حذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة جينيف السويسرية أمس الاثنين، من تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة بعد قرابة عام من الحرب، واصفاً القطاع بأنه "غير صالح للعيش" حيث يعاني السكان من الأمراض والجوع والموت.
كما أشار إلى "مأساة صامتة" تتكشف في الضفة الغربية بفعل العمليات "الإسرائيلية"، والتحديات التي تواجه "أونروا" في لبنان في ظل تصاعد العدوان "الإسرائيلي" كما تحدث عن حملة التشهير "الإسرائيلية" المستمرة ضد الوكالة ومخاطرها، وتطرق إلى قضية الأستاذ الشهيد فتح شريف، بالإضافة إلى العجز المالي المتزايد الذي يهدد قدرتها على مواصلة تقديم الخدمات.
وخلال المؤتمر، أكد المفوض العام، فيليب لازاريني، أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تفاقمت إلى حد كارثي بعد ما يقرب من عام على اندلاع الحرب، مشيراً إلى أن القطاع أصبح "غير صالح للعيش".
وأوضح أن سكان غزة يعيشون في ظل أوضاع مأساوية حيث تملأ "جبال القمامة" ومياه الصرف الصحي الشوارع، ويتنقل السكان دائما بحثًا عن الأمان الذي لم يجدوه أبدًا، مشددًا على أن 90% من سكان القطاع محاصرون في 10% فقط من الأرض المتاحة.
وتحدث لازاريني عن الأثر الكبير للحرب على الأطفال الذين يمثلون نصف سكان غزة، مبينًا أنهم يعيشون تجربة قاسية ومستدامة، ما أفقدهم الأمل في مستقبل أفضل. وأكد ضرورة إعطاء الأولوية للتعليم، موضحًا أن الأونروا، ورغم الظروف الصعبة، بدأت إعادة بعض الأطفال إلى بيئة تعليمية. وأشار إلى أن التعليم ظل أحد أهم الأصول التي لم تُنتزع من الفلسطينيين رغم كل التحديات.
الأوضاع في الضفة الغربية ولبنان
وسلط لازاريني الضوء على ما أسماه "مأساة صامتة" تتكشف في الضفة الغربية، حيث دمرت العمليات الأمنية "الإسرائيلية" البنية التحتية العامة، مما أدى إلى فرض "عقاب جماعي" على السكان.
وفيما يتعلق بلبنان، أشار إلى أن الأونروا توفر المأوى لـ 3500 شخص في تسعة مواقع مختلفة، من بينهم لبنانيون وسوريون وفلسطينيون.
وفي سياق استعراض دور الوكالة في لبنان، تلقى المفوض العام أسئلة حول قضية موظف "أونروا" السابق الأستاذ الشهيد "فتح شريف" الذي أفادت التقارير بارتباطه بحركة (حماس) وجرى اغتياله في غارة "إسرائيلية" على مخيم البص أمس الاثنين 30 أيلول/ سبتمبر.
وأوضح لازاريني أن "أونروا" اتخذت إجراءات فورية بتعليق عمله دون أجر منذ آذار/ مارس الماضي، وأنها في انتظار التحقيق، مضيفاً أن الاتهامات ضده كانت تتعلق بدوره في القيادة المحلية لحماس، ولكنه لم يجر وصفه "قائداً" إلا في وقت قريب.
حملات التشهير واستهداف الوكالة تهدف إلى تجريد اللاجئين الفلسطينيين من وضعهم
وتناول المفوض العام الهجمات المستمرة التي تتعرض لها "أونروا" من قبل كيان الاحتلال "الإسرائيلي"، موضحاً أن 223 من موظفي الوكالة قُتلوا حتى الآن، كما تضرر أو دُمر ثلثا منشآتها في غزة.
وأعرب لازاريني عن استيائه من مشروع قانون مطروح في الكنيست "الإسرائيلي" يهدف إلى طرد "أونروا" من مقرها في القدس "الشرقية" ورفع امتيازاتها، بالإضافة إلى وصفها بأنها "منظمة إرهابية"، وأكد لازاريني أن مثل هذه التصرفات ستشكل سابقة خطيرة من شأنها إضعاف نظام الأمم المتحدة المتعدد الأطراف.
وأكد لازاريني أن الهجمات على "أونروا" لا علاقة لها بمسألة الحياد، بل تهدف إلى تجريد الفلسطينيين من وضعهم كلاجئين. واعتبر أن إلغاء "أونروا" لن يحل قضايا اللاجئين، مثل حق العودة، الذي نص عليه قرار الأمم المتحدة رقم 194.
ودعا الدول الأعضاء إلى حماية دور الوكالة في مرحلة الانتقال في غزة، مشدداً على أن "أونروا" هي الوحيدة القادرة على توفير التعليم لمئات الآلاف من الأطفال في القطاع.
وأشار لازاريني في المؤتمر، إلى الأزمة المالية التي تعانيها "أونروا" وحذر لازاريني من عجز كبير تواجهه الوكالة بين الآن ونهاية العام، مشيراً إلى أن بعض الدول المانحة تستعد للدخول في ميزانية تقشف في عام 2025، مما يزيد قتامة التوقعات المالية للوكالة.