كشفت الأمم المتحدة أن خطر المجاعة لا يزال قائما في جميع أنحاء قطاع غزة حيث يقبع 345 ألف شخص أي 16% منهم في مرحلة الكارثة بحسب التصنيف الدولي للبراءات (الطوارئ) والذين سيواجهون جوعاً كارثياً في مقبل الأيام، لا سيما مع قدوم فصل الشتاء.
وحذرت الأمم المتحدة ضمن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" IPC من مخاوف متزايدة من احتمال حدوث هذا السيناريو الأسوأ من انتشار المجاعة في جميع أنحاء القطاع مشيرة إلى أن العدوان أدى إلى نزوح ما يقرب من مليوني شخص، وتدمير سبل العيش، وشل النظم الغذائية.
وأضافت أنه جرى وتدمير 70% من حقول المحاصيل، وتقييد العمليات الإنسانية بشدة، علاوة على انهيار الخدمات الصحية وأنظمة المياه والصرف الصحي والنظافة العامة لافتة إلى أنه استمرار انعدام الأمن الغذائي الحاد الكارثي ومستويات سوء التغذية الحاد المثيرة للقلق إذا استمر النزاع، وتم تقييد الأنشطة الإنسانية.
وبمزيد من التفصيل عرض التقرير الأممي مستويات انعدام الأمن الغذائي التي وصل لها قطاع غزة، حيث بين أنه في سبتمبر وأكتوبر 2024، تم تصنيف المنطقة بأكملها في المرحلة الرابعة من التصنيف الدولي للبراءات (الطوارئ).
وبين أن حوالي 1.84 مليون شخص يعانون في جميع أنحاء قطاع غزة من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد المصنف في المرحلة 3 من التصنيف المرحلي المتكامل (الأزمة) أو أعلى، بما في ذلك ما يقرب من 133 ألف شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الكارثي (المرحلة 5 من التصنيف الدولي للبراءات).
بالإضافة إلى 664 ألفاً في المرحلة 4 من التصنيف المرحلي المتكامل (الطوارئ) مؤكداً أن سوء التغذية الحاد وصل إلى مستويات خطيرة (المرحلة 3 من التصنيف الدولي لحالات الإصابة بسوء التغذية)، وهو أعلى بعشر مرات؛ مما كان عليه قبل تصعيد الأعمال العدائية.
وأكد التقرير أن السكان جميعهم نزحوا تقريباً عدة مرات، وغالباً ما كان ذلك تحت القصف المستمر والقصف الجوي؛ حيث إن العديد من الأسر، وخاصة الأكثر ضعفا، غير قادرة على الانتقال أو العثور على مأوى آمن ويعيش غالبيتهم في مخيمات مؤقتة ذات كثافة مثيرة للقلق تبلغ حوالي 40 ألف شخص لكل كيلومتر مربع.
وبين التقرير أن أوامر الإخلاء والهجوم العسكري، الذي اشتد في الأسابيع الماضية، أدى إلى تعطيل العمليات الإنسانية بشكل كبير، وأدت عمليات النزوح المتكررة إلى استنزاف قدرة الناس على التكيف والحصول على الغذاء والماء والدواء، مما أدى إلى تعميق ضعف المجتمعات بأكملها.
وكشفت التقرير الأمم أن الزيادة المؤقتة في المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية بين شهري مايو وأغسطس 2024 أدت إلى التخفيف جزئيًا من انعدام الأمن الغذائي الحاد وظروف سوء التغذية. ومع ذلك، شهد شهر سبتمبر أدنى حجم من الإمدادات التجارية والإنسانية التي تدخل غزة منذ شهر مارس 2024.
ولفت إلى أن هذا الانخفاض الحاد سيحد بشكل كبير من توافر الغذاء وقدرة الأسر على إطعام نفسها والحصول على الخدمات في الأشهر القليلة المقبلة كما رجح أن يجلب فصل الشتاء القادم درجات حرارة أكثر برودة مع هطول الأمطار والفيضانات المحتملة.
ورجح أيضاً أن تؤدي الأمراض الموسمية ومحدودية الوصول إلى المياه والخدمات الصحية إلى تفاقم سوء التغذية الحاد، خاصة في المناطق المكتظة بالسكان، حيث يكون خطر انتشار الأوبئة مرتفعا بالفعل.
ويشير التقرير إلى توقعات بتضاعف عدد السكان المصنفين في المرحلة الخامسة من التصنيف الدولي للبراءات (الكارثة) ثلاث مرات تقريبًا في الأشهر المقبلة. لافتا إلى أنه بين نوفمبر 2024 وأبريل 2025، تم تصنيف ما يقرب من 2 مليون شخص، أي أكثر من 90% من السكان في المرحلة 3 من التصنيف الدولي للبراءات (الأزمة) أو أعلى، منهم 345 ألف شخص أي 16% في مرحلة الكارثة (المرحلة 5 من التصنيف الدولي للبراءات).
بينما 876 ألف شخص أي 41% في حالة الطوارئ (المرحلة الرابعة من التصنيف الدولي للبراءات) على الرغم من أنها أقل كثافة سكانية لافتاً إلى أن من المتوقع تواجه رفح والمحافظات الشمالية انعدامًا حادًا للأمن الغذائي.