شهدت الضفة الغربية المحتلّة صباح اليوم الأربعاء 23 تشرين الأول/ أكتوبر، تصاعداً في الاقتحامات والانتهاكات "الإسرائيلية"، حيث اقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك وموقعاً أثرياً في مدينة أريحا، وسط استمرار عمليات التجريف وإغلاق الطرق الرئيسية، في ظل حماية مشددة من قوات الاحتلال.
واقتحم 543 مستوطناً صباحاً، المسجد الأقصى تحت حماية مكثفة من شرطة الاحتلال، حيث دخلت مجموعات متتالية وبأعداد كبيرة إلى باحات المسجد، وأدت طقوساً تلمودية، في إطار احتفالاتهم بما يسمّى "عيد العرش" اليهودي.
وشهدت ساحات المسجد محاولات متكررة لأداء ما يُسمى بـ"السجود الملحمي"، وهي طقوس استفزازية يحرص المستعمرون على تنفيذها خلال الأعياد اليهودية.
وفي الوقت ذاته، أدى مئات المستوطنين طقوساً مشابهة عند حائط البراق، القريب من المسجد الأقصى، وعند أبوابه، حاملين معهم "القرابين النباتية".
ورصد شهود عيان لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" قيام مجموعات منهم بأداء رقصات وأغاني استفزازية على طريق باب السلسلة، في تصعيد يعتبر استمراراً لسياسات الاحتلال في تهويد المسجد وتغيير معالمه التاريخية.
ويأتي هذا الاقتحام للمسجد الأقصى، في إطار تكثيف الاحتلال اعتداءاته على حيث وصلت هذا العام إلى أكثر من 60 ألف اقتحام، مقارنة بأقل من 5 آلاف سنويا قبل عدة سنوات.
وفي تطور آخر، اقتحم عشرات المستوطنين موقع "شهوان" الأثري في أريحا، وسط حماية من قوات الاحتلال، حيث أدوا طقوساً دينية. يُذكر أن هذا الموقع يعود تاريخه إلى العصر البيزنطي، ويضم أرضية فسيفسائية تاريخية، كانت قد اكتُشفت خلال أعمال التنقيب عام 1936.
كما واصلت آليات الاحتلال، اليوم، تجريف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في بلدة الزاوية غرب سلفيت، ضمن مشروع مد خطوط مياه وصرف صحي للمستعمرات، حيث تعرضت 5 دونمات من الأراضي في منطقة "خلة شمس" للتجريف.
وفي سياق متصل، أغلقت قوات الاحتلال المدخل الرئيسي لقرية المنشية جنوب شرق بيت لحم، باستخدام السواتر الترابية والمكعبات الإسمنتية، ما أعاق حرية التنقل للسكان، وأثر بشكل مباشر على عمل أكثر من 200 مصنع للحجر والرخام في المنطقة.
وفي إطار توثيق الاعتداءات "الإسرائيلية" على الضفة الغربية، ومن ضمنها مسألة الاعتقالات، وثّقت مؤسسات الأسرى الفلسطينيين اعتقال جيش الاحتلال، 11 ألفاً 400 حالة اعتقال في الضفة بما فيها القدس، وفقاً لمعطيات صادرة عن مؤسسات الأسرى. وتوزعت حالات الاعتقال.
وشملت الحالات، اعتقال نحو 430 امرأة، بعضهن من الأراضي المحتلة عام 1948، وعدد غير محدد من غزة، إضافة إلى ما لا يقل عن 750 طفلاً في الضفة.
وبلغ عدد حالات اعتقال واحتجاز الصحفيين 129، لا يزال منهم 58 رهن الاعتقال، فيما صدر أكثر من 9392 أمر اعتقال إداري، شمل بعضها نساء وأطفالاً.
وبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال أكثر من 10 آلاف و100، منهم 3398 معتقلاً إدارياً، و94 أسيرة، و270 طفلاً، فيما وتواصل قوات الاحتلال احتجاز جثامين 50 شهيداً من الأسرى، من بينهم 39 استشهدوا بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.