أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الأحد 29 أيلول/ سبتمبر، أن الأسرى الفلسطينيين في سجن النقب الصحراوي يعانون أوضاعا مأساوية جراء العقوبات الانتقامية التي تفرضها إدارة السجون "الإسرائيلية" عليهم منذ عام حيث تتعمد تجويع المعتقلين، وإهمال علاجهم، بهدف تعذيبهم، وقتلهم ببطء.
وكشفت هيئة الأسرى عن حالة أحد الأسرى الفلسطينيين الذي يقبع في سجن "النقب" وهو جهاد إبراهيم ناصر ( 26 عامًا) من مخيم قلنديا شمالي مدينة القدس، والذي يعانى من إصابة متطورة ومتقدمة بمرض (سكابيوس- الجرب)، الذي انتشر في جسده.
وأوضحت الهيئة نقلاً عن محامي الأسرى أن جسد المعتقل ناصر أصبح جافاً ومقشراً بشكل كامل، وانتشرت الدمامل والالتهابات في كل أنحاء جسمه، الى جانب معاناته من آلام شديدة منعته من تحريك أطرافه.
وقالت: إن ناصر لا يستطيع رفع يده أو كتفه، ولم يتمكن من النوم والأكل والاستحمام لأيام كثيرة، ورغم ذلك لم يُقدم للأسير أي علاج، ولا حتى حبة مسكن وسط إهمال طبي متعمد تمارسه إدارة السجون.
وبحسب هيئة شؤون الأسرى، فقد اعتقل الفلسطيني جهاد ناصر اعتقل في الأول من كانون الأول عام 2021 وصدر حكم بحقه بالسجن لمدة 4 سنوات.
موضوع ذو صلة: مخاطر على حياة الأسرى القصّر جراء تفشي مرض "السكابيوس" في سجون الاحتلال
وسلط بيان هيئة الأسرى الضوء أيضاً على المعتقل إبراهيم سعيد سالم (39 عامًا)، من مخيم العين بمدينة نابلس، فقد تم أخذ "خزعة" من لسانه، قبل حرب الإبادة على غزة بشهرين، نتيجة التهابات شديدة عانى منها في الفم والحلق، وكانت نتيجة الفحوصات بأنه لا يعاني من سرطان، أو مرض خطير، لكن لم يتم تشخيص المرض، ومنع بعدها من مراجعة العيادة، بسبب الإجراءات الانتقامية، التي فرضت على المعتقلين بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
ويعاني سالم اليوم من مرض "سكابيوس" الجلدي، الذي تفاقم بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وهو يطالب بالعلاج لكن دون جدوى ووصف المعتقل الأوضاع بالقاسية جدً، في ظل الاعتداءات المتنوعة والمتكررة، التي ترتكب بحقهم بشكل ممنهج.
ولفت الأسير في شهادته لمحامي الأسرى إلى أن إدارة السجون تتعمد التجويع الجماعي بحقهم، ما أدى الى انخفاض أوزانهم، فأصبحوا كالهياكل العظمية، وغالبيتهم يعانون من الهزل، والإرهاق. وكان سالم اعتقل بتاريخ 15/01/2008، وصدر بحقه حكم بالسجن مدة 26 عامًا.
وتؤكد هيئة شؤون الأسرى من خلال زيارة سجن "النقب" أن إدارة السجن ترتكب بحق الأسرى الفلسطينيين حرباُ نفسية وجسدية، ضاربة بعرض الحائط كل المواثيق الدولية والإنسانية، مشيرة إلة أن الأسرى الفلسطينيين يتعرضون بشكل مستمر للضرب والإهانات من قبل السجانين، كما يواجهون الإهمال الطب المتعمد ي بحقهم، فلا علاج ولا فحوصات تقدم لهم.
وأضافت الهيئة أن هناك انتشاراً واسع للأمراض الجلدية، نظرا لغياب أدنى مقومات النظافة ونقص في الملابس، كما أن الطعام المقدم سيء كماً ونوعاً، والوجبة المقدمة لا تكفي لمعتقل واحد، ونتيجة لذلك فقد العديد من الأسرى عشرات الكيلوغرامات من أوزانهم.
وطالبت الهيئة بضرورة التحرك الفوري وعلى أعلى المستويات الدولية والإقليمية، نطراً لخطورة ممارسات الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين، والعمل على إلزام كيان الاحتلال باحترام وتنفيذ أحكام القانون الدولي.