتان للوكالة، مدرسة القسطل في بعلبك ومدرسة المنصورة في صور، بأضرار طفيفة، وقد بدأت الوكالة أعمال الإصلاح حسب ما تسمح به الظروف الأمنية.
وأشارت الوكالة في تقريرها، إلى أنّ جميع شبكات المياه في المخيمات تعمل حالياً، ما يضمن إمدادات المياه الكافية للسكان.
كما أعلنت الوكالة عن تفعيل برامج إضافية للصرف الصحي والنظافة في الملاجئ، وفي هذا الإطار، جرى تجهيز الملاجئ بوحدات إضافية من المراحيض و "دشّات" الاستحمام، مع تزويدها بوحدات إضاءة تعمل بالطاقة الشمسية وخزانات وقود.
وأصافت "أونروا": إنّه في مخيمي الرشيدية والبص للاجئين الفلسطينيين، يتم جمع النفايات الصلبة في منصات مخصصة داخل المخيمات.
وفي الوقت ذاته، واجهت بعض المخيمات مثل مخيم برج الشمالي تحديات في إدارة النفايات الصلبة بسبب الوضع الأمني المتدهور، ما دفع "أونروا" للنظر في استئجار قطعة أرض مجاورة لتسهيل عمليات إدارة النفايات، حسبما أوضحت في تقريرها.
الخدمات الصحية والاستجابة الطارئة
وعلى صعيد الخدمات الصحية، أكدت "أونروا" جاهزية فرقها الطبية في جميع مرافقها، حيث تستمر بتقديم الرعاية للجرحى والمرضى، وتفعيل استجابة الطوارئ للاستشفاء لتغطية المدنيين الجرحى، بما في ذلك اللاجئون الفلسطينيون الذين أصيبوا في مناطق جنوبي لبنان.
كما تواجه الوكالة تحديات تتعلق بمرضى غسيل الكلى، حيث جرى إحالة بعض المرضى للإقامة في ملجأ الطوارئ في صيدا لتسهيل العلاج.
وفي إطار الوضع الصحي، لفتت الوكالة إلى أنّه تم الإبلاغ عن دخول اثنين من اللاجئين الفلسطينيين (أحدهم فلسطيني من سوريا والآخر فلسطيني من لبنان) إلى المستشفى بسبب إصابات تعرضوا لها في منطقة صور.
إلى جانب ذلك، تواصل "أونروا" جهودها في حماية الأطفال النازحين، إذ تم تسجيل حالات لأطفال فلسطينيين غير مصحوبين بذويهم، حيث تم إحالة هؤلاء الأطفال إلى شركاء الحماية لضمان سلامتهم وتقديم الدعم اللازم لهم.
مخزون الإمدادات والتنسيق مع الشركاء الدوليين
وفيما يخص مخزون الإمدادات اللوجستية، قالت الوكالة: إنّه جرى تأمين الاحتياجات الضرورية للنازحين، وقامت "أونروا" بتخزين الإمدادات في ستة مواقع مختلفة في جميع أنحاء لبنان.
وتشمل هذه الإمدادات طعاماً جاهزاً للأكل، مياه شرب، مراتب، لوازم تنظيف، وإمدادات صحية، فيما يجري التنسيق مع المنظمة الدولية للهجرة لشراء وتوزيع المزيد من السلع بناءً على الاحتياجات الملحة.
ولفتت "أونروا" إلى أن الامدادات المعدة مسبقاً لديها تشمل خمسة آلاف طرد غذائي جاهز للأكل، و3500 طرد غذائي جاف قياسي، ومياه شرب، ومراتب ووسائد، ولوازم تنظيف، ومستلزمات نظافة، ومستلزمات إسعافات أولية، وحوالي 700 طن من الدقيق جاهزة للاستهلاك.
وأضافت الوكالة: يجري التنسيق مع الشركاء لشراء جميع المواد الضرورية بناءً على الاحتياجات المحددة. ويجري حاليًا إنشاء جهد مشترك لشراء المواد مع المنظمة الدولية للهجرة، والتي ستوفر السلع لملاجئ الطوارئ التابعة للوكالة عند الطلب.