غمرت مياه الأمطار الغزيرة، أمس الاثنين 18 أيار/ مايو، شوارع وأزقة مخيم جرمانا للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق، جراء عيوب مزمنة في شبكة الصرف الصحي، ما أغرق الشوارع والحارات بالمياه، خاصة شارع أم الفحم، مما أعاق حركة السكان، بما في ذلك طلاب المدارس.
وشهد المخيم اختلاط مياه الأمطار بالمياه الآسنة، وتسربها إلى بعض المنازل، مما زاد من معاناة الأهالي، وبحسب شكاوى تداولتها صفحات التواصل الاجتماعي جاء فيها: "ما في مجال الواحد يمرق، كل الريكارات مسكرة، ما في مجرى للمي. طلاب المدارس كيف بدها تمرق والناس؟ لازم يلاقوا حل لهذا الموضوع، الشتوية فاتت وما عاد في مجال نأجل العطل وما يتصلح".
ودعا ناشطون مؤسسة اللاجئين والمسؤولين عن المخيم إلى اتخاذ خطوات عاجلة لتسليك الأنابيب ومنع تجمع المياه، لا سيما مع بداية موسم الأمطار، وأكدوا أن الوضع الحالي يشكل خطراً صحياً وبيئياً على سكان المخيم.
أزمة متجددة في البنية التحتية وفشل إصلاحات سابقة
وتعاني شبكات الصرف الصحي في مخيم جرمانا من التقادم وضعف الصيانة منذ سنوات، وقد تفاقمت الأزمة بعد زيادة الكثافة السكانية في المخيم، خاصة منذ عام 2014، نتيجة نزوح سكان مخيمات منكوبة أخرى مثل مخيم اليرموك إلى جرمانا، ما شكل ضغطاً على البنى التحتية والخدمية المتهتكة.
ورغم الجهود السابقة لتحسين شبكات الصرف الصحي، بما في ذلك مشروع أُنجز في أيار/مايو الماضي من العام الجاري، من قبل الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب والمؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في ريف دمشق، لم تتمكن هذه الإصلاحات من إنهاء المشكلة، وشمل المشروع حينها تغيير الأنابيب القديمة وتركيب "ريجارات" جديدة.
ويحول موسم الأمطار كل عام، منازل العديد من الحارات في المخيم، إلى مستنقعات جراء ارتداد مياه الصرف الصحي إلى منازلهم وخروجها من فوهات الصرف المنزلية، مما يضاعف من معاناتهم، ويدعو السكان إلى ضرورة تدخل عاجل وشامل لحل هذه المشكلة بشكل جذري قبل تفاقمها.