تشهد المخيمات والتجمعات الفلسطينية في منطقة صور بجنوب لبنان تدهوراً حاداً في أوضاعها نتيجة توقف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" عن تقديم خدماتها، منذ بدء الحرب "الإسرائيلية" على لبنان قبل أكثر من شهر. وعلى الرغم من إعلان "أونروا" عن خطط طوارئ للتعامل مع حالات النزوح الطارئة في حال اندلاع الحرب في لبنان، إلا أن هذه الخطط بقيت حبراً على ورق، ما جعل اللاجئين يواجهون ظروفاً معيشية صعبة في ظل غياب أي خدمات تذكر من الوكالة.
ويشتكي أهالي المخيمات الفلسطينية في منطقة صور، من إغلاق مراكز الخدمات الصحية وتوقف المساعدات، ما زاد حدة معاناتهم بالتزامن مع القصف "الإسرائيلي" المتواصل، حيث تعتبر وكالة "أونروا" شريان حياة للاجئين الفلسطينيين منذ أكثر من سبعين عاماً، لما تقدمه من خدمات أساسية تشمل التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية والبنى التحتية، إضافةً إلى المساعدات الطارئة.
وفي حديث لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، قال الدكتور خليل نصار، مسؤول اللجان الشعبية الفلسطينية في منطقة صور: "لقد تركت الوكالة اللاجئين في منطقة صور وحدهم يواجهون خطر الموت في المخيمات، وامتنعت عن تقديم خدماتها لهم، فيما أثبت التجربة أن ما أطلقت عليه "خطة طوارئ" المزعومة ما هي إلا أوهام.
وأشار نصار إلى إغلاق عيادات مخيمات الرشيدية والبص والبرج الشمالي، إضافة إلى عيادات تجمعات المعشوق والشبريحا والقاسمية وكفربدا، ما ترك مئات العائلات دون أي رعاية صحية. لافتا إلى أن هناك العديد من الأطفال دون سن السادسة بحاجة إلى اللقاحات الأساسية، والتي كانت توفرها عيادات الأونروا، ومع توقفها، أصبح هؤلاء الأطفال عرضة للخطر.
وطالب نصار بضرورة الضغط على إدارة الأونروا في لبنان للعمل على تفعيل خطة الطوارئ وعودة الخدمات الإغاثية والإنسانية التي تقدمها الوكالة للاجئين الفلسطينين المتبقين في المخيمات والنازحين على حد السواء.
كما عبّر أهالي مخيم البرج الشمالي عن استيائهم من إغلاق العيادة الصحية، مطالبين بإعادة فتحها وتقديم المساعدات النقدية والعينية للعائلات المتبقية الصامدة. وعلق الأهالي لافتات على أبواب العيادة توضح مطالبهم بضرورة استئناف الخدمات الصحية والإغاثية.
وتشهد المخيمات حالة من الاستياء الشديد نتيجة خذلان إدارة الأونروا وإغلاقها لكافة مراكزها في جنوب لبنان، ناهيك عن إصرارها على عدم فتح العيادات الصحية بذريعة خوفها من تعرض موظفيها للخطر، ما يعده الأهالي تواطئاً لضرب صمود اللاجئين في مخيمات الجنوب.
من جهتها عقدت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان لقاء مطولا أكدت فيه الحرص والحفاظ على بقاء دور واستمرارها رغم التهديدات، وشددت على ضرورة تحمل الأونروا مسؤولياتها والقيام بواجباتها تجاه ابناء شعبنا الفلسطيني من نازحين ومقيمين في كافة المخيمات والتجمعات في لبنان من خلال تقديم المساعدات الإغاثية في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية على ضوء توسع دائرة الحرب وما يترتب عليها من زيادة المعاناة وخاصة على مستوى اللاجئين الفلسطينيين.
بدوره أكد حسني عيد المسؤول في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في مخيم البرج الشمالي لموقعنا، توجيه نداءات أطلقتها المنظمات الجماهيرية الديمقراطية لحث "الأونروا" بالعدول عن قراراتها التعسفية التي تطال كافة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات والعمل على تفعيل جدي لخطة الطوارئ لتثبيت صمود الأهالي في مواجهة الحرب.
وتشهد المخيمات الفلسطينية حالة من الحذر الشديد، بالتزامن مع القصف اليومي الذي يطال المناطق المجاورة، حيث تتطاير الشظايا ومخلفات القصف إلى بعض أحياء المخيمات وشوارعها. وأجبر نقص الخدمات الأساسية في مراكز النزوح التي خصصتها "أونروا" للنازحين العديد من أبناء المخيمات على العودة إلى منازلهم، مفضلين المخاطرة بالعودة على البقاء في أماكن نزوح تفتقر إلى المقومات الأساسية للعيش الكريم.