يعيش أهالي مخيمي دير بلوط والمحمدية في ريف حلب الشمالي شمال سوريا أوضاعاً إنسانية صعبة، بسبب انقطاع الدعم الإغاثي، حيث توقفت المساعدات الأساسية، بما في ذلك توزيع الخبز والمواد الغذائية، نتيجة تراجع عمل المنظمات الدولية في تلك المناطق.
ووفقاً لما أفاد به أحد اللاجئين الفلسطينيين القاطنين في مخيم دير بلوط، لمراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، فإن الأهالي محرومون من مادة الخبز منذ أكثر من شهر، بعدما توقفت منظمة "أنصر" المسؤولة عن توزيع الخبز عن العمل في 15 آب/ أغسطس الماضي.
وأضاف أن المنظمة التركية "آفاد" والجهات الرسمية في الشمال السوري، تخبر الأهالي بعدم تمكنهم من توفير بديل لتحمل مسؤولية توزيع الخبز لغياب الدعم للمنظمات، مما أدى إلى تفاقم الأزمة.
وأشار مراسلنا إلى أنّ الأهالي يعتمدون على تبرعات متفرقة من قبل أفراد، حيث يتم توزيع ربطة خبز لكل عائلة مرة كل يومين أو ثلاثة أيام، وهي كمية بالكاد تكفي ليوم واحد، فيما يضطر الأهالي إلى شراء الخبز من المناطق المجاورة بأسعار مرتفعة، ما يزيد الأعباء المعيشية.
تأتي هذه الأزمة في إطار تراجع شامل للدعم الدولي المقدم للمنظمات الإغاثية العاملة في شمال سوريا. ووفقاً لمراسلنا، انخفضت عمليات المنظمات الإغاثية بنسبة 80% منذ يوليو الماضي، مما أدى إلى انقطاع المساعدات الغذائية التي كانت تعتمد عليها العائلات الفلسطينية بشكل رئيسي.
وبحسب تقارير منظمات إغاثية، خفضت منظمة الغذاء العالمي وغيرها من المنظمات الدولية دعمها للإغاثة في شمال سوريا بنسبة تتجاوز 50%، ما أدى إلى حرمان هذه المناطق من 250 ألف سلة غذائية شهرياً، كانت تشكل شريان حياة للعائلات الفقيرة، بما في ذلك اللاجئون الفلسطينيون.
موضوع ذو صلة: انحسار عمل المنظمات الإغاثية في الشمال السوري ينعكس على الفلسطينيين
ويعيش نحو 1500 عائلة فلسطينية مهجّرة في الشمال السوري، أكثر من 250 عائلة منهم في مخيمي دير بلوط والمحمدية، وتتركز معظم العائلات في إدلب وأريافها وريف حلب الشمالي، وتعتمد هذه العائلات بشكل شبه كامل على المساعدات الإنسانية، فيما لا يتجاوز دخل العاملين منهم مئة دولار شهرياً، مما يزيد صعوبة الحياة اليومية.
وتواصل وكالة "أونروا" والجهات الفلسطينية الرسمية تجاهل اللاجئين الفلسطينيين في هذه المناطق، بحجة صعوبة الوصول إليها، ورغم المطالبات المستمرة من قبل العائلات المهجرة بتوفير المساعدات التي تقدمها الأهالي، وإيصالها للاجئين الفلسطينيين في مناطق الشمال السوري.