نشرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تقريراً، رصدت فيه بالأرقام، حجم الدمار والأزمة الإنسانية التي تعصف بقطاع غزة بعد مرور عام على الحرب "الإسرائيلية" التي بدأت في 7 تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي.
واستعرضت "أونروا" أبرز الحقائق والأرقام التي تُظهر حجم الدمار والخسائر في الأرواح والبنية التحتية، واستجابتها الإنسانية للأزمة المتفاقمة، التي دخلت عامها الثاني، مع توقعات بالمزيد من الكوارث البشرية التي يخلفها الاحتلال خلال حربه المتواصلة.
وأشارت "أونروا" إلى أنه خلال الحرب، استشهد نحو 41,700 شخص، من بينهم ما لا يقل عن 11,355 طفلًا، فيما أُجبر الاحتلال حوالي 1.9 مليون شخص على النزوح القسري، بمعدل نزوح مرة واحدة على الأقل شهرياً.
وبيّن التقرير، تضرر أو تدمير قرابة 66% من المباني في أنحاء غزة، مما أدى إلى تفاقم أزمة الإسكان، وساهم في تشريد الآلاف.
كما بينت "أونروا" حجم استهداف مؤسساتها، وقالت إنّ ما يقرب من 200 منشأة تابعة للوكالة تضررت خلال الحرب جراء تعرضها للقصف " الإسرائيلي"، فيما استشهد 563 شخصاً أثناء تواجدهم في هذه المنشآت.
واستشهد 229 موظفاً من الأمم المتحدة، ومن بين الشهداء 226 موظفاً من "أونروا"، ولجأ حوالي مليون شخص إلى منشآت "أونروا" بحثاً عن الأمان خلال حرب الإبادة، حيث تواصل الوكالة توفير المأوى والخدمات الضرورية لهؤلاء النازحين.
وعانى قطاع التعليم في غزة من أضرار جسيمة جراء استهدافه من قبل الاحتلال، حيث أُجبر 660 ألف طفل على الانقطاع عن الدراسة، نصفهم كانوا يتلقون تعليمهم في مدارس "أونروا".
وتعرضت أكثر من 85% من هذه المدارس للقصف أو الضرر، وكثير منها كانت تؤوي نازحين عند استهدافها. إضافةً إلى ذلك، تحتاج أكثر من 87% من المباني المدرسية إما لإعادة بناء كاملة أو لأعمال تأهيل كبرى.
كما تعرض القطاع الصحي لنكسات حادة، مع تسجيل أكثر من 500 هجوم على العاملين في مجال الصحة والمستشفيات، حسبما وثّق تقرير "أونروا".
كما تسببت الحرب في انخفاض نسبة التغطية بالمطاعيم الروتينية من 99% إلى أقل من 90%، فيما انتشرت الأمراض المعدية في الملاجئ، مثل التهاب الكبد A، والتهابات الجهاز التنفسي، والجرب، والطفيليات الجلدية.
وجاء في التقرير، أنّه من أصل 27 مركزاً صحياً تابعاً لـ "أونروا"، لا يزال 8 فقط يعملون، بالإضافة إلى 80 نقطة طبية، فيما تم تقديم حوالي 5.7 مليون استشارة صحية أولية منذ بدء الحرب.
وفيما يتعلق بأزمة المياه والصرف الصحي، بيّنت "أونروا" أنّ هذا القطّاع يشهد نقصاً حاداً في المياه الصالحة للشرب، حيث تعمل اثنتان فقط من أصل ثلاث محطات تحلية بشكل جزئي.
كما فقدت 70% من المياه التي يجري تزيدها عبر الشبكات بسبب الأضرار، ومع تدهور البنية التحتية، يتشارك مئات الأشخاص الحمام نفسه، وتم جمع 395 ألف طن من النفايات الصلبة دون القدرة على الوصول إلى المكبات. حسبما بيّن تقرير "أونروا".
وفيما يتعلق بالغذاء والأمن الغذائي، توقع التقرير أن يواجه 96% من سكان غزة أزمة في الأمن الغذائي، حيث يعاني الأطفال والنساء من نقص حاد في التغذية.
كما تضرر نحو 70% من الأراضي الزراعية بسبب القصف، فيما وزعت "أونروا" أكثر من 3 ملايين كيس طحين، ووفرت طرودًا غذائية لأكثر من 208 آلاف عائلة، كاستجابة لهذا الواقع الغذائي المتأزم.