دخلت حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة يومها الأول بعد الـ 400 فيما يستمر الجيش "الإسرائيلي" ارتكاب المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين، لا سيما شمالي القطاع الذي يتعرض منذ نحو 45 يوماً لحملة إبادة وحشية ضمن العملية "الإسرائيلية" "خطة الجنرات" وسط حصار محكم، وارتقى منذ فجر اليوم الأحد 10 تشرين الثاني/ نوفمبر في القطاع 41 فلسطينياً معظمهم استشهدوا جراء مجزرة "إسرائيلية" ارتكبت حين قصف جيش الاحتلال مبنى في جباليا البلد شمالي القطاع يعود لعائلة "علوش" ويؤوي نازحين ما أسفر عن أكثر من 36 بين شهيد ومفقود.
ووثق ناشطون وجود 15 طفلاً بين الضحايا الشهداء الذين وصل معظمهم إلى المستشفى الأهلي المعمداني، وأكدوا أن المنزل كان يؤوي أكثر من 50 نازحاً لم يخرج منهم أحداً حيّاً، حيث ما تزال أعداد كبيرة من المفقودين تحت ركام المبنى الذي سوتّه الصواريخ "الإسرائيلية" بالأرض.
وفي الشمال أيضاً، أطلق فلسطينيون مصابون بفعل القصف "الإسرائيلي" ومحاصرون في منطقة التوبة بمخيم جباليا شمال قطاع غزة مناشدات بضرورة إنقاذهم وانتشال الشهداء.
وذكرت مصادر محلية أن طيران الاحتلال نفذ حزاماً نارياً على محيط مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة.
وفي السياق، ناشد مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية المجتمع الدولي والمنظمات الصحية لتوفير الإمدادات الأساسية وخدمات الإسعاف بشكل عاجل، بالإضافة إلى رفع الحصار عن شمالي قطاع غزة.
وقال أبو صفية في بيان صحفي: "لقد بدأنا نلاحظ ظهور حالات من سوء التغذية والمجاعة في شمال غزة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية، ونعاني في توفير حتى وجبة واحدة في اليوم لعمال المستشفى، وسط نقص حاد في المواد الغذائية واللوازم الطبية".
وأضاف: "نحن بحاجة ماسة إلى الدعم الطبي في ظل الهجوم المنهجي لجيش الاحتلال الإسرائيلي على نظامنا الصحي، حيث نفقد أرواحا كل يوم بسبب نقص الرعاية المتخصصة والموارد".
اقرأ/ي أيضاً: "لازاريني": احتمالات حدوث مجاعة شمالي قطاع غزة أمر غير مفاجئ
وأشار أبو صفية إلى أن مخزون الأدوية وصل إلى صفر، ولا توجد وفود طبية متخصصة تتناسب مع طبيعة الإصابات التي تصل إلى المستشفى.
وأضاف: إنهم يتلقون مكالمات محزنة عن أشخاص محاصرين تحت الأنقاض بينما هم عاجزون عن مساعدتهم، مشيراً إلى أنه بالأمس فقط قد تلقوا تقارير عن أطفال ونساء محاصرين في ظروف صعبة، واليوم ينعونهم كشهداء، هذه الحقيقة لا تُحتمل".
وناشد أبو صفية المجتمع الدولي لمساعدة المستشفى وأهالي شمال القطاع بشكل عاجل في هذا الوقت العصيب، والعمل على إدخال الوفود والمستلزمات الطبية.
ومن جهته، طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الجهات الرسمية المعنية والمنظمات الدولية والأممية المختصة بإعلان المجاعة رسميًّا في شمالي قطاع غزة، مع مرور أكثر من 50 يومًا على منع "إسرائيل" إدخال أي مساعدات أو بضائع لمئات آلاف السكان المحاصرين هناك، والذين يتعرضون لأعنف حملة إبادة جماعية للقضاء عليهم بالقتل والتهجير القسري.
وقال المرصد الأورومتوسطي: إن عشرات الآلاف من الفلسطينيين، بمن فيهم عشرات المرضى في ثلاثة مستشفيات شمال قطاع غزة، يواجهون خطرًا محدقًا بالموت جوعًا، أو الخروج بتداعيات صحية دائمة، جراء الحصار الإسرائيلي غير القانوني.
يأتي هذا فيما وثقت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد ضحايا حرب الإبادة "الإسرائيلية" إلى 43 ألفاً و 603 شهداء ومائة وألفان و929 جريحاً منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2024 .
وقالت الوزارة في آخر تحديث لها ظهر اليوم الأحد: إن جيش الاحتلال ارتكب ثلاث مجازر كبرى ضد العائلات في قطاع غزة خلال 24 ساعة، وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 51 شهيداً و164 جريحاً، فيما لا يزال عدد كبير من الضحايا تحت الركام أو في الطرقات لم تتمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.
وأفاد الدفاع المدني في مدينة غزة باستشهاد 5 فلسطينيين وإصابة آخرين جراء غارة "إسرائيلية" استهدفت منزلاً في محيط مفترق المغربي بحي الصبرة جنوبي مدينة غزة.
كما أعلن الدفاع المدني عن شهيد آخر جراء استهداف مسيرة "إسرائيلية" دراجة هوائية بمحيط منطقة السرايا وسط مدينة غزة
وجنوبي قطاع غزة، أسفر قصف "إسرائيلي" استهدف تجمعاً لفلسطينيين شرقيّ مدينة رفح إلى إصابة شخصين.
ووسط قطاع غزة، استهدفت طائرات الاحتلال أمس خياماً تؤوي نازحين وصحفيين في دير البلح ما أدى إلى استشهاد فلسطينيين اثنين على الأقل، وإصابة 26 آخرين منهم صحفيون بجروح خطيرة.
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة "بأشد العبارات" قصف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" خياماً للصحفيين والنازحين داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى، "التي تعتبر مؤسسة مدنية محمية بقوة القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
و حمّل الإعلامي الحكومي الاحتلال "الإسرائيلي" والإدارة الأمريكية والدول المشاركة في الإبادة الجماعية المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم المُمنهجة بحق المستشفيات والصحفيين والمدنيين والنازحين في قطاع غزة.