يواجه سكان مخيم برج الشمالي للاجئين الفلسطينيين في مدينة صور جنوب لبنان، أزمة إنسانية متفاقمة نتيجة الحرب العدوانية التي يشنها الاحتلال "الإسرائيلي" على لبنان منذ 23 أيلول/سبتمبر، حسبما رصد بوابة اللاجئين الفلسطينيين.
وخلال الأيام القليلة الفائتة، أغلقت العديد من المحال التجارية في المخيم، مما أدى إلى نقص شديد في المواد الغذائية الأساسية، لا سيما الخبز. إضافة إلى ذلك، أدى قرار غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بإغلاق عياداتها الصحية داخل المخيم إلى تفاقم الوضع الصحي، ما ترك العديد من المرضى دون رعاية طبية.
مع تصاعد القصف والعدوان "الإسرائيلي"، اضطر العديد من التجار إلى إغلاق محالهم التجارية، مما أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية، وأصبح تأمين الخبز، مهمة صعبة، فيما يتحكم من تبقى من تجار في المخيم بأسعار المواد الغذائية، ما جعل من بقي من الأهالي يضطرون للاعتماد على مخزونهم الخاص الذي بدأ بالنفاد.
وعلى الجانب الصحي، أدى إغلاق عيادات "أونروا" في المخيم منذ بدء التصعيد إلى انقطاع الخدمات الطبية عن اللاجئين، مما جعل الوضع الصحي كارثياً، خاصة بالنسبة للمرضى المصابين بأمراض مزمنة وكبار السن.
ورغم دعوات اللاجئين المتكررة، لم تستجب "أونروا" حتى الآن لمطالبات إعادة فتح العيادات وتفعيل خطة الطوارئ الصحية.
ورغم أنّ اللجان الشعبية والفصائل، قد أنشأت وحدة طوارئ داخل المخيم، لمتابعة الأوضاع وتنسيق جهود مختلف الأطراف بهدف تأمين احتياجات السكان، إلا أن هناك تذمراً واسعاً بين الأهالي، حيث أشاروا إلى تقاعس بعض الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية، مؤكدين أن الكثير من هذه القيادات قد غادرت المخيم، تاركة الأهالي يواجهون الأزمة وحدهم.
اللاجئ الفلسطيني من أبناء المخيم "فتحي حماد" قال في شكوى وصلت لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّ الفصائل وضعت خططًا للمخيم، ولكنها لم تهتم بالناس الذين بقوا دون طعام أو خبز.
وأضاف: أنّ "القيادات هربت وتركت الفقراء وحدهم يعانون، فيما يستغل من تبقى من أصحاب المحال الناس، ويرفعون الأسعار لزيادة أرباحهم".
وأشار إلى أنّ الأوضاع في مخيم برج الشمالي ومخيمات صور عموماً هي الأسوأ على مستوى الأمان الغذائي والصحي، نظراً لانسحاب الوكالة واقتصار أعمالها على رفع النفايات، فيما أغلقت عياداتها، ولم تؤمن تموناً غذائياً، وحتى الفصائل لم تفعل ذلك".
من ناحية أخرى، تزايدت الشكاوى الموجهة لوكالة "أونروا" نتيجة إغلاق عيادتها الصحية في المخيم، في ظل الظروف القاسية التي يعيشها اللاجئون، ودعا العديد منهم الوكالة إلى التراجع الفوري عن قرار الإغلاق وتفعيل خطة الطوارئ الصحية.
وأصدرت اللجنة الشعبية تصريحاً مقتضباً بهذا الشأن جاء فيه: "إغلاق عيادة الأونروا قرار خاطئ، ونطالب بإعادة فتحها فوراً، ونحن نحتاج إلى خدمات طبية مستمرة، خاصة في هذه الظروف الصعبة، حيث لا يمكن ترك كبار السن والمرضى المصابين بأمراض مزمنة دون رعاية في هذه الأوقات".
يُذكر أن مخيم برج الشمالي، يضم نحو 22 ألف لاجئ فلسطيني، نزح منهم مئات العائلات إلى خارج المخيم ومراكز الإيواء خلال التصعيد الحالي، في ظل ظروف معيشية صعبة وانعدام القدرة على تأمين إيجارات منازل بديلة في مناطق آمنة.