حذر مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري من تصاعد نسب الفقر والجوع بين الفلسطينيين المهجرين في تلك المناطق، مشيراً إلى تسجيل حالات جوع لدى عائلات باتت عاجزة عن توفير قوت يومها، وذلك في سياق تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات الفقر لدى السكان بشكل عام، وسط استمرار حرمان "أونروا" اللاجئين الفلسطينيين هناك من معوناتها الماليّة والعينية.
وبحسب ما أشار إليه مراسلنا، فإن أحدث التقارير الصادرة عن "فريق استجابة سوريا" أظهرت مؤشرات خطيرة على أزمة مجاعة تلوح في الأفق، وبينت الأرقام، ارتفاع حد الفقر المعترف به إلى 11,218 ليرة تركية شهرياً، فيما وصل حد الفقر المدقع إلى 10,344 ليرة تركية.
أما العائلات الواقعة تحت خط الفقر من عموم سكان الشمال السوري، بلغت نحو 91.18%، في حين أن 41.05% من العائلات وصلت إلى مرحلة الجوع، ولفت مراسلنا إلى أن العائلات الفلسطينية هي الشريحة الأضعف، التي تتأثر بالانهيارات المعيشية، وتقع في قلب النسب المذكورة.
وتفاقمت الأزمة بعد تراجع نشاط العديد من المنظمات الدولية التي كانت تقدم معونات إغاثية تشمل الفلسطينيين في مناطق الشمال السوري، بينما توقف الدعم الإنساني المقدم لمخيمي دير بلوط والمحمدية منذ آب/ أغسطس الماضي، بما في ذلك توزيع الخبز والمواد الغذائية.
اقرأ/ي أيضا: أزمة إنسانية في مخيمي دير بلوط والمحمدية شمال سوريا بسبب انقطاع الدعم الإغاثي
وكانت منظمة الغذاء العالمي وغيرها من المنظمات الدولية قد خفضت دعمها للإغاثة في شمال سوريا بأكثر من 50%، مما حرم تلك المناطق من 250 ألف سلة غذائية شهرياً، وهو ما أثر إلى حد بعيد على العائلات الفقيرة، بما فيها العائلات الفلسطينية.
ويعيش نحو 1500 عائلة فلسطينية مهجرة في الشمال السوري، أكثر من 250 عائلة منهم تقيم في مخيمي دير بلوط والمحمدية. تتركز العائلات الفلسطينية بشكل رئيسي في إدلب وأريافها وريف حلب الشمالي، وتعتمد معظمها بشكل كامل على المساعدات الإنسانية، بينما لا يتجاوز دخل العاملين منهم مئة دولار شهرياً.
ورغم المطالبات المستمرة من العائلات المهجرة بتوفير المساعدات، تواصل وكالة "أونروا" والجهات الفلسطينية الرسمية تجاهل اللاجئين الفلسطينيين في هذه المناطق بحجة صعوبة الوصول، مما يفاقم معاناة الفلسطينيين المهجرين في الشمال السوري.
موضوع ذو صلة: انحسار عمل المنظمات الإغاثية في الشمال السوري ينعكس على الفلسطينيين