دخلت حرب الإبادة على قطاع غزة عاماً اليوم مع حلول السابع من أكتوبر / تشرين الأول من العام الجاري، والتي خلفت خسائر بشرية ومادية ودماراً لا حدود له في أبشع عدوان بالتاريخ يمر على الشعب الفلسطيني قضى على مقومات الحياة جميعها، وشوه وجه مدينة غزة ومحافظاتها حيث رصد المكتب الإعلامي في تقرير موسع حصيلة الخرب الذي أحدثه الاحتلال إلى جانب أعداد الضحايا التي طالت أطياف المجتمع الفلسطيني بغزة.
مئات الآلاف شهداء وجرحى وضحايا لا يزال مصيرهم مجهولاً
وعقد المكتب الإعلامي الحكومي، اليوم الاثنين 7 تشرين الأول/ أكتوبر، مؤتمراً صحفياً رصد خلاله جرائم الاحتلال خلال عام كامل من عدوانه على قطاع غزة ارتكب فيه القتل والإبادة والتدمير والتهجير القسري، برعاية أميركية.
وقدر الإعلام الحكومي ضحايا العدوان خلال هذا العام وخاصة من الأطفال والنساء بأكثر من 150 ألف ضحية، بينهم أكثر من 51 ألفاً و800 شهيد ومفقود، وصل منهم إلى المستشفيات أكثر من 41 ألفاً و800 شهيد، فيما بقي أكثر من 10 آلاف شهيد تحت الأنقاض وتحت البنايات المدمرة مفقودين.
ووثق الإعلام الحكومي عدد الجرحى الذي بلغ 97 ألفاً و 199 جريحاً ومصاباً، بينما بلغ الأطفال الشهداء الذين قتلهم الاحتلال أكثر من 16 ألف طفل فلسطيني، بينهم 171 طفلاً رضيعاً ولدوا واستشهدوا خلال حرب الإبادة الجماعية، وكذلك استشهد أكثر من 11,400 امرأة فلسطينية.
كما بلغت مجازر الاحتلال خلال عام العدوان أكثر من 3 آلاف و600 مجزرة، أدت إلى إبادة 902 عائلة فلسطينية بشكل كامل ومسحها من السجل المدني، حيث استخدم الاحتلال كل أنواع الأسلحة والقنابل والصواريخ والطائرات من أجل مسح مربعات سكنية وأحياء سكنية بالكامل.
وخلال عام كامل سجل الإعلام الحكومي استهداف الاحتلال وقتله الطواقم التي تقدم الخدمات الإنسانية والحماية المدنية، حيث استشهد 85 ضابطاً من ضباط الدفاع المدني، وأكثر من 700 من رجال الشرطة الفلسطينية، كما قتل 175 صحفياً وإعلامياً في جرائم غير مبررة.
تغطية صحفية|| حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع #غزة تدخل عامها الثاني وسط تصعيد في المجازر #غزة_الآن pic.twitter.com/YY6YhmCUBN
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) October 6, 2024
وقدر تقرير الإعلام الحكومي أعداد الأسرى الذين اختطفهم الاحتلال خلال عملياته البرية في قطاع غزة بـ5 آلاف أسير اعتقلوا دونما أية أسباب، يتكبدون التعذيب الشديد، استشهد منهم داخل السجون 37 أسيراً بالصعق بالكهرباء والتعذيب النفسي والجسدي، ومن بينهم أعدم الاحتلال داخل السجون 3 أطباء ممن عُرفت أسماؤهم، وهم الطبيب عدنان البرش، والطبيب إياد الرنتيسي والطبيب زياد الدلو، فيما لا يزال مصير المئات مجهولا.
كما قتل جيش الاحتلال من الطواقم الطبية 986 طبيباً وممرضاً وكادراً صحياً، عدا عن تدمير واستهداف المرافق الصحية والمستشفيات، حيث يمنع إدخال العلاجات والأدوية، ويمنع كذلك تحويل 25 ألفاً من الجرحى والمرضى لتلقي العلاج في الخارج في ظل خطته للقضاء على المنظومة الصحية في قطاع غزة.
الطواقم التعليمية أيضاً كانت في مرمى الاستهداف المباشر حيث قتل الاحتلال 750 معلماً وموظفاً تربوياً في سلك التعليم، وأعدم 130 عالماً وأكاديمياً وأستاذاً جامعياً، كما قتل 12,700 طالب وطالبة، وحرم أكثر من 780 ألف طالب وطالبة من التعليم للعام الثاني على التوالي.
وذكر الإعلام الحكومي الخسائر المادية التي كبدها الاحتلال لقطاع غزة،و"الذي دفعه أعواماً إلى الوراء بفعل قصفه الوحشي وآلة التدمير التي لم تتوقف حتى هذه اللحظة"، حيث بلغت التكلفة الإجمالية للخسائر الأولية المباشرة قرابة خمسة وثلاثين مليار دولار.
ومن هذه القطاعات التي أحدث الاحتلال فيها خراباً واسعاً الجامعات والمدارس حيث سجل تدمير 125 جامعة ومدرسة تدميراً كلياً وأكثر من 337 جامعة ومدرسة تدميراً جزيئاً. بينما لم تسلم دور العبادة التي دمر منها 814 مسجداً بشكل كلي و3 كنائس بشكل جزئي كما اعتدى الاحتلال على المقابر التي حطم منها 19 مقبرة، بينما سرق ألفين و300 جثمان في جريمة ضد الإنسانية.
منازل الفلسطينيين ومنشآتهم كان لها النصيب الأكبر من التدمير حيث رصد تقرير الإعلام الحكومي تدمير 150 ألف وحدة سكنية تدميراً كلياً، وأكثر من 80 ألف وحدة سكنية تدميراً بليغاً، وحولها لغير صالحة للسكن، حيث ألقى هذا الاحتلال على قطاع غزة، وعلى الأحياء السكنية والأبراج السكنية أكثر من 85 ألف طن من المتفجرات وهو ما يعادل أكثر من 5 قنابل نووية.
كما رصد الإعلام الحكومي أيضاً الخراب الذي طال البنى التحتية، حيث وثق تدمير أكثر من 3 آلاف كيلومتر من أطوال شبكات الكهرباء، كما دمر أكثر من 330 ألف متر طولي من شبكات المياه، في حين دمر أكثر من 655 ألف متر طولي من شبكات الصرف الصحي، إلى جانب تدمير أكثر من 2,835 كيلو متر طولي من شبكات الطُرق والشوارع في جميع محافظات قطاع غزة.
المواقع الأثرية والتراثية أيضاً نالت نصيبها من جرائم الاحتلال، إذ دمر الاحتلال على أكثر من 200 منها خلال عام العدوان، بينما دمر أكثر من 35 منشأة وملعباً وصالة رياضية في محافظات قطاع غزة.
وخلال العدوان المستمر، تعرضت مراكز الإيواء والنزوح لهجمات شرسة من قبل الاحتلال، حيث تم قصف 187 مركزاً، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 1060 شخصًا بداخلها. كما تأثرت حياة النازحين إلى حد بعيد، حيث اهترأت أكثر من 100 ألف خيمة على مدار عام كامل من المعاناة والظلم.
وفي ظل هذه الكوارث الإنسانية، يعيش حالياً حوالي 2 مليون نازح في ظروف مأساوية للغاية، حيث تنعدم سبل العيش الكريم، وتنتشر بينهم عشرات الأمراض الخطيرة. ومن أبرز تلك الأمراض: شلل الأطفال، الكبد الوبائي الفيروسي، بالإضافة إلى الأمراض الجلدية، التنفسية والهضمية، وفقاً للتقارير الصادرة عن الإعلام الحكومي لمناسبة مرور عام على حرب الإبادة "الإسرائيلية" المتواصلة على قطاع غزة.