واصل الاحتلال "الإسرائيلي" حملة الإبادة في شمال قطاع غزة من خلال تصعيد العمليات العسكرية البرية والجوية، ونسف المنازل وإحراق مدارس الإيواء التابعة لـ"أونروا"، حيث اعتقل عشرات الفلسطينيين، وهجر مئات العائلات، فيما ارتكب خلال الـ 48 ساعة الماضية 7 مجازر بحق العائلات الفلسطينية، مما أسفر عن استشهاد 115 شخصًا وإصابة 487 آخرين.

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة خلال تقريرها الإحصائي اليومي أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام، وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

فيما سجلت الصحة ارتفاع حصيلة العدوان "الإسرائيلي" إلى 42 ألفاً و718 شهيداً فيما بلغت أعداد الجرحى 100 ألف و282 غالبيتهم من الأطفال والنساء منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وبدخول حرب الإبادة على قطاع غزة يومها الـ382 على التوالي، صعّد الاحتلال "الإسرائيلي" من عدوانه على مناطق ومخيمات شمالي قطاع غزة التي يواصل الاحتلال حصارها وتجويعها، ويمنع إدخال المساعدات الإنسانية إليها منذ 18 يوماً.

وفي ذات الوقت أجبرت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" مئات الأشخاص من مخيم جباليا وبيت لاهيا على إخلاء منازلهم والنزوح قسراً إلى مناطق أخرى.

وأمرت طائرات "درون" صغيرة، عبر تسجيلات صوتية الأهالي المتواجدين في مشروع بيت لاهيا، بالخروج باتجاه شارع بيت لاهيا العام حيث يتمركز جيش الاحتلال في مداخل مشروع بيت لاهيا، ويضع حواجز وكاميرات ونقاط تفتيش.

وكانت طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" المُسيرة قد ألقت قنابل في ساحة مستشفى كمال عدوان بمشروع بيت لاهيا شمالي غزة. فيما تحاصر مسيّرات "إسرائيلية" بالنار مدرسة "خليفة بن زايد" بمنطقة مشروع بيت لاهيا، وتهدد آلاف النازحين الفلسطينيين داخلها بالقتل إذا لم يتم إخلاؤها فورا.

كما أحرقت ‏قوات الاحتلال "الإسرائيلي" مدرسة جديدة في جباليا، وبذلك يصل إجمالي عدد المدارس التي أضرم جنود الاحتلال النيران فيها خلال اليومين الماضيين إلى 3 مدارس، وهي: "الكويت، و"حلب"، و"حمد" وهي المدارس الرئيسية في جباليا.

وارتقى عدد من الشهداء والمصابين في قصف مدفعي استهدف نازحين بمحيط دوار الشيخ زايد شمال القطاع، وفي مخيم جباليا استشهد 8 فلسطينيين، وأصيب آخرون في قصف مدفعي "إسرائيلي" استهدف منطقة "العلمي".

وأفادت مصادر طبية مصادر طبية، باستشهاد 12 فلسطينياً في قصف مدفعي "إسرائيلي" استهدف النازحين عند مفترق أبو الجديان بمشروع بيت لاهيا.

وكان الدفاع المدني الفلسطيني قد أعلن استشهاد أكثر من 600 فلسطيني منذ بدء الهجوم "الإسرائيلي" على مخيم جباليا، يوم 6 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، فيما لا يزال عدد من الأشخاص تحت الأنقاض وعلى الطرقات.

وجنوبي القطاع، ارتقى 4 شهداء ومصابين في قصف "إسرائيلي" على منطقة خربة العدس شمالي مدينة رفح.

وفي مدينة غزة، أصيب عدد من الفلسطينيين جراء قصف الاحتلال منزلاً في شارع الجلاء، وسط مدينة غزة كما نسفت قوات الاحتلال عدداً من المنازل في حي الزيتون. ووسط قطاع غزة، استهدفت طائرات الاحتلال أراضي زراعية في مخيم البريج.

الاحتلال يمنع دخول أكثر من ربع مليون شاحنة مساعدات لقطاع غزة

وفي السياق، أكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، قيام جيش الاحتلال بمنع إدخال أكثر من رُبع مليون شاحنة مساعدات وبضائع منذ بدء حرب الإبادة الجماعية، حيث يواصل تعزيز سياسة التجويع وخاصة بمحافظة شمال قطاع غزة، وفي جباليا تحديداً.

وأشار الإعلام الحكومي خلال بيان له أن ذلك يأتي في إطار تعزيز سياسة التجويع واستخدامها كسلاح حرب ضد المدنيين وضد الأطفال خصوصاً من خلال منع إدخال الغذاء وحليب الأطفال والمكملات الغذائية.

واعتبر سلوك الاحتلال جريمة ضد الإنسانية، حيث يُكرّس سياسة التجويع في محافظات قطاع غزة، وبشكل أكبر بمحافظة شمال قطاع غزة، وفي مخيم جباليا ومحيطه تحديداً.

كما أدان بأشد العبارات ارتكاب الاحتلال "الإسرائيلي" لجريمة التجويع ضد المدنيين وضد الأطفال وكذلك منع الاحتلال إدخال المساعدات والبضائع منذ 169 يوماً لمحافظات جنوب قطاع غزة لأكثر من 180 يوماً لمحافظتي غزة وشمال قطاع غزة.

لافتاً إلى أن هذا يأتي في إطار استمرار حرب الاستئصال والتطهير العرقي ضد المدنيين والأطفال والنساء من خلال التجويع والقتل والإبادة والتهجير، مطالباً كل دول العالم بإدانة هذه الجرائم المركبة والمستمرة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.

وأعرب الإعلام الحكومي عن استغرابه وصدمته من صمت المجتمع الدولي وصمت الدول الأوروبية ودول العالم أمام هذه الجريمة الوحشية التي يرتكبها الاحتلال بحق أكثر من 2 مليون و400 ألف إنسان في قطاع غزة. 

وحمل الاحتلال "الإسرائيلي" والإدارة الأمريكية والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا والدول المشاركة في الإبادة الجماعية؛ كامل المسؤولية عن استمرار جريمة التجويع بحق المدنيين والأطفال والنساء.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد