تسعى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إلى تأمين المبالغ اللازمة لها لسد "عجز مالي تعاني منه" قبل حلول تشرين الأول/ أكتوبر، والذي من دون الحصول عليه "سينفد ما لدى الوكالة من تمويل" مع تضاعف التزاماتها تجاه مجتمع اللاجئين الفلسطينيين في ظل العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة ولبنان، في وقت لا تزال فيه "أونروا تواجه محاولات التشويه التي يشنها عليها الاحتلال "الإسرائيلي" أمام الدول المانحة.
وعبّر المستشار الإعلامي لوكالة "أونروا" عدنان أبو حسنة عن مخاوف لدى الوكالة بنفاد التمويل الموجود لدى الوكالة مع حلول شهر تشرين الأول/ أكتوبر منتصف الأسبوع المقبل.
وأكد أن تأثير العجز المالي الذي تعاني منه "أونروا" وسط هذه تحديات تتعلق بالهجوم "الإسرائيلي" عليها والحرب في غزة ولبنان، :سيكون واضحاً بعد حلول شهر أكتوبر القادم إذا لم تلتزم الدول المانحة بتعهداتها في الوقت المحدد زمنياً".
وقال أبو حسنة لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن قدرة "أونروا" وبرامجها على تقديم الخدمات داخل أقاليم سوريا ولبنان والأردن سوف تتأثر بشكل بالغ، ما لم تحصل على المبالغ التي التزمت بها الدول المانحة، لا سيما أنها لا زالت بحاجة 20 مليون دولار لتغطية مصاريف التوزيعات النقدية، مشيراً إلى أن الوكالة لن تتوقف وستواصل تقديم هذه المساعدات.
وأضاف أبو حسنة: إن الوكالة أطلقت مناشدة بتوفير مليار و 200 مليون دولار بصورة عاجلة لمواجهة العجز المالي الذي تواجهه، وإنها تقوم بتحركات على مستويات متعددة مع الدول المانحة التقليدية وغير التقليدية سواء العربية أو الأوروبية من أجل توفير التمويل.
مساع لتغطية العجز المالي قبل أكتوبر
وأوضح المستشار الإعلامي لوكالة "أونروا" أن مساعيهم الحالية تنصب في حث الدول المانحة على الالتزام بمواعيد تقديم تعهداتها التي أعلنت عنها سابقاً، أو جلب تعهدات جديدة من أجل تغطية هذا العجز سواء بالنسبة لميزانية البرامج أو بالنسبة لنداء الطوارئ المقدر بمليار و200 مليون والذي تمت تغطية 28% منه.
وأضاف: أن تحركات "أونروا" لتغطية العجز المالي تأتي أيضاً على صعيد التبرعات الفردية أو المؤسسات أو إيجاد دول مانحة جديدة لاسيما في ظل تعقد أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مع تصاعد الهجوم "الإسرائيلي".
الوضع الراهن في لبنان يثقل كاهل "أونروا"
وأشار أبو حسنة إلى أن الوضع في لبنان بالنسبة للاجئين الفلسطينيين صعب للغاية هناك مع وجود مئات آلاف من الفلسطينيين 90% منهم تحت الفقر وهو ما يشكل ضغطاً كبيراً في عمل وكالة "أونروا" لا سيما مع تصاعد الهجمات "الإسرائيلية" وما تخلقه من أزمات نزوح وأخرى لها علاقة بمجال الإغاثة والصحة.
وأوضح أن الوكالة افتتحت 6 مراكز لإيواء النازحين 70 % منهم من اللبنانيين والسوريين و25 % من الفلسطينيين، مؤكداً على حاجة "أونروا" إلى الدعم الكبير كما بقية المنظمات الأممية في لبنان لمواجهة موجة النزوح الهائلة والتدمير لاسيما في حال حدث اجتياح بري، حيث ستكون هناك موجات نزوح أكبر مما يزيد الأمور تعقيداً، وعبّر: "إجمالاً ما يشهده لبنان يزيد من الأعباء على الأونروا".
أهمية بالغة للدعم في الوقت الراهن
وكانت قد حصلت وكالة "أونروا" مؤخراً على عزم من المجتمع الدولي لحمايتها والحفاظ على الدور الذي فوضت من أجله لخدمة ملايين اللاجئين الفلسطينيين في الأقاليم الخمسة ولا سيما في قطاع غزة ولبنان الإقليمين اللذبين يتعرضان لعدوان "إسرائيلي" غير مسبوق.
وذلك خلال اجتماع عقد الخميس 26 أيلول/ سبتمبر على هامش أعمال الدورة الـ"79" للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وترأسته الأردن والسويد.
في هذا الإطار، يؤكد المستشار الإعلامي لوكالة "أونروا" عدنان أبو حسنة لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أن دعم المجتمع الدولي مهم جداً كونه لناحيتين، الأولى وهي الدعم المالي الذي يمكنهم من تقديم الخدمات لملايين اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان والأردن وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها شرقي القدس.
ومن ناحية ثانية فإن الدعم السياسي مهم جداً في ظل الهجمة "الإسرائيلية" المتصاعدة على الوكالة، والتي تهدف إلى إفراغ الوكالة من شرعيتها، "لا سيما بعد تمرير إسرائيل قراراً في الكنيست لوسم الأونروا بالإرهاب" وفق أبو حسنة.
لافتاً إلى أنه لم يحصل في تاريخ الأمم المتحدة أن يتم وصف منظمة أممية كبرى بهذا الوصف، و"هو أمر خطير للغاية وستكون له تبعات غير مسبوقة".