أفاد مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري، أنّه خلال شهر حزيران/ يونيو الجاري، شهد عمل المنظمات الإغاثية وغير الحكومية العاملة في مناطق الشمال، انحساراً واسعاً إلى حد كبير، ما انعكس على معيشة الكثير من العائلات، وبالأخص الفلسطينيين المهجّرين إلى تلك المناطق.
وأضاف مراسلنا، أنّ عمل المنظمات الإغاثية في الشمال تراجع بنسبة تقدّر بـ 80% مؤخراً، ويعني ذلك أنّ عشرات العائلات الفلسطينية التي كانت تستفيد من معونات إغاثية توزعها عدّة منظمات، قد انقطعت، ما يرتّب معاناة معيشية كبيرة، وخصوصاً قبيل حلول عيد الأضحى المبارك.
وأوقفت عشرات المنظمات الإنسانية في الشمال السوري مشاريعها، خلال الربع الأول من العام الجاري، وخلال شهر حزيران/ يونيو الجاري، جراء تخفيض منظمة الغذاء العالمية والأمم المتحدة دعمها لمناطق الشمال السوري، ما أثر على العديد من المؤسسات الاغاثية العاملة التي أغلقت أبوابها وسرّحت المئات من الموظفين.
وبحسب معطيات نشرتها منظمات إغاثية، فإنّ منظمة الغذاء العالمي ومنظمات دولية أخرى، خفضت دعمها لإغاثة الشمال السوري لأكثر من 50%، وحرمت تلك المناطق من 250 ألف سلة غذائية كانت تدخل شهرياً، وتستفيد منها العائلات الفقيرة، ومن ضمنها لاجئون فلسطينيون.
يأتي ذلك، في وقت تواصل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تهميشها لمئات العائلات الفلسطينية المهجّرة في مناطق شمال سوريا وإدلب، وكانت الوكالة قد تذرّعت في وقت سابق في ردها على رسالة مطلبية تقدم بها نشطاء فلسطينيون، قبل نحو عامين، أنّ الفلسطينيين في الشمال "يتلقون المساعدات كجزء من التدخل الإنساني الشامل لجميع الأشخاص المتضررين على حد سواء."
اقرأ/ي أيضاً: "أونروا": فلسطينيو شمال سوريا يتلقون معونة شركائنا وسنستكشف خيارات للمساعدة
وقالت الوكالة حينها: "تتفهم الأونروا الظروف الصعبة للغاية التي يتقاسمها الفلسطينيون مع السوريين الذين يعيشون في نفس المجتمعات، حيث أن جميع وكالات الأمم المتحدة الموجودة في سوريا غير قادرة حاليًا على الوصول المباشر والآمن إلى الشمال الغربي دون عوائق".
وتتركز العائلات الفلسطينية المهجرة في الشمال السوري، في مناطق إدلب وأريافها بواقع 700 عائلة، وريف حلب الشمالي بواقع 500 عائلة، فيما يسكن مخيم دير بلوط في ريف ناحية جنديريس نحو 250 عائلة، و70 عائلة في مدينة جنديرس نفسها، يعتمد معظمهم على المساعدات الإنسانية، فيما لا يتجاوز الدخل الشهري لمن يعمل منهم 100 دولار أمريكي شهرياَ، حسبما أكد مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين.
ويأتي ذلك بالتوازي مع إجراءات تركية، عقّدت عملية استلام التحويلات المالية للاجئين، ما زاد صعوبة أوضاعهم قبيل عيد الأضحى، وكانت السلطات التركية قد اتخذت مؤخراً إجراءات بمنع مكاتب التحويلات المالية في الشمال، وحصر عملية تحويل الأموال في مكتب البرد التركي" PTT" الأمر الذي يحرم الفلسطينيين من تحويلات أقاربهم االمالية،والتي تعتمد عليها شريحة كبيرة منهم معيشياً.
وأوضح مراسلنا، أن استخدام "PTT" سيخلق صعوبات كبيرة في استلام الأموال، نظراً لكون المكتب يمتلك فرعاً واحداً في منطقة ريف حلب الشمالي وأجهزة الصراف الآلي (ATM) التابعة له، والمتاحة في مناطق محدودة، غالباً ما تكون خارج الخدمة أو خالية من النقود.
اقرأ/ي أيضا: قرار تركي بإغلاق مكاتب الحوالات شمال سوريا يؤثر على الفلسطينيين المهجرين
وتهمّش "أونروا" والجهات الفلسطينية الرسمية ممثلة بفصائل منظمة التحرير، الفلسطينيين في الشمال السوري، منذ تهجيرهم من مخيماتهم في العام 2018، بحجة أنها "مناطق يصعب الوصول إليها" بحسب تبرير الوكالة، رغم مطالب واسعة وحملات عديدة طالبت بالالتفات إليهم وشملهم في توزيع المعونات المالية.